إيمان عبدالرحمن الدشتي
رحلة دعاني إليها كهدية مولاي أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
أكملت استعدادي برفقة أمي وابنتي، وخرجنا من دارنا والأمل يحدوني لنيل الجائزة الكبرى التي لا تقدر بثمن، ويوازي هذا الأمل قناعة بأن ما يقسمه الباري عز وجل هو استحقاق لا بديل عنه، والرضا بالاستحقاق من سمات المؤمنين.
وصلت الى الشارع واستوقفت سيارة أجرة للوصول الى مكان الدعوة، وقلت لسائقها: لو تسمح فإن " الحجية" خلفي ببضع أمتار فلنذهب إليها، فابدى استعداده العالي لذلك وبلا تذمر، حتى اذا ركبت أمي وابنتي انطلقنا وكلي تفائل لأن البداية كانت موفقة؛ فالسائق الستيني كان سمحا طيبا ومهذبا وابدى تفانيه لايصالنا للمكان المنشود، ولأني ذكرت له ان النقطة الدالة هي مستشفى ولِما راى من كبر سن أمي فتصور اننا ذاهبون الى عيادة طبيب!، حيث قال أن هناك عدة عيادات للأطباء ولن انزلكم إلا بالمكان الذي ترغبونه، فأخبرته اننا متوجهون الى قاعة وليس الى عيادة وحضورنا فيها لأجل تكريم ونسألك الدعاء؛ كي لا يتصور (وهذا ما بدى لي) أننا بهيئتنا الزينبية ذاهبون الى "قاعة أفراح" فينتقدنا (ورحم الله إمريء جب الغيبة عن نفسه)، وعند وصولنا وجدنا مجموعة من المدعوين ومن ضمنهم رفيقتي على خطى التمهيد المبارك وزميلتي في الكتابة والتكريم وهي بصحبة عائلتها الكريمة، فرحب كل منا بالآخر وبكل سرور، وبعد أن دخلنا القاعة واخذ الحاضرون أماكنهم، كانت هناك مقاعد خالية تحنُّ الى الفائزين الذين لم يتمكنوا من الحضور لأسباب خاصة.
وابتدأ الحفل الذي عنوانه "فبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة" بعنفوانٍ من تضحية الحسين وشموخ زينب وعفتها سلام الله عليهما، فالمسابقة التي أقيم التكريم كنتيجة لها قد ابتدأت بعقيلة الطالبيين زينب عليها السلام ولوعتها يوم أربعين أخيها الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام وشاءت الصُّدف ان يكون التكريم بيوم مولدها المبارك، ولم ينقص الحفل إلا توثيقا فيديويا يوثق الإبداع والنجاح والانفاس الحسينية والصيحات الولائية، فقد ساق الحفل عريفٌ كان الإبداع يفيض منه شعرا ونثرا، وتقدم قارئ القران فشنَّف اسماعنا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أُعقبت بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العقيدة والوطن، وتلتها مشاركات بعض الاخوة الحضور حيث أدلى كل منهم بدلوه، وشاركهم بعض الفائزين بمشاركاتهم الشعرية والقصصية والمسرحية، فاسبلوا جميعهم دموعنا واحرقوا قلوبنا على مصائب سيد الشهداء وعياله عليهم السلام، حتى امتلأت نفوسنا عزا وولاء وفخرا وسموا بآل البيت المحمدي صلوات الله وسلامه عليهم، وبمن سار على نهجهم من مجاهدينا وشهدائنا الأبرار وفي مقدمتهم لواء الإسلام سليماني ورفيقه مهندس النصر وجماله رضوان الله تعالى عليهما، ودعونا لتعجيل فرج الطالب بثأر الآل وثأر المستضعفين، وهو قادم لا محال.
ثم تلت هذه الفقرات المتميزة إستراحة قصيرة اظهر بها القائمون على الحفل حسن الترحيب وكرم الضيافة. بعدها عدنا الى القاعة حيث مسك الختام وتوزيع الجوائز على الفائزين، فجميعهم قد غمرهم الحسين عليه السلام بجوده وفيض عطائه، إلا أن إمامنا ثامن الحجج مولانا الضامن علي بن موسى الرضا عليه السلام قد شارك جده بالجود والكرم والسخاء على خمسة عشر فائزا وأنا منهم بدعوة لزيارته.
فعدنا وانا بين شعورين لا يمكنني وصفهما، أولهما الفرح الغامر بهذه الجائزة الحسينية والدعوة الرضوية، والشعور الآخر حديث مع النفس المقصرة بحق أوليائها، هل أني سأتمكن من شكر مولاي الحسين عليه السلام ورد بعض من جميله كما ينبغي؟!.
https://telegram.me/buratha