المقالات

معركة البصيرة


 

جمعة العطواني *||

 

قد يعتبرها البعض حرية شخصية، والاخر يعدها حرية راي ، وثالث يسميها ممارسة حق كفله القانون ، ورابع يصفها بالتنوع الثقافي ، وخامس وسادس …. الخ.

لكن من ينظر بعين البصيرة والوعي، ويقرا ما يجري بنظارات الوعي ويستشرف طبيعة المعركة والصراع الدائر بين محوري الحق والباطل يراها بعين ثاقبة، عين مقاتل في قلب المعركة، خبير بادواتها، في الساتر الامامي من تلك الجبهة ، يقطع جازما انها معركة اهم واخطر من معركتنا ضد الارهاب الداعشي العسكرية .

ما يحصل من حفلات مجون وانحطاط ورذيلة في مختلف المناسبات ، هي حرب حقيقية بين الناموس الانساني والقيم الاسلامية، وبين الانحطاط الحيواني والابتذال الاخلاقي في اجلى صوره .

الاخطر من كونها ابتذالا وانحطاطا ، انها تحصل برعاية رسمية من المؤسسة الثقافية الحكومية .

ما يحصل من حضور ومشاركة كبيرة لهكذا احتفالات ليس وليد لحظته وانما هو عمل كبير جرى الاعداد والعمل عليه لسنوات طوال،

جنود ومعسكرات تلك الجبهة منظمات مجتمع مدني تعمل تحت غطاء الدولة ، جندوا فيها نفايات السفارات، وبائعات الهوى، ومجموعة الشذاذ من ناشطين واعلاميين وغيرهم.

حدد الامريكان والغرب عناصر قوة المجتمع العراقي ، هذه العناصر بمجموعها تمثل هوية المجتمع ووجوده الانساني والاسلامي ، هذه الهوية كان لها دور كبير في محاربة الارهاب ، وتحقيق الانتصار على الاحتلال وادواته .

هذه الهوية عبر عنها السفير الامريكي السابق في تقريره الى مجلس الشيوخ الامريكي بانها اكبر عائق امام امريكا لتحقيق مشروعها في العراق .

اهم هذه العناصر هو الدين الاسلامي الذي يرتبط به الشعب العراقي ارتباطا وجوديا ، والمرجعية الدينية في النجف الاشرف التي يرتبط بها المجتمع بوصفها تمثل روح الاسلام المحمدي الاصيل ، بالاضافة الى الحشد الشعبي .

وعليه طالب السفير بوضع علاجات لتلك العناصر .

انه غزو ثقافي، غزو فكري يستهدف عقول الشباب والمراهقين ، يستهدف بنية الانسان العراقي الاسلامية وقيمه الاجتماعية .

ليس اعتباطا ان تستقبل وزارة الثقافة العراقية احد ( مخنثي) مصر، بل ان الدولة المصرية على انفتاحها وتحررها من اغلب القيود الاسلامية والاعراف منعت هذا المخنث من اقامة الحفلات الماجنة، كونها تتعارض مع قيم المجتمع المصري ، هذا الاستقبال من وزير الثقافة ومروج ( الفياغرا) تعبر عن طبيعة الثقافة التي تريد الحكومة بالتنسيق مع الامريكان تنفيذها استجابة لتقرير السفير الامريكي .

ان مسخ الهوية الاسلامية والقيم الاجتماعية للشعب العراقي ، تمثل اخطر المعارك مع العدو ، وقد اكد الامام الخامنئي على خطورة تلك المعركة حيث يؤكد ( ان الغزو الثقافي اخطر على الشعوب من الغزو العسكري ) ، كونه يستهدف ناموس وفطرة الانسان السوي، ويستهدف قيمه الاسلامية .

وعندما ينجح العدو في تلك المعركة فلا قيمة لاي انتصار عسكري ، ولا قيمة لاي دماء زكية اريقت من اجل الدفاع عن الاسلام وقيمه السامية.

عراق الائمة المعصومين وعلمائه المجاهدين ومراجعه المحققين هو الهدف القادم في معركتنا الوجودية مع العدو ،فماذا اعددنا من جيوش وحشود لمواجهة ذلك العدو؟.

 

* مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك