د.محمد العبادي ||
ان الإنتخابات لا تعبر دائماً عن حقيقة رغبة الشارع ولاتعكس حقيقة تطلعاته ؛ بل ربما تعبر الانتخابات في أغلب الأحيان عن رغبة القوى السياسية ومراميها في الوصول إلى السلطة.
ان أمريكا ومَن يسير على خطاها قد بثوا الإشاعات، وزعوا اليأس في نفوس الناس ، واستقر في أذهانهم ان لا أمل يُرجى من كل فرد دخل ميدان السياسة ، ولما وقع كلام شياطين الإنس موقع القبول في صدور الناس ؛ بل حتى في صدور بعض المتصدين للمسؤولية، وقبلوا كل ما أشيع من باطل؛ عندئذ لعبت لعبتها ،وحركت وكلائها في الداخل من قنوات إعلامية امتهنت الكذب ، ومن مؤسسات مدنية ترتزق من سفارتها وتتقوى بها ، وتحركت بجلبها وجيوشها الإعلامية على أوباش مجتمعنا فخدعتهم، وأخذوا يرددون صدى أقوالها.
لقد خططت أمريكا وسفارتها ومن خلال ادواتها في ان تكون نتيجة الانتخابات تصب في مصالحها دون مصالح الشعب العراقي ، وكان لها ما أرادت ، من تمزق وتضييع لحقوق الناس .
ان أمريكا لا تتحرك لوحدها بل لها بيادق يعملون لها محاريب، وهناك سفارات تعمل معها ،وهناك شخصيات في مواقع الدولة ينفذون رغباتها على حساب مصالح العراق ووحدته .
نحن في الوقت الذي نرفض هذا التدخل السافر والوقح في شؤون العراق من قبل أمريكا وحلفائها ، نأسف للطريقة الإنفعالية في ردود الأفعال، ونأسف ان تتحكم ببعض القوى السياسية نزاعاتها الشخصية ومخلفاتها.
إننا ندعوا القوى السياسية أن يتجاوزوا ويعفوا ويصفحوا ويتعالوا على النزاعات الشخصية والفئوية الضيقة ، وأن تكون لهم رؤية في إصلاح الصدع وتغليب المصالح العليا على تلك المصالح الضيقة لتفويت الفرصة على الأعداء، وأن يكون لهم رؤية ومواقف ثابتة من تلك التدخلات المستمرة لسفارة الفتنة والشر ودسائسها .