المقالات

الرسول محمد (ص) ولد يوم 12 ام 17 من ربيع الاول ؟!


  الشيخ محمد الربيعي ||   يختلف المسلمون، تبعاً للرّوايات ، في تاريخ ولادة النبيّ محمّد (ص) ، بين 12ربيع الأوّل الّذي يأخذ به مشهور المسلمين السنّة و بعض المسلمين الشّيعة ، و 17 ربيع الأوّل الذي يأخذ به مشهور المسلمين الشّيعة و ربّما غيرهم . و هذا الاختلاف يعكس التنوّع في الدّائرة الإسلاميّة ، سواء في منهج الاجتهاد ، أو في التّحقيق التّاريخيّ ، أو في المفردات العلميّة التي يراها البعض كافيةً لإثبات موضوعٍ أو فكرةٍ ما لا يراها الآخر كذلك .  و هذا الأمر جزءٌ من حركة الاختلاف البشريّة التي لم يخلُ منها دينٌ أو مذهبٌ أو اتّجاه . إلا أنَّ ما ينبغي تأكيده ، هو أنَّ ارتباطنا بالرّسول هو ارتباطٌ بالرّسالة ، و علاقتنا به كمسلمين يؤكّدها الإسلام الّذي ولد مع بعثة النّبيّ و حركته التي خاض فيها الصّراع ، و واجه فيها التحدّيات المتنوّعة التي أرادت للإنسان أن يبقى في وحول الشّرك، و جمود الصّنم ، و ضيق الأفق ، و البُعد عن الفطرة، و مجانبة الأخلاق والقيم... و لذلك نجد أنّ القرآن الكريم عرض للأنبياء في رسالاتهم و تجاربهم التي تمثّل القدوة لنا في مدى التاريخ ، و لم يهتمّ بذكر ولاداتهم ، أو خصوصيّات شخصيّاتهم في ذواتهم البشريّة ، لأنّه لا يريد من الإنسان المؤمن أن يستغرق في خصوصيّة الشّخص بعيداً عن الرّسالة ، بل أن يستغرق في مفردات الرّسالة التي تعكسها الشخصيّة القدوة و النّموذج . و أمّا اهتمامه بولادة النبيّ موسى و عيسى (ع) ، فلأجل اتّصالهما بحركيّة الرّسالة و بعض مضامينها، و ليس من جهة العناصر الذّاتيّة الشخصيّة في هذا المجال .  و لذلك لا يهمّنا كثيراً تاريخ الولادة ، و ربّما لا يهمّنا التّاريخ كلّه في خصوصيّاته الزّمانيّة قياساً بعناصر القدوة و العبرة ، بل يهمّنا القول الّذي ينطلق به لسان الرّسول وحياً أو فكراً يغني الحياة و تجاربها ، و يوجّه مسيرة البشريّة نحو خطوط الضّوء ، و يعنينا الفعل الذي يجسّد فيه الرّسول معنى القيمة الرّساليّة ، و تهمّنا أحداث التّاريخ بما تختزنه من نقاط عبرةٍ توجّه الحاضر و تحتضن المسيرة في خطّ سيرها التّصاعديّ في الحياة و إلى الله عزّ وجلّ . و في كلّ الأحوال ، فلا ينبغي أن يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرّسول اختلافاً على قيم الرّسالة ، لأنّ هذه القيم تمثّل عنوان وحدة المسلمين ، كما كان الرّسول نفسه عنوان وحدتهم ، و لنجتمع اليوم على تعريف العالم بنبيّنا محمّد(ص) ، الذي كان قرآناً ينطق ، و رحمةً للعالمين ، و روحاً تتجسّد ، و قيماً تتحرّك... اللهم احفظ الاسلام و اهله  اللهم احفظ العراق و اهله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-10-18
عندما عرض الاختلاف بين التأريخين في مولد نبي الرحمه صلى الله عليه واله امام السيد الخميني قدس سره قال: فالتبدأ الاحتفالات في ١٢ربيع وتختم في ١٧ منه وهو اجمل ماقيل في وحدة المسلمين واحتفالهم بأسبوع المولد النبوي.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك