المقالات

القبضة الأميركية على نتائج الانتخابات العراقية بين الشدِّ والإرخاء

1275 2021-10-30

  حازم أحمد فضالة ||       يحاول الأميركي الهيمنة على نتائج الانتخابات العراقية المُبْكِرة التي يشوبها الشك بسبب آلية المفوضية بالإعلان والتعاطي معها، ويريد الأميركي الهيمنة على تشكيل الحكومة العراقية، لكن السؤال:  هل الأميركي يستطيع اللعب منفردًا ويرسم النتائج التي يريدها؟     سنبتعد في مقالنا عن الجانب المحلي، ونركز على الجانب الغربي والأميركي تحديدًا في مسألة الانتخابات، هكذا ندلي دلونا، والآخرون يدلون دلاءهم أكثر ربما في مسألة تزوير الانتخابات، لنحقق بذلك تغطية للملف.     الصِّحافة البريطانية هي الوجه الهندسي الدقيق ذات الجذور العميقة للسياسة الأميركية، دعونا نذهب لنرى ماذا قالت: (الفاينانشيال تايمز –Financial Times)  بقلم: قسم التحرير في الصحيفة، بتاريخ: 20- تشرين الأول -2021، بمقال تحت عنوان: (انتصار الصدر لن يخفف من معاناة العراق) ذكرت الصحيفة في هذا المقال: «التجربة الديمقراطية في العراق فشلت في تحقيق النجاح بعد ثمانية عشر عامًا من الغزو الذي قادته أميركا» وأكملت الصحيفة: «في الانتخابات الأخيرة، فازت كتلة مقتدى الصدر (رجل الدين غير التقليدي) الذي قاد جيش المهدي لمقاومة الاحتلال الذي قادته أميركا، وكان أحد محاوِر العنف الطائفي الذي دفع العراق إلى شفا حرب أهلية… » وقالت: «لكن طبيعة النظام السياسي المنقسم، القائم على المحاصصة العرقية والطائفية، تعني أنَّ الصدريين سيضطرون إلى التعاون مع المنافسين لتشكيل ائتلاف [يُعين الحكومة المقبلة]»     الأميركي عندما نظر إلى الاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات، وأعاد الحسابات بعد قياسها على ردود الأفعال الشعبية الجماهيرية والحزبية، ربما اكتشف عدم إمكان تشكيل حكومة على وفق مقاساته بهذه النتائج، وكانت أهم عوامل كبح العجلة الأميركية في معركة فرض الإرادات على الانتخابات هي: ١- وجود المرجعية الدينية في النجف الأشرف الذي يقف مع (الإطار التنسيقي) المؤهل القادر على تمثيل وتفعيل المادة الدستورية (76-أولًا) بشأن الكتلة النيابية الأكثر عددًا، أي: وقوف المرجعية الدينية مع الدستور. ٢- الاعتصامات الجماهيرية، التي أظهرت أسمى مظاهر الانضباط والسِّلم، هذه الاعتصامات التي ربما نظيرها في العالم قليل، اعتصامات ذات مطالب واضحة ومحددة وممكنة وقانونية، ولها (لجنة تنظيمية)، وشملت أطياف الشعب العراقي كلها. ٣- الاتفاق في الرؤى والأهداف في نسبة عالية بين (الإطار التنسيقي) (وتنسيقية المقاومة الإسلامية في العراق)؛ ومنها إسناد المعتصمين، ودعوة المفوضية إلى النظر الفعلي في الطعون المقدمة وإيجاد حل قانوني يعيد الحق لأهله. ٤- الضربة العسكرية التي تلقّاها الأميركي المحتل على قاعدته العسكرية في التَّنَف السوري؛ إذ قُصِفَت قاعدته العسكرية الإرهابية بخمس مُسيَّرات، استهدفت موقع الجنود الإرهابيين لجيش الاحتلال الأميركي، وعلى وفق معلومات سابقة فإنَّ هذه الضربة نفذتها غرفة عمليات حلفاء سورية. ٥- الصاروخ أرض - جو، نوع (كروز 358) الذي عُثِرَ عليه في منطقة طوزخورماتو - العراق بتاريخ: 21-تشرين الأول-2021، وهو موجَّه ضد هدف أميركي على وفق ما أشارت المعلومات.     إنَّ دخول الرافعة العسكرية لرفع مكاسب الملف السياسي يُمثِّل عامل نجاح في الملف السياسي ضد الأميركي، والتجارب في هذا المجال مع الأميركي طويلة.     إنَّ محور المقاومة كلما تمكن من تفعيل الضغط الناجح في هذه الثنائية: (العسكري - السياسي)، ونجح في تحقيق النصر العسكري في موقع وملف على أي مستوى: حدود برية، خط بحري، قاعدة عسكرية، مركز تجسس… فإنَّه سيحصد المكاسب السياسية حصدًا أسرع وأكثر ثمرًا، وهنا يظهر الاستثمار المناسب لثنائية (المسَيَّرات وكروز 358) لتحقيق التوازن في ثنائية (العسكري - السياسي)، وارتدادها إيجابًا على ملف الانتخابات وتشكيل الحكومة العراقية.     والخلاصة الآن أنَّ الأميركي يواجه خيار إرخاء قبضته على نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة العراقية؛ نظرًا للعوامل المذكورة في أعلاه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك