د.محمد العبادي ||
لفت إنتباهي ما قاله السفير العراقي في الأردن عبر انستغرام الجمعة:(إن أشخاصاً يقدمون أنفسهم على انهم يمثلون السفارة او شركات تسويق او ممثلين لجامعات ويطلبون تحويل مبالغ مالية من اجل تحويل مساعدات مالية لهم من قبل السفارة تصل الى الالاف من الدولارات او ايهامهم بحصولهم على سيارات كهدايا من قبل شركات تسويق او الحصول على قبولات من قبل الجامعات.).
وانتقل ذهني أثناء قراءة تحذير السفير العراقي الى أحد الأصدقاء الذي حاولت إحدى الشركات الوهمية خداعه عن طريق مسابقة علمية تحت إشراف ( الأميرة سحاب آل سعود)واشترك في الإجابة عن الأسئلة وبعد مضي مدة إتصلوا به وبشروه بفوزه بالمسابقة وعرضوا له فيلماً يستعرضون فيه السيارة الفارهة التي ربحها عن إجاباته الصحيحة ووقوع القرعة عليه ، وكان المذيع يتكلم باللهجة السعودية و..و..الخ.
ويبدو ان هذه الخدع قد إنطلت على بعض الناس واُخذوا على حين غفلة منهم ، لكن صديقي الذي يحتفظ بالفيديو في نقاله الخاص كان حذراً ولم يكن مندفعاً وراوده الشك ، لأنهم كانوا يتحدثون معه من خلال الهاتف فقط بلا تحديد لهويتهم، وليس لديهم عنوان أو مكتب أكيد في العراق، وحدثته نفسه بأن هؤلاء يمكن الإمساك بهم من خلال مكتب الصيرفة ، ولأجل ذلك ذهب صديقي هذا الى الجهات الأمنية وقال لهم : توجد شبكة إحتيال وهمية وهذه إتصالاتهم وأقوالهم وأريد منكم أن تقبضوا عليهم بعد أن أقوم بتحويل المبلغ الذي يطلبونه الى مكتب الصيرفة الفلاني في بغداد، غير أنهم تعللوا واعتذروا وقالوا له نحتاج الى أمر قضائي !!!وربما قال له بعضهم : إعرض عن هذا ،لأن (القانون لا يحمي المغفلين )وكأنّ الأمر لا يعنيهم!!!.
وهل يترك القانون هؤلاء المحتالين ليسرحوا ويمرحوا ويعبثوا كيفما شاءوا؟!.
ورجع صديقي خائباً وفي قلبه غصة يكتمها ويكبتها !!!.
وتساءلت حينها وقلت لصديقي إن ذلك من صلب وظائفهم في حماية المواطن من هؤلاء اللصوص الذين يستغفلون الناس .
إن على الدولة أن تعمل على رفع مستوى الوعي عند الناس من خلال وضع البرامج الإعلامية والتثقيفية حول الأفراد أو شبكات وشركات النصب والإحتيال، كما ان على الأجهزة الأمنية أن تعمل بوظائفها القانونية في وضع خارطة عمل لمحاربة المحتالين ، وأن تعمل على تشجيع الناس بفتح باب التعاون معهم للتقليل من عمليات النصب والإحتيال حتى يشعروا بالثقة والأمن .