قَاسِمُ ال مَاضِي ||
مَرَضُ الِاقْصَاءِ
حِينَ قُتِلَ هَابِيلُ قَابِيلَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ مِنْ حُطَامِ الدِّينَا يَتَنَازَعُونَ عَلَيْهِ سِوَا الْحَسَدِ وَحُبَّ الِاقْصَاءِ وَعَدَمَ الْقُدْرَةِ عَلَى إِيجَادِ طُرُقٍ لِلْعَيْشِ السِّلْمِيِّ.
وَيَبْدُو إِنَّ الْجِينَاتِ الْوِرَاثِيَّةَ تَحْتَفِظُ بِالصِّفَاتِ الْوِرَاثِيَّةِ السَّيِّئَةِ اكْثَرَ مِنْ الْحَمِيدَةِ فَبَعْدَ كُلِّ هَذَا الدَّهْرِ لَمْ يَتَخَلَّصْ بَعْضُ الْبَشَرِ مِنْ تِلْكَ الصِّفَةِ، صِفَةُ الِاقْصَاءِ الْاخِرِ لَا لِشَيْءٍ لِأَنَّهُ هُوَ.
فَبِرَغْمِ كُلِّ تِلْكَ الْفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّةِ وَبَعْدَ مَا ارْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ وَالصَّالِحِينَ وَبَعْدَ كُلِّ تِلْكَ الْوَصَايَا وَالتَّعَالِيمِ الَّتِي يَبْدُو انَّنَا نُبَعّضُ فِي تَطْبِيقِهَا، ايّ نَخْتَارُ بَيْنَ مَنْ لَا يَتَقَاطَعُ مَعَ مَصَالِحِنَا (أَتَأْمَنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ).
وَابْرَزْ مَقُولَةٍ مَشْهُورَةٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ لِيَعْسُوبَ الدِّينِ عَلِي ابْنُ ابِي طَالِبٍ (عَ) "النَّاسُ صِنْفَانِ امًّا نُضِيرُ لَكَ فِي الْخَلْقِ اوْ اخْ لَكَ فِي الدِّينِ" الْمَقُولَةُ الَّتِي طَبَّقَهَا مَنْ هُمْ ابْعُدِ النَّاسَ عَنْ الدِّينِ وَحَرَّكُوا فِينَا صِفَةَ ابَانَا قَابِيلَ، يُقْصِي أَحَدُنَا الَاخِرَ وَكَأَنَّهَا سُنَّةٌ مِنْ سِسْنِ التَّارِيخِ.
وَالْيَوْمِ مَا تَشْهَدُهُ السَّاحَةُ الْعِرَاقِيَّةُ مِنْ صِرَاعِ الِاقْصَاءِ لَا يَنِمُّ عَنْ حِكْمَةٍ وَلَا عَنْ سِيَاسَةٍ بَلْ عَكْسَ ذَلِكَ تَمَامًاً فَإِنَّ الْعِرَاقَ لِلْجَمِيعِ وَمَا فِي خَيْرَاتِهِ يَكْفِي لِلْجَمِيعِ بَلْ يَمْلَىءُ كُلَّ الْكُرُوشِ الَّتِي تَهَيَّأَتْ لِلْإِمْتِلَاءِ وَالْبَقَاءِ لِلْأَصَحِّ وَانَ طَالَ الزَّمَنُ وَعَمِيَتِ النَّاسُ عَنْ الْحَقِيقَةِ ذَلِكَ الشَّعْبَ الْمِسْكِينُ
https://telegram.me/buratha