حسن المياح ||
يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أمير البلاغة والفصاحة، والحكمة والبيان، والعلم والكلام : " الدهر يومان..يوم لك..ويوم عليك..فآن كان لك فلا تبطر..وإن كان عليك فأصبر" صبر توثب لا ضجر..وصبر عزم لا كسل..وليعلم الفاسد المجرم الظالم البطر المتبختر مهما كان موقعه الحكومي، أو التجاري، أو المالي، أو الحزبي، أو السياسي، أو التسلطي..أن هناك يوم عدل ينتظره ليحاسبه ويقتص منه المظلوم على ما تعرض له من ظلم..وأنه سيساق الى الجزارة والمقصلة..كما تساق الغنم الى الجزر والذبح..وكل ذي حق يأخذ حقه سواءآ في الدنيا - وهذا ما حصل لصدام الطاغية الجبان -، أو في الآخرة، كما هو معاوية بن أبي سفيان..الحدود والقصاص لا يتعطلان أبدآ .
فالمسؤول والسياسي، والحزبي والمتسلط، والزاحف واللاغف، والتاجر والمقاول، وما الى ذلك من مهن فيها مسؤولية فردية أو إجتماعية، والذين هم فاسدون فاسقون، ظالمون مجرمون..فليبطروا هنيئة ولعقة كلب منها أنفه وأطول مدة مما يبطر ويستعلي بحسابات الزمن المستعجل، وليفرفشوا، وينتفخوا، وينتفشوا، ويتورموا بطنة وسمنة، باطلآ وسحتآ حرامآ.أنهم إنما يساقون أذلاء جبناء مخذولين مرذولين الى العذاب المهين، وأنهم سوف يستقرون في سواء الجحيم.
فلا الألقاب ولا الرتب، ولا الأوصاف ولا النعوت، ولا المناصب ولا االمواقع، ولا المهن ولا درجات التخصص، ولا المصطلحات ولا الرموز، ولا الكارزمات ولا الأبهات..من مثل الطاغية والزعيم، والقائد والمسؤول، والشركة الرصينة والمهندس، والأستاذ والحاج، والعم والشيخ، والسيد والوصولي، والزاحف والراكض، والمأمور والتبع، وما شاء للسياسة والوظائف والأعمال والتجارات والمصانع أن تسبغ من أسماء وتوصيفات، وألقاب ونعوتات، وهمبلات كارتونية..تفيد أو تخفف من شدة العذاب، ولا يسمح لهم النطق والكلام لأن كل واحد كتابه في شماله، وهو يتلوى ألمآ من سوء المصير، وسفول النهاية البائسة..ولا الجاه ولا المال يفيده، ولا المنصب ولا الكرسي ينفعه، ولا شركة المقاولات ولا الكومشنات تنقذه..وإنما يقال له بصوت فظ غليظ " ذق إنك أنت العزيز الكريم " وما أرذلها من حالة يكون عليها الإنسان الفاسد الهابط، المنحرف المجرم.
https://telegram.me/buratha