قاسم آل ماضي ||
ألكَلامُ ذلك الصَوتُ الذي يَخرُجُ مِنْ أفواهِنا يَحمِلُ في جَنَباتِهِ مسؤوليةٍ كُبْرى فِيها ألفَصلِ بَينَ ألظُلُماتِ والنُورِ
والحَيَاةِ والمَمَاتِ، ألدينِ والكُفرِ.
يُرّفَعُ فِيهِ المرءَ ويُحُطّ، ولِعَظيمِ تِلكَ ألمَسؤوليةَ جَعَلَ ألبَاريِ عليهِ رِقابةََ وحِسابََ في مُحكَمِ كتابهِ حِينَ قال عز وجَل ( وَمَا يَلفُظُ مِنْ قَوُلٍ إِلَا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
وفيهِ ألثوابُ والعقابُ كَما إنهُ يَكونُ بِمُستَوى مَنطِقهِ وهو إبن شَفَتهِ، وربما يُقالُ للحَكيمِ حِينَ يَتحدثُ بِكَلامٍ لا يَتَلائَمَ مع مُسَتواهُ، هذا الكَلامُ ليَس لكَ إنهُ لايَليقُ بِكَ ولايُؤاخَذُ السَفّيهُ عن كَلامهِ.
وكَلامُ ألعَوامُ أيّ عامةِ الناسِ يَختَلِفُ عن كَلامِ العُلماءِ وأهلِ الحِكمَةِ كما أسلفنا وتَكونُ ألمَسؤوليةُ بِحَجمِ ذلكَ ألمُتَبني لها مَنْ يَطلِقُ تِلكَ ألكَلِماتُ التي تَجعلُ ألكُلَ آذانً صاغيةََ بل رُبَما يُفَّسرُ كَلامه إذا كانَ حَمّّالُ أَوجِهََ أو يَقبلُ ألتأويل فَألُِنأخُذَ مَثَلاََ حيٍاََ ومُمتَلِئاََ بالحَياةِ والحَيويةِ كَلماتِ الفَتوى ألمُباركةِ التي أطلَقَها عَميدُ مدرسةِ أهلَ البيتِ في ألنَجفِ الأشّرَف ألتي حَطَمتْ حُلُمَ الإستكبارَ ومَركزَ البُحوثَ العالميةَ ومَلايينَ الوَرقَ الأمريكي ثَمَنُ الذِمَمْ فَكانتْ الفَتوى وكانت الَتلبِيةُ.
واليوم تَشَهدُ الحوزةُ رَحِيلِ أَحَدِ أركانِها هو ألسيدُ ألحكيمُ الذي إهتَزَتْ لهُ مُدنُ العراق حُزنَاََ، فِرَقَاََ مِن جُمهورٍ ومُوالِينَ ومُقَلِدينَ يالهذا ألشَعبُ الوَفيُ حِينَ يَكونَ على فِطرَتهِ من غَيرِ تَدليسٍ وقد شَمَلَ ألحُزنُ ذلك ألقَلبُ ألكَبيرُ، قَلبُ المَرجِِعُ ألسَيدُ عليُ الحُسينيُ وقَد عَبرَ عن مَدى حُزنهِ حِينَ لِقائهُ أولادُ الفقيد حَيثُ يَقول :- إني أنا مَنْ فَقَدَ ألسيدَ الحَكيمَ وأشعُرَ بالغربةِ لِفَقدهِ يُريدُ السيدَ أن يُفصِحَ عن عُمقِ العِلاقةِ والتنسيقِ بَينَ رجالِ الحَوزَةِ ومقدارِ التَفاهُمِ بل التَفهُمَ كُلاََ مَنهُما للأخرِ إذاََ ماهذا الذي نَسمَعهُ عن خلافٍ واختلافٍ.
هذا ذَكَرَني بِموقِفٍ مُشابِهٍ من التَفاهُمِ والتنسيقِ بَينَ السَيد الولي والسيد ألمرجع السيستاني في أزمةِ النجف حِينَ بَعثَ ألسيدُ الوليُ رسالةََ الى الَنجفِ الأشرفِ رِسالَةََ في قِمَةِ الإحترامِ والتَعبيرِ عن مدى الِثقَةِ بالمُرسَلِ إِلَيَّهِ وهو السَيدُ ألسِيستَانيُ وكَانَ ألردُ بمستوى ألمسؤوليةَ إنهُ حَديثٌ مُنّسَجِمٌ عالي ألمَضامِينَ وأُكررُ السؤالَ أينَ ذلك التَقاطِعُ أو نِقاطَ ألخلافَ أجِدُها صفراََ وكَأنها قد حِيكَتْ لِتَكونَ فاكِهةُ مَجالِسَ أهلَ ألجَهل والمُتَصَيدينَ بالماءِ العَكرِ وحتى في أزمةِ داعش ما إنْ أَفّتى ألسيدُ بالجهادِ الكَفائي حتى فُتِحَتْ مَخازنَ كُلَ شئٍ على ألجانبِ الأخر وليسَ السلاحُ فَحَسبِ بل حتى جَوهَرُ الرِجَال وكان سُليمانيُ الشهيدَ الى جَنبِ الشَهيدِ المُهندسَ رَحِمَهُم الله.
إنَ كلامَ بَعضُ ألعامةِ الذي لايَحمِلُ مسؤوليةََ جَعلوا مِنَ أللّا شيئِ شيئاََ وأصبَحَ الةٌ بيدِ الأعداءِ، أصبَحَ الحَشدُ ذيلاََ وعُملاءَ السَفارةَ هُم مَنّ يَتَحَكَموَ بِجُهَّالِ العامةِ وحِينَها يَجِبُ للعاقِلِ أن يَكونَ بِمُستَوى تِلكَ المسؤوليةُ الرِقابيةُ مِنَ أللهِ والمسؤوليةِ الاخلاقيةِ بِأنْ لا يَكونُ مُرشِدَهُ جوكراَ أميركياََ محتلا.
https://telegram.me/buratha