المقالات

المفوضية واساسيات الانتخابات العراقية


 

د. كامل الكناني ||

 

تشكل الانتخابات مظهرا واضحا من معالم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في اي بلد، وبمقدار تحقيقها لاهم قواعد هذا التبادل يمكن القول ان هذه العملية انجزت اهدافها وحققت غاياتها، او لا.

وبجردة بسيطة لاهم مفردات العملية الانتخابية الاخيرة نكتشف حقيقة اداء مفوضية الانتخابات العراقية دورها وواجبها في البلد ام تلكؤها وفشلها في ذلك.

اولا :- يمكن اعتبار تحويل الصوت الانتخابي للناس الى تمثيل نيابي في مجلس النواب الواجب الاساس والركن الاول للعملية الانتخابية لان تشكيل مجلس النواب من القوى الناشطة والفاعلة اجتماعيا وبنفس نسبة تواجدها وفاعليتها في المچتمع ،يمثل الهدف الاول للانتخابات.

ثانيا :- لا يختلف عاقلان ان  الامانة والدقة في تحويل هذا الحضور الاجتماعي والسياسي الى تمثيل برلماني، هي الركن المهم والاساس الذي يتم وفقه اعلان الرضا من عدمه عن هذه الانتخابات، او اعطاءها درجة تقييم تتناسب مع امانتها ودقتها في تحويل الحضور الاچتماعي الى تمثيل نيابي.

ثالثا:- التوازن والتناسب ، لاشك ان التمثيل النيابي ودقته لابد ان يكون متوازنا ومعبرا بشكل حقيقي عن الاحجام الحقيقية للقوى السياسية، والا فان اي منصف سيجد في اختلال هذا التوازن مقلبا للطعن بسلامة الانتخابات ونتائجها بغض النظر عن امتلاكه الدليل من عدمه.

رابعا:- ينتج من العوامل السابقة ناتجا مهما واساسيا اخرا هو الرضا والقبول الاجتماعي الذي ينعكس سلما اجتماعيا وتعايشا وطنيا يؤثر على جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والامنية للبلد.

واذا نظرنا بعمق ودقة لما آلت اليه الانتخابات العراقية المبكرة التي اجرتها المفوضية العليا المستقلة في العراق في العاشر من تشرين الجاري، ورصدنا في نتائجها المعلنة لحد الان  مايلي:-

1- اعطت للاصوات الانتخابية احجاما مختلفة في التمثيل النيابي ، فمصوتين بحدود 658 الف ناخب حصلوا على فائزين تقل بنسبة الخمس او اكثر من الربع لمصوتين اخرين بحدود 630 الف ناخب ، كما حصل نحو 400الف ناخب على مقعدين ، وحصل مليونا ناخب ومليونان ونصف على نتائج 50 وستين فائزا مقابل اكثر من سبعين للستمائة وثلاثين الف الاولى.

2-شكلت الارقام المعلنة من قبل المفوضية في النتائج تفاوتا واضحا عما حصل عليه المرشحون والاحزاب من نتائج الاشرطة التي استلموها وتقارير مراقبي الكتل السياسية، بما اكد خلالا كبيرا في امانة المفوضية ودقتها وحرصها على اصوات الناخبين.

3- شكلت بعض النتائج المعلنة اخلالا واضحا في توازن القوى السياسية الحاضرة اجتماعيا بطريقة مثيرة فاحزاب وقوى سياسية تملك محيطا اجتماعيا معروفا في بعض المناطق لم تحصل على اي مقعد في اماكن وجودها مثل الحزب الاسلامي في الفلوجة وحركة العدل في السليمانية والتغيير في اربيل وتيار الحكمة في النجف الاشرف والنصر في بعض مناطق بغداد وجاءت النتائج ابعد ما تكون عن الواقع .

4 - نتج عن كل ذلك اعتراضات واسعة وتظاهرات متزايدة واعتصامات تمتد للعديد من المحافظات والمدن العراقية ،وقد تتطور لازمة اجتماعية تؤكد ان الانتخابات وبدلا من تحقيق الرضا الاجتماعي والعيش المشترك تحولت الى تهديد حقيقي للسلم المجتمعي والتداول السلمي للسلطة والديمقراطية الحقيقية،

واذا كانت هذه المآلات التي نراها بوضوح هي نتيجة الانتخابات المبكرة فهل هنالك حاجة لجواب السؤال هل انجزت المفوضية واجبها وهل عملت بوظيفتها؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك