مهند حسين ||
بول بريمر دبلوماسي أميركي، عينه الرئيس جورج دبليو بوش رئيساً للإدارة الأميركية في العراق في 6 آيار 2003 بصفة رئيس سلطة الأئتلاف المدني، بدلاً من الجنرال المتقاعد جي غارنر، إبان فترة دخول القوات الأميركية لأحتلال العراق.
وصل بريمر إلى بغداد يوم 12 آيار 2003 ليعمل مشرفا على شؤون العراق، وبعد وصوله بأيام قليلة أصدر مجموعة قرارات وأحكام ما زال بعضها ساري المفعول حتى يومنا هذا، وقد شهدت حقبة الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر والتي دامت لمدة سنة ونصف، سلسلة تحولات مصيرية تركت آثارها السلبية الواضحة على حاضر البلاد ومستقبله، ولكي يضمن أستمرار وجود القوات الأميركية لأطول فترة ممكنة؛ عمل بريمر نظام المحاصصة الطائفية كأساساً للحكم في العراق، الأمر الذي شرَّع الفساد في مفاصل الدولة عموماً وفي عمل الحكومة على وجه الخصوص، وبذلك أصبحت منظومة البلاد في كافة مجالاتها الأقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية متخلفة وهذا ما خطط له بريمر وحققه في العراق.
قرارات بريمر خلال فترة حكمه كانت سبباً في تجذر الأزمات التي تعاني منها البلاد حتى الآن، ومنذ أن عيّنته الإدارة الأميركية رئيساً للسلطة المدنية في العراق ، أصدر بريمر عشرات القرارات والقوانين المثيرة للجدل، ومن أبرز تلك القوانين حل الجيش العراقي والقوات الأمنية دون سابق إنذار الأمر الذي أدى الى نتائج عكسية عانى منها الشعب العراقي الكثير، فقد أدى هذا الأمر إلى تقوية الإرهاب الذي استقطب بعض ضباط الاستخبارات السابقين الذين وجدوا بالعمل مع الإرهابيين فرصة جيدة لهم وبذلك أصبحت استخباراتهم أقوى من استخبارات الحكومة، كما إن حل الجيش والقوات الأمنية الأخرى سمح للأطراف الخارجية التدخل في العراق. ومن الجانب الأقتصادي فإن قانون إلغاء التعرفة الجمركية، وإلغاء قيود التحويل الخارجي؛ سمح بتحويل أموال العراق إلى الخارج دون مساءلة، عن طريق مزاد العملة الذي أدى إلى تهريب مليارات الدولارات من العراق بطريقة رسمية.
إن بريمر كان يعمل على أشاعة ثقافة الفساد في جميع مفاصل الدولة الذي أوصلنا الى ما وصلنا أليه اليوم وهو المرتكز الأساس الذي جاء من أجله، والآن وبعد كل شيء يجب القول بأن تجربة الحاكم المدني بول بريمر في العراق كانت وما زالت المرتكز الأساس الذي تسبب في هلاك المنظومة العراقية بكل تفاصيلها، وإن الدمار الذي يعانيه الشعب العراقي هو بسبب تلك القرارات والأحكام السيئة التي أقرها هذا الحاكم المفسد، الذي قضى على العباد والبلاد بفساده.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha