المقالات

من اسس الترشيح للعمل السياسي ؟!


 

الشيخ محمد الربيعي ||

 

 نريد التعرض الى احد اسس الترشيح الى العمل السياسي وفق المنظور القرآني ، الذي هو يمثل الاسس الإلهية ، و الشريعة الاسلامية .

تعرَّض القرآن الكريم لترشيح النبي يوسف - ع - نَفْسَه ، لِيَكون واليًا على خزائن الأرض ، أخبَرَنا القرآن أنَّ يوسف- ع - قد سُجِن ، وقد لَبِث في السِّجن بضع سنين ، و بعد تأويل الرُّؤيا طلَبوا منه الخروج ، فأبى حتَّى تَثْبُت براءته مِمَّا نُسِب إليه ، و لما انتهى التحقيق بإظهار البَراءة ، عَرَف المَلِكُ أنَّه كان أمينًا على مال العزيز و عِرْضِه ، و عَرَف أن يوسفَ - ع - ذو خِبْرة ، و ذو مروءة ، و ذو مشورة و إلمامٍ بالتأويل ، فرَشَّحه لِيَكون من خاصته المُقرَّبين ، قال - سبحانه و تعالى - في ذلك: [ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ]

محل الشاهد :

و لما سمِع يوسف - ع - هذا ، رشَّح نفسَه للولاية ، فقال للملك: [ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ]، لا تتعجَّبْ من طلب يوسف - ع - للولاية فقد قدَّم مسوِّغات الترشيح:

▪️الحفظ لكل مايتعلق بأمور الولاية و المسؤولية .

▪️علمه بذات ما كلف له و تخصصه و كفائته .

و الاية كاشفة على لسان النبي يوسف ( ع ) : [ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ]

أي انه  شديد المُحافَظة على الأموال العامَّة ، فلن يبددها ولن يختلسها ، و لا يعطيها لمن لا يستحِقُّها ، ولن يهمل  فيها ، عليمٌ بشؤون هذه الأموال و بإدارتها ، و عليمٌ بالسِّياسة الماليَّة و الاقتصادية ، و هو واثقٌ من ذلك، و يعلم  أنَّ في هذا صلاحَ الأمة، و خروجها من المِحْنة.

و بهذا نكون قد تعرَّفنا من القرآن الكريم على ( على احد الاسس ) ، الذي - على ضوئه - يجب أن يرشِّح الإنسان نفسَه للعمل السياسي، هذا الأساس هو:

▪️أن يَجِدَ في نفسه القدرةَ على القيام بهذا العمل .

▪️ وعلى تَحمُّل أعبائه.

▪️ وليس هناك مَن هو أصلَحُ لِهذا العمل منه .

 وإذا لم يتأكَّد من ذلك ، فيجب عليه أن يتنازل لغيره ، و لِمَن يرى فيه الكفاءة.

و فأن :

▪️ العِفَّة و ▪️الأمانة، و ▪️القدرة على الحفظ ، و ▪️العلم بتدابير الأمور - قد رشَّحت النبي يوسفَ - ع- فإنَّ :

▪️ الفصاحة و ▪️الرفق قد رشحتا هارونَ ليكون وزيرًا لسيِّدنا موسى - عليهما السلام -

اذن احد اسس المرشح كان واضحة في القران الكريم ، والسؤال يتوجه الى كل من رشح نفسة الى الانتخابات النيابية هل تجد ذلك فيك ؟!

فان كانت تلك الصفات متوفر فيك بينك ما بين الله تبارك و تعالى و هو الرقيب ، فسر على بركة الله تعالى و على الامة ان تختارك دون غيرك وان كان غيرك  هو ممن يكون لي قريب النسب او عشيرة او قومية او منطقية او الحزبية الى اخر الاسباب ، لان الاولى ليس كل هذا ، بل الاولى ان يكون الاختيار  وفق ما يراه الله تبارك و تعالى صالح ليتصدى ، و نحن بدورنا نختاره ، يكفي لنفسنا الامارة بالسوء تسير بنا نحو الهاوية اتجاه نفسنا بذاتها و اسرنا و مجتمعنا وامتنا بأختيار كان وفق مصالح منها نفعية ذاتية و منها بالجهل و عدم الدراية و الشعورة بالمسؤولية اتجاه اهمية الموضوع .

اننا اليوم كما نختار ستكون حياتنا ، اخترنا الظلمة ، و المفسدين ، كانت حياتنا منهجيتها الظلم والفساد ، اخترنا العكس سيكون العكس ، فالامر راجع الى الامة في اختيار طبيعة من يحكمها .

اسال الله حفظ العراق و شعبه

اسال الله حفظ الاسلام و اهله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك