المقالات

مفاتيح الجنة في الحرب العراقية الايرانية..!


 

ضياء ابو معارج الدراجي |

 

عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية في ايلول عام ١٩٨٠ كنت طفلا في عمر الثمان سنوات اتمتع بنهاية العطلة الصيفية بين مرحلة الثاني ومرحلة الثالث الابتدائي في مدرسة الواثقية الابتدائية المشيدة  باطراف بغداد الشمالية منطقة الشعب والتي كانت تشغل بناية مدرسة الازدهار الابتدائية وتشاركهما ايضا مدرسة جبل طارق الابتدائية لتكون البناية بثلاث مدارس وثلاثة اوقات دوام لكل مدرسة ٣ ساعات فقط تبدأ من السابعة والنصف صباحا وتنتهي الساعة الرابعة ونصف مساءا ثم ياتي دور تعليم الكبار من امهاتنا بنظام محو الامية من الرابعة والنصف مساءا وحتى السادسة والنصف مساءا وبعدها تتحول بناية المدرسة الى مقر اجتماعات تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي المقبور.

كان بيتنا ذو الطابقين قريب جدا من بناية المدرسة بحيث اشاهد كل ما يدور داخلها من تحركات واحداث من بوابتها وحتى ساحة المدرسة و غرفة الادارة بجميع الاوقات.

لم تكن بداية الدوام المدرسي في تشرين ١٩٨٠ مشجعة لي وخصوصا كنت اخاف بشدة من القصف والطيران واصوات الانفجارات ومقاومة الطائرات و كذلك كنت ارتعب من يوم الخميس ورفعة العلم الذي فرض فيها اطلاق عيارات نارية صوتية من فوهة بندقية كلاشنكوف أثناء رفع العلم العراقي بيد فريق من الدفاع المدني الذي كان يتواجد باستمرار في المدرسة بعد اندلاع حرب الثمانين.

كنا أطفال نستمع لكل ما تقوله لنا مرشدة الصف ونصدق كل ما تطرحه من افكار وكلام فهي معصومة لدينا من الخطأ و كلامها اصدق واوثق من كلام آبائنا وأمهاتنا.

وكانت معلمتنا وباقي المعلمات في جميع المدارس الثلاث وكذلك في فترة محو الامية يزقون في روؤس طلابهم الفكر البعثي وان (الخميني الدجال..كذا) يخدع الايرانيون بقلادة ذات مفتاح يعلقها على رقابهم ويطلق عليها اسم مفتاح الجنة او مفاتيح الجنة لتفتح لهم ابواب الجنة عندما يقتلون بحربهم مع الجيش العراقي وهو الامر الذي كان يعول عليه الخميني ليخدع تلك الاعداد الهائلة من المقاتلين ويرميهم في نار القتال مع العراقيين .

كنا من سذاجتنا نصدق هذا الهراء لكن بمرور الزمن وتفتح العقلية ونمو ادراكنا المعرفي وثقافتا الشيعي البيتية فهمنا تماما ان النظام الصدامي كان يشوه صورة الامام روح الله الخميني قدس و كذلك يشوه صورة كتاب شيعي اسمه ( مفاتيح الجنان)، كتاب من الأدعية الشيعية والتفاسير يحوي تراث شيعي صافي يمتلكه كل شيعي خارج العراق مدني كان ام عسكري بينما يمنع هذا الكتابة ويحرم على شيعة العراق وتصل عقوبة من يمتلكه او يقتنيه او يقبض عليه متلبس بحمله الى الاعدام ومصادرة الاملاك المنقولة وغير المنقولة مع العلم ان هذا الكتاب مطبوع باللغة العربية فيه ادعية كدعاء كميلة ودعاء الصباح لامير المؤمنين علي علية السلام وادعية التوسل والمناجاة للامام علي  زين العابدين بن الحسين الشهيد بن امير المؤمنين علي عليهم السلام جميعا وكذلك ادعية الايام،ويحوي نصوص زيارات الأئمة عليهم السلام  و الأعمال التي يقوم بها الشخص في حال زيارة أحد الأماكن المقدسة، وأعمال الشهور التعبدية الخاصة بكل شهر هجري والأيام الهامة فيه و كذلك العبادات التي ينبغي على المسلم الشيعي عملها.

بالإضافة لذلك صلوات خاصة لقضاء الحوائج مثل صلاة النبي محمد صل الله عليه واله ، وصلاة فاطمة الزهراء عليها السلام  وصلاة جعفر الطيار وغيرهم من الائمة الأطهار عليهم افضل الصلاة والسلام.

ما دفعني لكتابة هذا المقال اليوم هو ان هناك من شبابنا العراقي المغيب ذهنيا والذي لم يعاصر تلك الفترة  لا يزال يصدق بذلك التلفيق الذي كانت تنشرة اجهزة النظام الصدامي القمعية وحزبه المقبور ضد المرتكزات الشيعية وكتب الشيعة الموثقة وقلب حقيقة هيئة وشكل كتاب شيعي ورقي بعنوان(مفاتيح الجنان) الممنوع بعثيا داخل العراق الى هيئة شكل مفتاح من حديد معلق على الصدر يفتح ابواب الجنة عند الموت في عقول المجتمع العراقي ويمنعهم من التفكير والبحث والاستقصاء عن حقيقة الامر وخصوصا ان تلك الامور التافهة والكذبة الواضحة  لا يمكن ان يصدقها عقل مراهق على انها تصدر من مفكر اسلامي بحجم روح الله الخميني قدس الذي صنع اكبر واقوى دولة شيعية في العصر الحديث و لا تزال تقاوم القوى العالمية العظمى ومستمرة في نهجها رغم الحصار عليها منذ تشكيلها خلال الاربعين عام الماضية.

لذلك اقول لصديقي المصدق بكذبة مفاتيح الجنة الصدامية المعلقة على الصدور والتي طرحها اليوم بانفعال لاتهام ايران واغاضتي رغم اني لا اتأثر بهذا النواع من الهراء والكذب ان هذه الكذبة كانت لتشويه عقلية وفكر الامام روح الله الخميني قدس في مجتمعنا العراقي صدقها البعثية و أعداء الشيعة و ايران من العراقين والعرب كما ان مصطلح مفتاح الجنة البعثي الصدامي محور عن اسم  كتاب مفاتيح الجنان الشيعي واسع الانتشار والمحفوظ في قلوب كل شيعة العالم  ومحرم على شيعة العراق في زمن البعثية وهو كتاب ورقي ديني وليس مفتاح حديد معلق بالرقبة يفتح باب جنات الله وانما كتاب يفتح عقول المغيبين عن الله عابدين صدام والبعثية.

ان تلك الكذبة البعثية وطرحها لا تمس الامام الخميني وايران فقط وانما هي تمس كل شيعة العالم ومنهم شيعة بلدك العراق شركاء الوطن فلا تستغفلوا عقولنا ولا تهينوا عقائدنا بتلفيق صدامي انتهى مع صدام وبعثه المقبور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-09-22
احسنت التوضيح وبينت الحقيقه.. اليوم نحن بحاجه اكثر من اي وقت مضى الى تفكيك الجدار الذي بناه البعثيون بين ايران والتي هي عمق كل الشيعه وبين العراقيين بالذات الذين تربطهم بايران العقيده الاسلاميه والجوار والمقدسات.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك