د.محمد العبادي ||
قبل حوالي (١٤) يوماً سافرت براً إلى العراق عبر منفذ (چذابه أو الشيب)، ولاحظت عدد من العوائل الايرانية وهم يجلسون أمام الباب الرئيسي على أمل أن يسمح لهم لأداء مراسم الزيارة الاربعينية،وأنى لهم ذلك بعد أن تم تقليص عدد الزوار إلى (٨٠) ألف شخص .
وصلنا إلى الحدود عصراً وكانت حَمارة القيظ قد ألقت بثقلها في تلك الأرض العراء والناس قد استظلوا منها بأثوابهم (الچادر).
لقد كانت تلك الصورة مؤلمة لكل إنسان سوي، وخطر ببالي سلوى في ان طريق الحسين عليه السلام لم يكن معبداً بالورود ولهم أسوة بشهيد كربلاء ذلك الطود المنيف .
عندما نقلت هذه الصور واللقطات في عشق الناس للحسين عليه السلام إلى أحد اقربائي وكيفية انتظارهم وجلوسهم في تنور الأرض ولفح سمومها .
قال أقاربي: (الموضوع غير مقتصر علينا احنا العراقيين في منعهم من دخول اراضينا، بل الإيراني نفسه لايسمح بدخول العراقي الى ايران إلا للعلاج وتقدم تقاريرك الطبية أو وثائقك الدراسية وتتوسل بالشرطي قرب القنصلية حتى يدخلك عليهم)!!!.انتهى .
لازلنا عند الجانب الإيراني والذي لا يسمح بدخول العراق ألا بعد إجراء الفحوصات الطبية بعد إجراء مسحة كورونا أو (فحصPCR) والتي أخذت من وقتنا (ساعتين ونصف) في الانتظار، ومن جيوبنا(٥٠) ألف دينار عراقي لكل شخص اي حوالي مليون تومان ايراني، وبعد إجراء التفتيش للحقائب والتدقيق في الجوازات ذهبنا إلى الجانب العراقي .
وعندما وصلنا إلى المسؤول عن ختم الجوازات ختموا لنا بشكل طبيعي وسلس،لكنهم طلبوا من العراقيين -الذين يحملون جواز سفر ايراني وحصلوا على تأشيرة دخول من قنصلية العراق - طلبوا منهم ابراز الجنسية العراقية وشهادة الجنسية وتعجبت من ذلك وتساءلت في نفسي :
هل أن ختم وامضاء القنصل العراقي لجواز السفر الإيراني من أصل عراقي غير كاف حتى يطلب هذا الشخص منهم ابراز الوثائق العراقية مضافاً إلى جواز السفر ؟!
انني اعتقد ان هذا التصرف هو تصرف واجتهاد شخصي ولا علاقة له بالوظيفة المهنية، لان الجواز لایحمله العراقي أو الإيراني إلا بعد أخذ المعلومات عنه من الجنسية وشهادة الجنسية، كما أن ختم القنصلية لايستدرك عليه بمزيد من الإجراءات، وأضع هذه الصورة بين يدي المعنيين للإطلاع أو إتخاذ ما يلزم بهذا الصدد.
بعد ان قضينا الأجل المعلوم في الزيارة والسفر عدنا من حيث أتينا إلى المنفذ الحدودي (الشيب أو چذابه)، وكانت الإجراءات في التدقيق والتفتيش تجري بشكلها التقليدي والمتعارف، ولم يطلب منا العراق (مسحة كوفيد ١٩)، ووصلنا إلى الجانب الإيراني وشاهدناه يعفي الإيراني القادم من العراق من اجراءات (مسحة كورونا) والفحص مختص على غير الإيراني فقط، وكعادتي في تلمس المحمل الحسن؛ فقد إلتمست لهم العذر في احترام مواطنيهم وتشجيعهم ومراعاة وضعهم، وفي أثناء ذلك قلت ان هذه الاجراءات الانتقائية تخالف روح العدالة في أننا جميعاً جئنا من بيئة وبلاد واحدة، ونطقت بذلك بشكل صريح وسمع ضابط الجوازات الإيراني كلامي عندما قلت(ایرانیا بدون تست میرن و عراقی ها باید تست بدن بی انصافیه) لكن الضابط كان خلوقاً وتشاغل عني .
ان الإجراءات المستقبلية من المفترض ان تستغني عن كل ذلك وتطالب الجميع بابراز بطاقة التلقيح من كوفيد١٩ .
ان الحدود المشتركة بين البلدين طويلة وفيها منافذ للمسافرين وللتجارة، ويجدر بالبلدين ان يهتموا اهتماماً حقيقياً وجدياً فهناك مسألة جديرة بالاهتمام لم ألحظ الالتفات إليها وهي أن المناطق المؤدية أو القريبة من الحدود تفتقر إلى الخدمات اللازمة وخاصة في الجانب العراقي، وأبعد من ذلك اظن ان العراق وإيران قد تقع بينهما بعض الاختراقات الأمنية وكلاهما بحاجة إلى معرفة هوية المسافرين أو ما يجري قرب حدودهما فمن غير المناسب ان تترك عملية نقل المسافرين للناس العادية أو بعض الطماعين اللاهثين وراء المال ومن دون زرع بعض العناصر في الأمن الوطني أو القومي.
على كل حال بتصوري القاصر ان هناك ثقوب اجرائية في المعابر الحدودية بحاجة إلى اصلاح (ولو شئنا استطعنا).
https://telegram.me/buratha