حس المياح ||
السياسي الذي يشتد عوده بالطشة، وييزغ نجمه ~ فهو كالحضارات تسود ثم تبيد ~ . وبعد مدة من عمر ممارسة العمل السياسي، لا بد أن يصدأ معدنه، وتراكمه الشوائب إجتماع ركام جاثم، وتغية سمت وجود ضائع، فلا بد له، ولكي يستعيد ويحافظ على نجوميته اللامعة المتلألئة البارقة الوامضة، أن يحتاج الى وارنيش لرفع الصدأ والشوائب وتلميع الصورة بعد خبوء ضياءها، بقدر ما يستطيع من رفعه وإزالته.
وهذا يعني أن بعد كل طشة، لا بد من رشة معقمات ومعطرات، وربما مبيدات ومساحيق، وما الى ذلك من تصفيات وتلميعات، ومراهم ودهونات، وفبركات وتزييفات، وتعديلات وتلحيظات، ليعيد إنتاج نفسه، ونشور بعث جديد لمعدن طالما غطاه الدرن والقاذورات، بسبب تراكم الجرائم والمآثم، وإجتماع الذنوب واللواطم، عله يجب عن نفسه ذلك التاريخ الأسود، ويمحو تلك السيرة المجرمة التعيسة، الوضيعة الهابطة، برشة إعتذار كاذب، وتوبة لا نصح يشع منها، وندم خادع من أجل غدر يكون من خلال معدنها (معدن شخصيته المنحرفة المتسلطة السابقة) الذي هي عليه تكوينآ وتأسيسآ، ونشأة ونضوجآ، وممارسة وحاكمية.
وإلا فالأفول والسقوط، والإنهيار والتلاشي، هو مصيره المحتم، ومآله الأكيد الثابت الوطيد..
لذلك تراهم موتورين حركية عمل وتزويق، وخلية نحل لاسع ترتيب وتملق، وإصطناع سلوك تواضع وخروج عن المألوف الذي إعتاد عليه سلوكآ وممارسة، لما يفضفضون دعاية وينشرون إعلامآ، علهم يصلحون ما أفسدوه هم من خلق وسلوك، وسيرة وتاريخ.
والتاريخ من طبيعته ونصاعة تدوينه وصدق تسجيله..لا يرحم، ولا يغفر، ولا يقبل التوب ولا التوبة، لأن التوبة نفد حينها، وتحقق إحكام أقفالها، وسحبت منها صلاحية التصرف والقبول، لأن الجرائم قد وقعت وتأكد ضررها، وصاحبها يأبى ويرفض الإقلاع عن ممارستها، ويصر بكل لؤم وإجرام على المعاودة عليها.
أما السياسي المرشح الجديد غير المجرب واللامدشن خدمة وإستعمالآ، فهو قادم بكل وكامل حيوته ونشاطه، وبألق بروق عنفوان وصلابة ثبات وإحكام إرادته التي تنشط حركيته للعمل وتديم ممارسة سلوكه الطيب الصالح، وأنها تزوده بطاقة حرارية تديم وجوده العامل الناشط، وتمنحه الفرصة الواسعة الكبيرة، أن يطش بروعة سلوك نظيف، حينما يخوض الصراع والمقاتلة والتنافس مع حيتان الفساد والنفاق، وغيلان السلب والنهب، متجنبآ وبكل وعي وحذر لدغ العقارب وعضات أفاعي الكوبرا السامة القاتلة المميتة، ومتفاديآ خداع وغش دهاقنة العمالة الماسونية، ومكر الإستكبار الصليبي السيء، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله بعونه تعالى..
فهو طاقة متميزة جديدة . ببوادر إعلان طشة موفقة محكمة مرتبة منظمة واعية نظيفة، لا تحتاج الى رشفة من رشقة، أو رشة مسحوق تعديل وتجميل لأنها حديثة المراس السياسي ولا تجربة فشل في سجل تاريخها ; وإنما هي الآن تروم الولوج الى المعترك السياسي الحامي الوطيس، الذي تشعله نارآ مضطرمة وسعيرآ لاهبآ، أموال السياسي العتيق والمعتق إنتخابآ والمجرب الفاسد من السحت الحرام، المنفقة على دعايته الإنتخابية وإعلامه المعرف على ذاته، وبالرغم مما في رصيده التاريخي والسلوكي من جرائم وذنوب وآثام وتعلات فاسدة، من ممارسات نهب منظم يقوم على أساس إستغلال السلطة والمنصب، والسلطان والوظيفة.
أعانك الله يا برعم الطهر المرشح الذي لم يدشن السلطان السياسي وظيفة ومسؤولية، وأمانة وعهدآ، إقتطعهما على نفسه أن يكون مؤمنآ شريفآ، نزيها طاهرآ، شجاعآ شهمآ، تحلى بتربية بيتية فضلى، وأنه إبن خير وعز وكرامة، والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الحاكم المجرب النزيه، الشجاع العادل، القوي الأمين، يقول " لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت سحتآ حرامآ ونهبآ مستأثرآ ; ولكن أطلبه من بطون شبعانة ومملوءة طعامآ حلالآ، وقد شبعت وقنعت وترفعت، لأنها مجربة في الشببع، وهي القانعة الراضية، المستقرة الثابتة الراسخة.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha