علي عبد سلمان ||
إن تعريف الوطن أوسع من مجرد مكان، إن الوطن علاقة بين الجغرافيا والتاريخ، وإنه توافق للزمان والمكان فى نفس الإنسان. إنّ الوطنية عبارة عن مشاعر، ومن يعرف المعنى الحقيقى للوطن يتولد عنده الانتماء إليه، وتتولد عنده طاقة إيجابية تحُثّه على العمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل.
الوطن ليس مجرد مكان، ليس فندقًا نعيش فيه عندما تكون خدماته جيدة ونتركه عندما تقابلنا التحديات. إننا نملكه كما تَملَّكه آباؤنا وأجدادنا، ونحن مسؤولون عنه وعن رفعته.
أن مفهوم الانتماء للوطن هو الارتباط الفكرى والوجدانى الذى يمتد ليشمل الارتباط بالأرض والتاريخ والحاضر والمستقبل. والإنسان من طبيعته يحب الانتماء، فهو ينتمى إلى أسرة وإلى قرية ومدينة وإلى مدرسة وجامعة وإلى شعب وأرض. وإلا ما معنى أن يحب الفرد ناديًا بعينه حتى لو يخسر، أو أن يشجع فريق مدينته وبلده، بل يتطرف أحيانا فى هذا الحب.
أن الانتماء لشىء طبيعة إنسانية هو بمثابة شحنة تدفع المرء إلى الانفعال والفخر لنجاح من ينتمى إليه وكأنه امتداد لشخصه، ويدافع عنه وقد يموت من أجله.. ولا شك أن الثقافة والتعليم والإعلام لها دور كبير فى تراكم هذا الحب بمرور الزمن ليصبح جزءا مكونا لكل واحد منا.
وتختلف درجات الانتماء لكل إنسان من الجزء إلى الكل.
رؤية تحالف الفتح في موضوع الوطن والوطنية والمواطنة تنطلق من أنه يجب ألا نفصل بين الهوية الإسلامية والمواطنة التى هى بمعناها الأساسى علاقة الفرد بالوطن الذى ينتسب إليه، والتى تفرض حقوقًا وواجبات، والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد الدراية بالحقوق والواجبات فقط، ولكن الحرص على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح نفسه وأسرته ومجموع الشعب الذى ينتمى إليه.
رؤية تحالف الفتحر تقرر أن الانتماء للوطن لا يعتمد على مفاهيم مجردة، وإنما على خبرة معاشة بين المواطن والوطن. فعندما يستشعر المواطن من خلال معايشته أن وطنه يحميه، ويمده باحتياجاته الأساسية، ويحقق له فرص النمو والمشاركة مع التقدير والعدل، تترسخ لديه قيم الانتماء له ويعبر عنها بالعمل البناء لرفعته.
https://telegram.me/buratha