المقالات

لماذا لا اكون حسيني، ولما لا تكونين زينبيه؟!

1342 2021-10-01

كندي الزهيري ||   هنا اتوجه إلى الشباب،  تلك الطاقة  العظيمة التي يبحث عنها الخير والشر في آن واحد، هذا السؤال مهم جدا ،ما يمنعني  كشاب  ان اكون حسيني الفكر والخلاق  وغيرها ،كذلك انت كشابة  ماذا يمنعك من ان تكوني  زينبيه  ،رساليه   في حركتك وتصرفاتك؟ . ربما علينا أن نتطرق إلى الواقع الحقيقي الذي يمر به الشباب اليوم، انا لا اتكلم عن المجتمعات الأخرى،  انما اخصص  كلامي  هنا  ،الى  من له ذرة إيمان  ورابط  واقعي، في آل البيت _عليهم السلام _ ،تحديدا  الشباب العراقي بالخصوص الشيعي منه.  الجميع يعلم بأن اي امة  مغلقة ومعزولة عن محيطها الخارجي، لا تتأثر ولا تؤثر  في الحركة الثقافية العالمية.  ما حصل في العراق  كان كارثي على كافة المستويات،  حين سقط حكم صدام الطاغية الذي كان يعتمد على ثقافة  الاخضاع والإرهاب  والترهيب ( الثقافة التجهيلية الدموية).  دخلت ثقافات المجتمعات الأخرى، بشكل مفاجئ  وغير مدروس، عمدا وحقدا  من قبل الغرب وامريكا تحديدا.  المعروف  ثقافيا هناك ثلاث دوائر وهي ؛ ( دائرة الإيمان ) هنا العقيدة والدين،  و( دائرة الحيرة ) وهذا أخطر الدوائر، يكون الإنسان فيها تائه حائر  ،لا يميز الصالح من الطالح،  و( دائرة ابليس) تمثل اتباع الشيطان  من ثقافات وديانات منحرفة وغيرها.  كل الصراع بين الدائرة الاولى والثالثة،  يكمن في الدائرة الوسطى ( دائرة الحيرة) ،الطرفان  يدفع بإتباع الاخر للدخول إلى دائرة الوسطى، وهنا يكمن الصيد  ،أما لجهة الايمان أو لجهة الشيطان.  بسبب الصراعات السياسية في العراق،  وترك الثقافة والإعلام الحقيقي الهادف ، وترك الشباب وعدم الاهتمام بهم ،  عمل الإعلام الغربي  وكذلك الإعلام العراقي الذي أصبح جزء لا يتجزأ من المشروع الثقافة الغربية ، وعبر استهداف العائلة عن طريق البرامج والمسلسلات والمسرحيات التجارية ( الرخيصة) ،التي لا تحتوي على فكر ،انما تحتوي على جسد صوري مادي فقط،  حولت الشاب والشابة إلى باحث   عن لذة وقتية  ،تزول مع زوال المسبب، وهنا نجح الغرب  الى حدا ما من سحب الشباب إلى الثقافة الغربية،  الثقافة المادية الغريزية، عبر ضرب مكامن الضعف لدى الشباب ( النفس _والطاقة) . لكي نواجه المد الثقافي والتعليمي الغربي علينا  أن نحدد الأدوات   والأساليب في صد تلك الانحرافات الفكرية والثقافية. من خلال البحث  وجدنا بأن الغرب، يعتمد على أمران  ،الأولى؛ جهل الثقافي والتعليمي للمجتمع، والثانية؛ ضعف الديني والنفسي.  نعود إلى المربع الأول  ،وهو كيف اكون حسيني وكيف تكوني  زينبيه؟.  يكمن ذلك بالتحصين  النفس كيف ذلك؟. ١_ معرفة  النفس، نقاط القوة التي من الممكن الاستعانة بها، ونقاط الضعف التي يجب معالجتها، والفرص المتاحة، التي تمكنني  من تطوير نفسي على المستوى الثقافي والتعليمي والفكري، والتحديات الحقيقية التي تتعرض لها،   اما من الإعلام  أو من قبل العائلة  أو المجتمع المحيط  بي.  ٢_ البحث عن ديني ومعرفته بالشكل الصحيح، من المصادر والمراجع الصحيحة التي تكشف لكم  عن مزايا وجمال ديني ، ومحاسن التربية الدينية، في رفع مستوى الفكري على المستوى المادي  والغريزي.   ٣_ البحث في العقيدة  ،ونبذ العنف والتعصب ، من خلالها  تفتح  البصيرة والرشد، فتصبح تميز بشكل واضح  بين الصور الإيمان وصور الشيطان.  ٤_ البحث في الثقافات الأخرى، والاطلاع عليها، ليس منقصة ولا معيب ، انما الدين الإسلامي  يحث الإنسان ، على ضرورة البحث في تاريخ الثقافي للأمم السالفة،  وأخذ العبرة والدرس  منها ،حتى يستقيم سلوك الثقافي .  بقوله تعالى ؛  {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. ٥_ البحث عن الحرية، الحرية المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الإنسان، التي أرادها الله عز وجل لنا ،وليست تلك الحرية المبتذلة التي صنعها الشيطان وروجها الغرب... ان آل البيت _عليهم السلام _  لا يبحثون  عن الغلاف  ،ولا يبحثون  عن السان  ،انما يبحثون عن جوهر الإنسان  ،عن فطرة السليمة  ،التي يحاول الغرب تلويثها وتحويل الإنسان إلى  مادي  ملحد غامض، مليء بالفيروسات الشيطانية،  ومريض حتى يفنى وجوده . ولتصل  الصورة بشكل اوضح، هل شاهدت ذلك الشاب أو الشابة، اتبعوا انفسهم  فذهبوا  اللذة الوقتية،  ما ان زالت ،  حتى ندم فأنب نفسه  عبر الضمير والفطرة السليمة،  هنا اذ قمت بتباع ضميرك وتقويت فطرتك على نفسك، ستنجح   في كبح  جماحها،  واستقويت عليها،  ستشاهد  في  النهاية  طريق النجاة؛ طريق آل البيت _عليهم السلام _  ، وهنا ستصل إلى أن تكون حسيني  وأن تكوني زينبيه،  ولا شك بأن ستحمل رسالة الإصلاح الحسينية، وتحملين رسالة الثقافية زينبيه ،فيصبح الشاب جزء لا يتجزأ من رسالة الأولياء  والصالحين  إلى العالم...   

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك