المقالات

سوق السياسة ...

1888 2021-12-01

 

كندي الزهيري ||

 

اختلف الكل في تعريف السياسة وتسويقها ، لكن الجميع مارسها بين البيع والشراء .

اختلف تعريف السياسة بين روادها منهم من وصفها بانها عاهرة لا مبدا لها ،واخرين قسموها على شكل سياسة الاخيار وسياسة الاشرار ، واخرين وصفوها بالفن الممكن ، واخرين وصفوها بانها مغنم وحق طبيعي للجميع ، واخرين وصفوها هلامية لا تخضع لقاعدة واضحة وثابتة ، لكن خير وصف كان للأمام الخميني ( قدس سرة ) حين وصف العمل بالسياسة  ( سياستنا ديننا ، وديننا سياستنا )،تعددت التوصيفات وطرائق العمل بها لكن الجميع اتفق بانها حرباء لا يعرف لونها الحقيقي ، فهي  تتلون مع الوضع المحيط بها .

اود في هذا المقال ايصال الصورة  عبر مثاليين ربما يفهما الجميع

من منا لم يدخل الى السوق ويجد هناك بضاعة متعددة ملونة بالوان واشكال مختلفة ، يوجد امام كل بضاعة شخص يروج ويبيع بضاعته للمتبضعين ، فالجميع يأخذ حسب ما تقتضي الحاجه ، يقال ذات يوم دخل ثلاثة اشخاص الى السوق ليشتروا بضاعة حسب مقتضيات الظرف وحاجاتهم  ، الاول اخذ بضاعة صلبة ، والثاني اشترى بضاعة لينة ، والثالثة لم تهمة البضاعة ونوعها المهم كان الديه ان يشتري البضاعة فحسب .

الاول الذي اخذ بضاعة صلبة يمثل واقعة الصلب ، لا نه يعتمد على قاعدة واضحة صلبة مشخصة الهدف يحترم امكانياته وقدراته ، اما الثاني الذي اخذ بضاعة لينة ، هذا يقرا ساحته السياسية ويعلم بان ليس لدية ما يمكنه من فرض صلابة سياسية ، رغم بان الهدف واضح لكن البيئة والظروف ليست بالمستوى المطلوب ، مما  يتطلب منه ان يكون مرن ، اما الثالث الذي لم تهمه البضاعة لكن يهمه الشراء فقط ، هذا النوع لا يمتلك هدف ولا رؤية واضحة للبيئة التي تحيط به ، لا يعلم مدى احتياجاتها وكيفية ادارتها وهذا النوع يهمه كيفية الوصول وليس كيفية الإدارة .

انما يجري في العراق كمثل شخص نائم في دار نخرتها السوسة في كل ركن من اركانها ، حين استيقظ رأى الدار قد نخرت ولم يبقى امامه سوى ان يتخذ موقف يتناسب مع الحالة ، واضعا بنظر الاعتبار الإمكانيات المطلوبة للقرار ، فاصبح اما ان يهدم الدار وهذا يتطلب منه الكثير من المال وجهد ووقت وهذا غير متوفر لدية لكون التكلفة اكبر من ان يتحملها ، او ان يبقى الوضع على ما هو علية، متقبل ذلك الظرف حتى يتمكن من عملية الاصلاح بظروف افضل .

منذ 2003م الى 2021م الوضع في العراق غير  مستقر ، واكثر الساسة يهمهم ان يحافظوا  على مكانتهم

ومناصبهم،  بغض  النظر عن تبني  تغير شامل رغم وجود مؤهلات وامكانيات متوفرة في الساحة السياسية ، لكن البضاعة التي روج لها ،وسوقة من قبل الغرب  وامريكا بان ديمقراطيتهم هي الافضل لكن تلك العملية كانت مشوهة،  ومصيدة للسياسيين ، منحوهم  المناصب والامتيازات مقابل ترك التخطيط او التطوير ، مما ادى الى ان يدفع هذا الشعب ثمن كبير من وقته ودمة ومستقبلة ، حتى اصبح البلد جامد غير قابل الى التطور ، مشكك وغير مؤمن بالطبقة السياسية ، الانه لا يرى سياسة تخطيط بمنظور دولة ، انما يرى سياسية انية ومصلحية تميل حيث يميل الريح ، لا تنفع سوى اصحابها .

اليوم الشعب العراقي بين التغير او ترك الوضع على ما هو علية حتى يأتي الوقت لتعديل كامل للعملية السياسية في العراق ، الاهم من ذلك من سيبادر السياسيين ام الشعب ، بكل الاحوال هناك ثمن للتغير وهناك عواقب كذلك ، قبل ذلك علينا ان نفهم امكانياتنا ومدى قدرتنا على الوصول الى بر الامان...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك