الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
بعد سقوط النظام البعثي الصدامي المجرم واحتلال العراق من قبل أمريكا وحلفائها، كتبت عدة مقالات عن هذا الاحتلال وقد قلت ان امريكا لم تسقط البعث من أجل سواد عيون شيعة العراق كونهم كانوا يعيشون الظلم والاضطهاد والقتل والتهجير ....
فامريكا لا تدافع عن المبادىء والقيم والأخلاق في العالم وهي ليست مؤسسة خيرية تسعى لرعاية الشعوب والمجتمعات المحرومة ، فتاريخ أمريكا حافل بالجرائم والفساد والقتل واحتلال البلدان من أجل مصالحها وتوسعها ونشر قيمها الساقطة .
ولأجل ذلك قلت ان لأمريكا اهداف كبيرة وواسعة في احتلالها للعراق ولا أريد تكرار ما كتبته عن كل الاهداف بقدر ما اسلط الضوء على اهم الاهداف وهو نشر القيم والمبادئ الأمريكية والغربية في المجتمع العراقي ومسخ الهوية الدينية وإزالة الغيرة من الإنسان العراقي على دينه وعرضه واخلاقه، بحيث يجعلون الإنسان المسلم يرى المعصية بعينه ولا يغار على دينه أو عرضه...
وهذه العملية في الحقيقة لا تتم بيوم او شهر أو سنة بل هناك برامج واستراتيجيات وهناك عملاء لهم يعملون ليلا ونهارا من اجل انجاز هذه المهمة، بحجة الحرية والديمقراطية، وان العراق لا يحكمه القانون الإسلامي، وكما انت يحق لك الذهاب إلى المسجد اسمح للشخص غير المتدين أن يمارس ما يريد من الأفعال إلى أن تصبح هذه الأفعال ظاهرة اجتماعية يمارسها الكثير من الناس بل وسوف يسن لها القوانين....
و مظاهرات تشرين وحرق الجنوب وتعطيل الحياة احد تجليات العمل الغربي والأمريكي والاسرائيلي على المجتمع العراقي ...
لذلك أكرر دعوتي إلى المؤسسة الدينية واصحاب الغيرة على دينهم واعراضهم....
اقول : ان المشروع الأمريكي الغربي الإسرائيلي في العراق أهدافه كبيرة وعلينا أن نواجه هذا المشروع بمشروع وعي المجتمع من خلال خطط وبرامج ونزول العلماء إلى واقع الأمة والمجتمع، والا فسوف نجلس يوما ونرى المجتمع قد وصل إلى مرحلة لا يمكن معها الوعظ والإرشاد.....
واختم حديثي بقول أمير المؤمنين عليه السلام ( و إنّ أخا الحرب الأرق ، و من نام لم ينم عنه).
وهذا يعني الاستعداد واليقظة والحذر من الأعداء، فكما هم يعملون ليلا ونهارا من أجل القضاء علينا، علينا أن نعمل ليلا ونهارا من اجل صدهم والقضاء على خططهم....
ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم.....