سامي جواد كاظم ||
المذاهب الاسلامية امر لابد منه ولا يمكن انكاره وان كانت مسالة طبيعية بعيدا عن من هي الفرقة الناجية، وحتى على مستوى الاديان .
هنالك نواصب وهنالك غلاة وهنالك بين ما بين وهنالك من يضل الطريق لاثبات حقه والتكذيب والقدح والتجريح على قدم وساق ، وهنالك امور غيبية او عرفانية مثار جدل بين الاثبات والنفي ، ودائما الامامية يتمسكون بعصمة الائمة وحقهم الالهي في الامامة وخزينهم من العلم اللدني ، وهذا كله ايضا مثار جدل بالرغم من وجود المصادر المعتمدة لدى الطرف الاخر على ما تدعيه الامامية ، هنالك محطات في سيرة الائمة عليهم السلام هي دليل صدق واثبات على مكانتهم وعند السؤال عن حيثيات هذه المحطات تجعل العقلاء يرضخون لمكانتهم .
لا اريد ان اناقش الامامة وحق الخلافة للامامين الاولين عليهما السلام وكذلك نهضة الحسين عليه السلام وحتى مصارعهم جميعا بين قتيل او مسموم لنطوي دونها كشحا ، ولدينا استفسارات عن سيرة الائمة عليهم السلام .
الائمة من علي ابن الحسين ( 37 ـ 95 هـ) الى الامام محمد ابن الحسن العسكري ولادته 255هـ) هنالك احداث تستحق تامل وتبصر ، هؤلاء الائمة عليهم السلام لم يثبت التاريخ ان لديهم تنظيم مسلح ، او تحريض المسلمين على الثورة ورفض الخلفاء ، ولم يعلنوا جهارا ان الخلفاء غير شرعيين وبالرغم من كل هذه المسالمة نجد خلفاء بني امية وبني العباس شغلهم الشاغل هؤلاء الائمة عليهم السلام من دون بني هاشم ، عبد الملك بن مروان يضع العيون على الامام الباقرعليه السلام ( 57 ـ 114) وان ضاقت به الدنيا في مسالة ما يلجا اليه عليه السلام وحادثة سك المسكوكات التي امر بها الامام الباقر عليه السلام حادثة معروفة وفي نفس الوقت لم يثبت التاريخ انه عليه السلام هو والائمة البقية عليهم السلام تلقى العلم من اي صحابي او تابعي .
الامام الصادق عليه السلام ( 83 ـ 148) الذي يستدعيه المنصور لاكثر من مرة مع وضع العيون عليه وحديثه معه معروف عندما يقول له لم لا تخشانا كما يخشانا سائر الناس؟ فأجابه(عليه السلام): «ليس لنا ما نخافك ولا عندك من أمر الآخرة مانرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنّـئك بها ولا تراها نقمة فنعزّيك بها ، فما نصنع عنك !؟» فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا
فأجابه (عليه السلام): «من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك».الامام الصادق الذي اتيحت له قيادة ثورة فلم بفعل
وحتى عند وفاة ( استشهاد) الامام عليه السلام ارسل رسوله الى المدينة ليرى لمن اوصى من بعده وان ياتيه براسه ، فعاد اليه قائلا انه اوصى لاربعة انت احدهم فذهل المنصور من هذا التصرف ، ولنا ان نسال لماذا الصادق عليه السلام ولماذا وصيه دون سائر بني هاشم من اخوته وابنائه وعمامه ؟
واما مسالة بقية الائمة عليهم السلام فيكفي انهم شردوا ولم يموتوا في اوطانهم فلنسال لماذا سجن الامام الكاظم عليه السلام ( 128 ـ 183) ولماذا عذب في سجنه ولا اقول لماذا سم في السجن ولكن لماذا سجن في بغداد ولم يثبت عليه اي عمل عسكري او تحريض ثوري ؟
وولده الامام الرضا عليه السلام ( 148 ـ 202) الذي هجر من مدينته بامر المامون الى خراسان حتى وفاته هناك ، لماذا هو دون غيره ، ولماذا ارغم ولده الجواد عليه السلام ( 195 ـ 220) ايضا على الاقامة الجبرية في بغداد ولم يسمح له بالعودة الى المدينة . والامامين علي الهادي عليه السلام ( 212 ـ 245) وولده الحسن ( 231ـ 260) اللذان اقتيدا الى سامراء بين السجن والاقامة الجبرية حتى ان المعتصم ارسل جواسيسه لكي يكبس بيت الامام الهادي عليه السلام بعد وشاية المنافقين بانه يجمع الاسلحة للقيام بثورة فلم يجد سوى سجادته التي يصلي عليها وبعد تصفيته والرقابة الشديدة على ولده ونسائهم لمعرفة الوصي من بعدهم حتى عندما علموا به بعد وفاة العسكري اقتحموا بيته للقبض عليه وقتله فلم يمكنهم الله عز وجل من ذلك ، والسؤال هو نفسه لماذا هم دون غيرهم من بني هاشم؟ نعم هنالك من بني هاشم من شرد وقتل ولكن استهدفوهم لانهم يتبعون الامام عليه السلام ، ونسال ايضا لو قال مسلم ان الامام المهدي حي يرزق فلماذا ترتعد فرائصهم وتثور ضغائنهم وتهيج احقادهم ولا تهدا نفوسهم الا بعد تصفيتهم مجرد انه يعتقد امر لا يؤثر عليهم ، فهذا يكفي بان هذه السلسلة من الائمة عليهم السلام لديهم امتيازات تختلف عن سائر البشر
ـــــ
https://telegram.me/buratha