المقالات

إنتهت الإنتخابات..لكنها لم تنه!


 

علاء الطائي ||

       

هل إنتهت مفاعيل الإنتخابات في ١٠/١٠

بإنتهاء الإنتخابات وإغلاق صناديق الاقتراع.. أم أنها بدأت بوتيرة أعلى وأشد من سابقتها؟

يمكن القول إن فوز قائمة (سائرون ) ستفتح الباب واسعاً أمام استحقاقات انتخابية وسياسية ربما ستدخل البلاد في أزمات سياسية وإجتماعية وأمنية لن يكون بمقدور أحد حتى قادة (الإطار التنسيقي ) من حلها لأنها أساساً مرتبطة برغبات محلية وارادات خارجية وامتدادات وقوى سياسية أساسية في الساحة العراقية.

نعم الإنتخابات إنتهت لكن الأزمة الناشئة لايمكن أن تنتهي حتى بقيام حكومة (وفاق وطني) لأن الساحة العراقية مأزومة حتى العظام والفائزون الجدد هم طرف أساسي في الأزمة وليسوا عنصراً مهماً من عناصر الحل فكيف يمكن إخراج الساحة العراقية من هذه الدوامة وتقليص الأضرار وقيام حكومة عراقية تستند إلى الواقعية في النظر لعناصر الأزمة وتكون قادرة عن إيجاد الحلول التوافقية بإخراج العراق من الإعصار الداخلي أم أن كتلة سائرون ستمضي في تشكيل حكومة شبيهة بالحكومات السابقة وتستند إلى خيار جمهورها بإعتباره الوحيد الذي تتعكز إليه وهو يدرك ان هذا الخيار مزيج من خوف الشيعة من المستقبل وليس قائماً على أساس وعي انتخابي حقيقي يقترع للمستقبل ولايقرع على اساس الخوف من المستقبل وان المخاوف الشيعية هي التي استخلفته في مجلس النواب وليس المحك الانتخابي على أساس البرنامج والفترة على إدارة الحكم؟

 و بعيداً عن المخاوف الشيعية وجمهورها المتعطش لوجود حكومة عراقية وطنية تشارك فيها كافة الكيانات الحقيقية التي تمثل وجوداً حقيقياً في الساحة العراقية هنالك خوف من أطراف داخل الإطار التنسيقي من المضي في تشكيل حكومة مختارة من قبل سائرون لاعلاقة لها من قريب أو بعيد على أساس السعي لقيام حكومة وطنية يستأثر فيها مع بقية وجودات مصنوعة على الطريقة السابقة بنفوذ وكراسي الحكومة القادمة فيسقط العراقيون في فخ المذابح والعمليات المسلحة والفوضى الأمنية والتردي الإقتصادي ثم يبدأ قادة النظام الجديد بتبرير التردي والفوضى والفلتان الأمني بتفسيرات معروفة غير مقنعة جرياً على عادة السمفونية القديمة التي أصبح العراقيون على دراية بها وبخلفياتها السياسية أقول أيضاً مثلما يجب على كل الأطراف السياسية التي خاضت الإنتخابات فعلى الجهات والأطراف الفائزة أن لا تعتبر فوزها إستئثاراً بالحكم والقول بأن الأطراف التي لم تفز في الإنتخابات هي أطراف هامشية ولاعمق لها وقد لفظها الشارع العراقي والتغني بسمفونية (الأساسي) (واللأساسي) كما إنتهت سريعاً سيمفونية (الدولة واللادولة).

 إن هذه الأطراف تدرك جيداً إنها مارست اساليب وركبت ممارسات سياسية ورفعت شعارات غير واقعية وطابعها غير مقنع وأهدافها مقلقة كان عليها أن تتجنبها وهي تخوض إنتخابات أساسها البرنامج السياسي والقدرة على حل معضلات الشارع العراقي والنفاذ إلى عمق الحوار الوطني والمصلحة الوطنية إن تظاهرات تشرين التي خرجت في بغداد والمدن الجنوبية ذات الدوافع المختلفة وحجج متنوعة هي مقدمة لنموذج الحكومة العراقية القادمة التي ستحكم البلد أربع سنوات قادمة دعنا نتصور كيف سيكون شكل الحكم في المستقبل بالقياس إلى طبيعة الذهنية السياسية الحالية إن العراقيين الذين خرجوا إلى صناديق الاقتراع وهم قلة مقارنة بالعازفين لايريدون حكومة ثيروقراطية هدفها الوصول إلى الحكم بدوافع سياسية _ثأرية في مواجهة الآخرين ولايريدون قيادة أشبعتهم وعوداً معسولة وهم يتجرعون الحنظل أزاء تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية كما هي عليه الحال أثناء حكومة السيد مصطفى الكاظمي بل يريدون حكومة تنتشل الواقع وتقديم نظام المساواة والعدالة القادرة على إشعار المواطن في كل مكان من أرض العراق.

ان هذه الحكومة هي حكومته وسلطته وخياره وليست حكومة هذا الطرف أو ذاك وتلك مسألة لن يحسمها (خطاب ثوري) في النجف ولا (وعد معسول بالتعتيم الشامل) في الكاظمية كما أن العراقيين الذين ذاقوا الأمرين من ثقافة المدن والأنظمة السابقة وشعارات الوحدة الوطنية لايمكن استغفالهم بعد اليوم وان كانت بعض الأطراف تمارس السياسة بأسماء مختلفة إن العراقيين يريدون حكومة تحقق الأمن وتبدأ ورشة إصلاح حقيقية لكل البنى التي أحيلت إلى حطام قبل  سقوط النظام وبعده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك