المقالات

اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..المتغيرات في المواقف

2034 2021-11-30

 

قاسم الغراوي ||

 

هناك ثمة مفارقات بين الموقف الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية على مر التاريخ .

فلسطين في نظر الشعوب العربية تعد خطا احمر وهي قضية العرب الاولى التي يجب ان لا يتخلى عنها اي عربي ولها عمق عربي واسلامي.

ان العداء تجاه الكيان الصهيوني يعتبر معادلة صفرية بالنسبة للحكام العرب ظاهرا  وعند الجماهير ظاهرا وباطنا فلم تعد المواقف كما هي حينما

بدا حكام الخليج ظاهرا بالتطبيع مع موافقة او معارضة شعوبها ، وامست العلاقات والدعوة لهذا التطبيع مع الكيان الصهيوني مسالة وقت لتنظم بقية الانظمة العربية تباعا لذلك.

كيف استطاعت امريكا والكيان الصهيوني ان يقنع الحكام العرب بالتطبيع وتؤثر على الجماهير التي ابتعدت كثيرا عن القضية الفلسطينية ؟

نجحت القوة الناعمة التي دعى لها جوزيف سي ناي عام 2004 باعتبارها وسيلة النجاح  في السياسة الدولية من خلال رسائل الاستمالة والجذب واسلوب الاغواء ، وتم السيطرة على العقول وفق نظرية التاطير التي تعد مصيدة لاحتلال العقل والوعي  ومن خلالها يجري تمرير السياسات وكسبها على حساب القضية الفلسطينية دون ان تترك بصمات .

الادارة الامريكية استخدمت القوة الناعمة بعد ان قامت بتوظيف الفنانين والدعاة والوعاظ والمهرجانات والندوات لتبرير ماقامت به لاقناع الحكام والملوك للتطبيع  ،كما استخدمت هذه القوة ووظفت من قبل الاطراف المختلفة لتغيير القناعات الرسمية والشعبية .

 كذلك رعت الادارة الامريكية والكيان الصهيوني بعض الناشطين الشباب والمدونين والصفحات لدعوة حكام بلادهم للتطبيع مع الكيان باعتبار ان قضية فلسطين اصبحت من الماضي ، وان العداء للصهيونية والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني لاجدوى منها.

بعض المطبعين مقتنعين بانه لافائدة من المواجهة مع الصهيونية لكون حليفتها امريكا وهذه تحكم العالم ولا مناص من اعادة العلاقات والتطبيع  معها.

اما البعض الذي اعلن ولاءه وتبعيته لامريكا وللكيان الصهيوني لا تهمه اصلا قضية فلسطين

 اما الفئة الثالثة فترفض التطبيع جملة وتفصيلا ، باعتبارها قضية اسلامية والمقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة .

الفواعل التي اثرت في القضية الفلسطينية كثيرة وهي ظروف داخلية وخارجية منها عدم انسجام السلطة الفلسطينيه بشقيها السياسي والمقاوم وكذلك تخاذل الحكام العرب ، وعدم جدوى قرارات مؤتمرات القمة العربية التي تخص القضية الفلسطينية.

اما دوليا فغالبية القرارات الدولية التي تدين الكيان الصهيوني غير ملزمة له او يتم الاعتراض عليها بالفيتو من قبل المندوب الامريكي ، واما تضعيف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ومساندتها بدى واضحا نتيجة المواجهات والحروب والاهتزات الدولية .

فمن احتلال العراق واشغاله بالقاعدة والحرب الطائفية وداعش واشعال الجبهة الداخلية واغراقه فيها ، مرورا بالوضع السوري الذي انهكته الحرب والى اليمن وعدوان التحالف العربي ، مرورا بلبنان الذي تازم وضعه الداخلي بسبب الخلافات والمناكفات السياسية والتدخل الدولي فيه ، كلها كانت فوضى مقصودة لضمان سلامة امن الكيان الصهيوني على اعتبار ان هذه الدول هي دول ممانعة ومقاومة ورافضة للتطبيع ومدافعة عن القضية الفلسطينية.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك