الشيخ عبد الهادي الدراجي ||
كثر اللغط والجدال في الآونة الأخيرة عن الحشد الشعبي ودلالاته الأمنية والعسكرية والخدمية ويبدو لي أن الأمر طبيعي جداً في خضم الجدال السياسي والأمني الذي يخيم على العراق، خصوصاً أذا كان هذا الجدال الطبيعي نابعاً من رؤية العراقيين أنفسهم وبحسب الطريق القانوي الخالص بعيداً عن الميول والرغبات النفسية المتأثرة والمتأطرة بأطار الغير، لكن مالايمكن أن يكون طبيعياً جداً هو أن يأتي الكلام عن ضرورة من الضرورات الأمنية والعسكرية اعني ( الحشد ) حينما تُصدر لنا دعوات حلّه من جهات خارجية واحتلالية معاً عندها ينبغي على المريدين والتابعين لا بل العراقيين جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً وسداً منيعاً لكل محاولات الأغيار في النيل من تلكم المؤسسة التي رسمت أنتصارها بالدماء وعبدَّته بطريق الولاء والأنتماء للعراق!!
ففي اعقد الظروف وأشدها على العراق والعراقيين سيطرت قوى التطرف والأنغلاق الداعشي على معظم المناطق الغربية في العراق وفي الوقت الذي وقفت فيه السياسة عاجزة عن مد يدها للعراق ولدولته ، كان للحشد وتأسيسه معادلة أخرى في البناء والتأسيس غير معادلة الأثنيات والعرقيات والطائفيات التي أرسى دعائمها الأحتلال ورسم آخر صورها بأستدعاء الخلافة المزعومة وصياغة داعش ودولتها بتوظيف فقهي وسياسي وأمني ومخابراتي كان الراعي والمؤسس الأول له هو الأحتلال الأمريكي وجميعنا يتذكر كيف كان لأستدعاء النص الميت تاريخياً وأحياءه عبر ادوات التطرف والأنغلاق أثراً واضحاً وبيناً في مشهد دولة الخلافة المزعومة فكان أن حضر مفهوم السبي للنساء والأطفال تحت كنف تلكم الدولة المشؤومة. فكان ماكان لستُ أذكره … فصار الأرتياب والفوضى والخوف هاجس العراقيين جميعاً بأن القادم يشي برؤية جديدة ومعادلة سياسية من نوع ديني تطرفي قادمةٌ الينا هي التي عليها ان تتسيد الوضع العراقي ، وأُريد للتغيير الأفغاني الجديد من خلال سيطرة " طالبان " أن يكون هو بنفسه أبان سيطرة داعش قبل سنوات. هنا عليَّ أن أعطي للمقاومة ومشروعها حقها من حيث التصدي لهذا المخطط من خلال أستدعاء خبرتها وممارستها العسكرية ضد الأحتلال ومعرفة ماخطط ويخطط له فكانت اللبنة الاولى من لبنات تأسيس الحشد قابعة تحت كنف ورعاية المقاومة الشريفة وماقدمته في ميادين الجهاد قبل صدور الفتوى التي عززت من تواجد وتأسيس الحشد الشعبي وأنبثاقه المبارك وتأسس على ذلك ميدانٌ عقدي ووطني وعراقيٌ من نوع جديد يُدرك بعمق مغزى القادم الجديد بوعي الفتوى وبرسم العراق بجميع تنوعاته وأطيافه فكان لمهندس الحشد " حُسن ادارة التنوع " في التأسيس والجهاد والوحدة العراقية في الحفاظ على ملامح تلكم الدولة وحفظ وصون قوانينها وتشريعاتها وآليات ديمقراطيتها تحت شعار " لكم السياسة ولنا سوح القتال " هذا الشعار الذي طالما خاض ابطال الحشد طريق ذات الشوكةِ فيه هناك: عندما بلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ، انبرى هؤلاء بجميع تنوعاتهم وقائدهم يترنم بترنيمة الانتصار معهم ان احموا عراقكم ودافعو عن دستوركم وديمقراطيتكم بدمائكم ، رسم المهندس ورفيق دربه " قاسم العطاء" معادلة ان يكون العراق دولة وأن يكون العراق عصياً على مخططات مايصبو له الأحتلال ، من هنا وبحيادية تامة أقول : أن الحشد الشعبي لم ولن يتأثر بأرادة الأحتلال ورغباته وأن تشويه صورته امام العراقيين لن تُجدي نفعاً أمام ما قدمه من عطاء قدسي نعم إنه عطاء الروح والنفس وعبق الشهادة ومن يرسم تلك الكاريزما في الدم سيكون عصياً على مخططات الأحتلال وأذنابه اكتب ذلك وأستشعر قول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر " قد " حينما كان يؤكد على المؤامرات والمغامرات التي يقوم بها الغرب على الأسلام والمسلمين والمؤمنين خاصة فكيف بمؤمني الحشد وتضحياته حيث كان يقول ((اننا نجد باستمرار ان كل مؤامرة يقوم بها الغرب والاستعمار ضد الايمان والمؤمنين فان الله تعالى يجعلها حسرة في صدورهم ويجعل نتائجها الى مصلحة الدين وشريعة سيد المرسلين)).