قاسم آل ماضي ||
صَبِيحة هذا اليَوم جاءني إتصال من دولةِ تونس العربية من صديقٍ لي تَعرفتُ عليهِ من خِلالِ أحدى بَرامج ألتواصلُ الإجتماعي.
كنا نَتبادلُ ألآراءَ والأفكارَ طبعاََ، لَمْ يَرَ أحَدَنا الآخر بِشكلٍ مُباشر، كان اللقاءُ يَتِمَّ عَبَّر شاشةِ ألهاتِفَ النّقال.
وبَعدَ السَلامَ والتَحياتَ ألمعتادة كان لصديقي إستفسارٌ وإستعلامٌ عن ألتَشييعِ ألمُهيبِ للمرجعِ الكَبير مُحمد سعيد الحكيم قُدِسَ سِرهُ الشريف وإشْتَمَلَ السؤالَ عَن بَعضِ الجَوانبَ في شَخصيةِ السَيِدَ الفَقيد.
لماذا هذا الأهتِمام؟ هو شخصٌ لايَملُكَ أَيَّ سُلطةٍ في ألبَلدِ سِوى تِلكَ السُلطةُ الروحية. ثُمَ هل للدَولةِ تَدَخلاََ في تَنظيمِ ذلك ألتَشّييعُ ألذي إهتزَ لَهُ العراق مع هذا ألزَخْم من بَرقياتِ التعزيةِ؟؟ فَكانَ الجَوابُ:- إنَّ الحوزةَ العلميةُ في ألنجفِ تَحظى بِأعلى سُلطةٍ روُحِيةٍ لدى ألعراقيينَ. وهُم أي ألعراقيينَ وأبناءِ ألجنوبِ بِشكلٍ خاصٍ يَعتَبِرونَ أَنْفُسَهُم أبناءُ تُلكَ الحوزةُ العلميةُ.
وقَد سَطَرَ التأريخ في ألعراقِ ألكَثيرِ مِنَ الأحداثِ التي غَيَرتْ مَصيرَ الشَعب بل وانقذتهُ وأخرَجَتهُ مِنَ الظُلماتِ إلى النورِ وإن كُلَ قادةُ ألعراق على مَّرِ ألتأريخ يَعتَبِرونَ لِقاءَ أيَّ مَرجعٍ من تلكَ الحوزةِ شرفٌ لايُضاهِيه أيَّ شرفٍ وَشَمَلَ هذا الفَخّرَ ألعالمَ بِأسرهِ فَتَرى قادةُ العالمَ بِكُلِ أصنافِهم ومُستَوياتِهم حتى القيادات ألإسلاميةَ وغير الاسلامية تَعتَبرُ إنَّ أللقاءَ بِزُعَماءِ الحَوزةِ وأخذَ المَشورةَ مِنهُم أساساََفي نَجاحِ أيَّ عَملٍ يَخُصُ العراقَ وقَضايا المَنطقةَ وتَحَدثنا طبعاََ عن زِيارةِ بابا ألفاتيكان فقال:- هَنيئاََلَكُم بِتلك الحَوزة ورِجَالها ولكن لي سؤالٌ آخرَ ماسِرَّ تِلكَ القوةِ التي تَقولُ إنها تَفوقَ أيِّ سُلطةٍ في البَلدِ؟؟ و ماهي أدَواتِها؟ كَيفَ تُنَفذُ قراراتها؟ وكَيفَ بِكلماتٍ بسيطةٍ إِستَطاعتْ أن تُغيرَ مَصيرُ العراقَ بِشكلٍ أذهلَ العالمَ؟
بل لايَستطيعَ أيَّ بَلدٍ في المَنطقةِ بجيشهِ الُمنَظمَ أن يَتغلبَ على عُصارةِ الشَرِ ألمُتَمَثِلَةَ بِداعش؟؟
فَقُلت:- إنِ المُشييعونَ هُم مَنْ يَحْمِلونَ الجوابَ..
قال لي :- َيف لم افهم قصدك؟
فقلت : هل شاهَدتَ التَشييعَ مِن خِلالِ شاشةِ التلفازَ؟
قال : نعم..
قلت: ماهو الشئُ المُلفِتَ للنظرِ؟
قال : هُناك رايةٌ تَحملُ رمزاََما وأعتقدُ إنها رمزٌ لِمَا تُسَمونهُ ألحشد الشعبي.
فقلت : نعم لقد أَصَبتَ الواقعَ إنهُ الحشد.
فقال:- هل تَقصدُ إنَ الحشدَ هو من يقومُ بأوامرِ المرجعيةِ؟
قُلت : ألحشدُ هو أليدُ الضاربةُ لِأبناءِ المَرجِعيةِ حَيثُ يَعتبرُ أهلُ الجنوبَ والوسطَ إنَ ألمرجعيةَ هي ألوَريثُ الأَصيلُ والحقيقيُ بل والشرعيُ لرسولِ الله وآلهِ والطاعَةَ للحوزةِ هي طاعةٌ للهِ ولرسولهِ.
والحشدُ مِن خِيرَةِ أبناء الوسطَ والجنوبَ بل هُم خِيرَةُ أبناءُ العراقُ ووَجهَهُ الناصِعُ واليدُ الضارِبةُ على الأعداءِ. والكفَ الحنونَ على أبناءِ العراق والصَدرُ الذي إتَسعَ لِجَميعِ الَذينَ شُرِدوُا وهُجِروُا جَرّاءَ هَمَجِيةِ داعش..
فقال : إِذنْ ألمرجعيةُ هي أَبُ العراقَ والحشدُ هو ألإبنُ البار أو يدُ الإبنُ البارَ؟؟
فقلت : نعم أصبتَ ثُمَ إستَطردنا في ألحديثِ بِجوانبَ أُخرى الى أن وَصَلنا الى ألحدثِ الأهَمَ في العراقِ وهو الإنتخابات.
وقَبل أن يُودِعَ بَعضُنا بعض قُلتُ له غَريب لم تسألني مَنْ سَأنتخب؟ فقال لي:- عَرفتَ؛ إنه الحشد، ومن يقف وراء الحشد ، والجهات السياسية التي تطيع من أسس الحشد.
قلت له : نعم إنهم رجال الفتح..
https://telegram.me/buratha