المقالات

سوق السياسة ...

2107 2021-12-01

 

كندي الزهيري ||

 

اختلف الكل في تعريف السياسة وتسويقها ، لكن الجميع مارسها بين البيع والشراء .

اختلف تعريف السياسة بين روادها منهم من وصفها بانها عاهرة لا مبدا لها ،واخرين قسموها على شكل سياسة الاخيار وسياسة الاشرار ، واخرين وصفوها بالفن الممكن ، واخرين وصفوها بانها مغنم وحق طبيعي للجميع ، واخرين وصفوها هلامية لا تخضع لقاعدة واضحة وثابتة ، لكن خير وصف كان للأمام الخميني ( قدس سرة ) حين وصف العمل بالسياسة  ( سياستنا ديننا ، وديننا سياستنا )،تعددت التوصيفات وطرائق العمل بها لكن الجميع اتفق بانها حرباء لا يعرف لونها الحقيقي ، فهي  تتلون مع الوضع المحيط بها .

اود في هذا المقال ايصال الصورة  عبر مثاليين ربما يفهما الجميع

من منا لم يدخل الى السوق ويجد هناك بضاعة متعددة ملونة بالوان واشكال مختلفة ، يوجد امام كل بضاعة شخص يروج ويبيع بضاعته للمتبضعين ، فالجميع يأخذ حسب ما تقتضي الحاجه ، يقال ذات يوم دخل ثلاثة اشخاص الى السوق ليشتروا بضاعة حسب مقتضيات الظرف وحاجاتهم  ، الاول اخذ بضاعة صلبة ، والثاني اشترى بضاعة لينة ، والثالثة لم تهمة البضاعة ونوعها المهم كان الديه ان يشتري البضاعة فحسب .

الاول الذي اخذ بضاعة صلبة يمثل واقعة الصلب ، لا نه يعتمد على قاعدة واضحة صلبة مشخصة الهدف يحترم امكانياته وقدراته ، اما الثاني الذي اخذ بضاعة لينة ، هذا يقرا ساحته السياسية ويعلم بان ليس لدية ما يمكنه من فرض صلابة سياسية ، رغم بان الهدف واضح لكن البيئة والظروف ليست بالمستوى المطلوب ، مما  يتطلب منه ان يكون مرن ، اما الثالث الذي لم تهمه البضاعة لكن يهمه الشراء فقط ، هذا النوع لا يمتلك هدف ولا رؤية واضحة للبيئة التي تحيط به ، لا يعلم مدى احتياجاتها وكيفية ادارتها وهذا النوع يهمه كيفية الوصول وليس كيفية الإدارة .

انما يجري في العراق كمثل شخص نائم في دار نخرتها السوسة في كل ركن من اركانها ، حين استيقظ رأى الدار قد نخرت ولم يبقى امامه سوى ان يتخذ موقف يتناسب مع الحالة ، واضعا بنظر الاعتبار الإمكانيات المطلوبة للقرار ، فاصبح اما ان يهدم الدار وهذا يتطلب منه الكثير من المال وجهد ووقت وهذا غير متوفر لدية لكون التكلفة اكبر من ان يتحملها ، او ان يبقى الوضع على ما هو علية، متقبل ذلك الظرف حتى يتمكن من عملية الاصلاح بظروف افضل .

منذ 2003م الى 2021م الوضع في العراق غير  مستقر ، واكثر الساسة يهمهم ان يحافظوا  على مكانتهم

ومناصبهم،  بغض  النظر عن تبني  تغير شامل رغم وجود مؤهلات وامكانيات متوفرة في الساحة السياسية ، لكن البضاعة التي روج لها ،وسوقة من قبل الغرب  وامريكا بان ديمقراطيتهم هي الافضل لكن تلك العملية كانت مشوهة،  ومصيدة للسياسيين ، منحوهم  المناصب والامتيازات مقابل ترك التخطيط او التطوير ، مما ادى الى ان يدفع هذا الشعب ثمن كبير من وقته ودمة ومستقبلة ، حتى اصبح البلد جامد غير قابل الى التطور ، مشكك وغير مؤمن بالطبقة السياسية ، الانه لا يرى سياسة تخطيط بمنظور دولة ، انما يرى سياسية انية ومصلحية تميل حيث يميل الريح ، لا تنفع سوى اصحابها .

اليوم الشعب العراقي بين التغير او ترك الوضع على ما هو علية حتى يأتي الوقت لتعديل كامل للعملية السياسية في العراق ، الاهم من ذلك من سيبادر السياسيين ام الشعب ، بكل الاحوال هناك ثمن للتغير وهناك عواقب كذلك ، قبل ذلك علينا ان نفهم امكانياتنا ومدى قدرتنا على الوصول الى بر الامان...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك