المقالات

وكم من خائن يخون سمعة ابيه..!


 

سامي جواد كاظم ||

 

من كتاب للامام علي عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العبدي (وقد خان في بعض ما ولاه من أعماله) أما بعد فإن صلاح أبيك غرني منك، وظننت أنك تتبع هديه وتسلك سبيله ، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا، ولا تبقي لآخرتك عتادا ، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك. ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك . ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله

والمنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام:" إنه لنظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه " ومعناها : العطف بالكسر: الجانب أي كثير النظر في جانبيه عجبا وخيلاء. والبردان: تثنية برد بضم الباء وهو ثوب مخطط. والمختال: المعجب. والشراكان: تثنية شراك ككتاب وهو سير النعل كله. وتفال: كثير التفل أي النفخ فيهما لينفضهما من التراب.

امر طبيعي في مجتمعنا ان نبجل من كان ابوه ذا مكانة عالية ونكيل عليه الالقاب ونمنحه المناصب وهو لا يفقه فيها او ليست من تخصصه مشكلتنا اننا لا نقر بخطاه ونعالج اخطائه ونعاقبه على ما صدر منه بل يمنح حصانة تمنع اي شخص انتقاده وانا شخصيا اصطدمت بهكذا اصناف كثيرا .

لا يستثنى من هذا التقييم سواء كان شيخ دين او شيخ عشيرة او شخصية اجتماعية مشهورة ، حقيقة وانا اقرا هذا الكلام الرائع تذكرت حكومتنا التي تمنح المناصب لمن كان ابوه سجين او معدوم وهو صفر تحت علامة الاستفهام لان الصفر على اليسار اصبح ذو شان عظيم فلولاها لا تستطيع الاتصال بالموبايل اما تحت علامة الاستفهام فلو حذف لا يغير دلالة علامة الاستفهام

فتارة جعلوه سفير وتارة رشحوه لرئاسة الوزراء والاخر جعلوه وزيرا في وزارة تتلائم وخبرة ابيه المعدوم ، وهكذا .

عندما توفي السيد محسن الحكيم قدس سره ظن بعض من المؤمنين ان ولده السيد يوسف الحكيم سيكون المرجع وبالرغم من انه مجتهد وعلى درجة عالية من العلمية والمكانة الاجتماعية الا انه وبكل تواضع وثقة سلم ما بعهدة ابيه الى السيد ابي القاسم الخوئي قدس سره ، نحن بحاجة الى هكذا رجال يعرفون قيمتهم ولا يحشرون انفسهم في ما لا يفقهون فيه.

اخيرا اود التعريف بالذي وبخه امير المؤمنين عليه السلام المنذر ابن الجارود ، هذا الرجل هو من افشى سر سفير الحسين عليه السلام سليمان بن رزين الى عبيد الله ابن زياد عندما كان واليا على البصرة وسلمه له فقطع عنقه , وهذا ابن الجارود هو نسيب عبيد الله بن زياد اي ان اخته تحت ابن زياد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك