سامي جواد كاظم ||
لا يعلم ان الماء يجري من تحته، لا يعلم بان الشباب انشغل بغيره ، لايعلم ان مؤسسته اصلا مخترقة اما بتخطيط الاخر او بكسلهم وعدم مهنيتهم ، الاعلام ليس صحيفة او موقع او فضائية بل كل فعالية تؤدي الى صحوة العقول وتنبيهها ممن يستغفلها ، والاعلام هو من يترصد الاخر في ما يصدر عنه والاستفادة منه حسب طبيعة تصرفه .
لكل دولة اعلام دولي ومحلي ، الدولي يكون وفق منهجية معينة ومراقب ومحكم بان لايصدر عنه موبقات دولته ، اما المحلية ففيها المصداقية للحالات الاجتماعية والتشريعات القانونية التي تصدر من هذه الدولة او تلك ، ومن اراد ان يعرف الدول التي تتبجح بالتطور والثقافة والعلمانية فما عليه الا ان يتابع برامج محطاتهم التلفزيونية المحلية ولو عن طريق موقع اليوتوب ليطلع على حقيقتهم باعترافهم .
من النشاطات التي تابعتها على تلفزيون محلي بريطاني هو مؤتمر تعقده جامعة اكسفورد للتصويت على الاسلام ارهاب من قبل طلبته ومثقفيه ويقوم بعض البروفسورية والمفكرين بالقاء خطابات تنال من الاسلام والمسلمين ، والحسنة الوحيدة التي قصمت ظهرهم هي السماح لبعض المسلمين الحضور في هذا المؤتمر للدفاع عن الاسلام .
في المقطع الفديوي تحدثت ( آن ماري) عن الاسلام والمسلمين وقد نالت من الاسلام كثيرا وكذبت اكثر وذكرت الحجاب و زواج القاصرة وارغام الفتاة على الزواج وقطع الرؤوس والرجم وان السعودية هي معقل الاسلام يمارس الارهاب وانتهت بنتيجة ان الاسلام دين الكراهية .
وجاء دور الشاب الباكستاني اعتقد اسمه ( ادم ) ليرد عليها وحقيقة كان موفقا جدا وهنا اسال ان ما ذكر هذا الشاب من معلومات مهمة، الاعلام غافل عنها والمفروض تسليط الضوء عليها ، مثلا بدا بالحديث مع هذه المتحدثة قائلا لها انك جعلت التهجم على الاسلام دعاية لك حتى يتم ترشيحك للبرلمان عن حزب العمال فالذي يشتم الاسلام مكانه محجوز فاعلمي انهم يستغلونك وعندما تنتهي المهمة يرمونك في الشارع .
واما انك جعلت السعودية هي الاسلام فاعلمي ان الاسلام جاء سنة 610 م والسعودية اسست سنة 1932 فكيف تجاهلت 1322 سنة ، ( الحضور يعج بالتصفيق له ) .
انا اقول لها ، هل تعلم ان هؤلاء الملوك والامراء نصبهم جناب دولتك الكريمة ايام الاستعمار ؟ وهل تعلم بان كل حكوماتكم المتعاقبة تدعم ال سعود بقوة ؟ هل تعلم ان حكومتها تدعمهم لاجل النيل من الاسلام وفق خطة متفق عليها مسبقا بين ال سعود و ال ابو ناجي ؟
نعود للمؤتمر يرد ( ادم )على متحدث قبلها هو دانيال جونسون الذي تبجح ايضا على الاسلام وجعلهم يكرهون التطور ولا يريدون لاوربا ان تتطور والاسلام دين ارهاب فرد عليه هل تعرف شخص اسمه الخوارزمي ؟ انه عالم رياضات بالاضافة الى تاسيسه علم الجبر هو مخترع اللوغارتيمات ، هذه اللوغارتيمات هي اساس صناعة الحاسوب واللابتوب الذي استخدمته لتكتب هذه الافتراءات على الاسلام فلولاه لما تمكنت اوربا من التطور، (القاعة بما فيهم المخالفين تضج بالتصفيق له )
ويقول: جنابك تتحدث باسم المسيحية وتذكر حروب اسلامية وارد عليك هل تعلم ان المسيحية لديها الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والاستعمار الاوربي لافريقيا واسيا وجيش الرب المسيحي للمقاومة في اوغندا ناهيك عن الحرق العشوائي للممتلكات الخاصة والهجمات على عيادات الاجهاض في امريكا فعليه المسيحية دين حرب وارهاب .
هنا اعترضت احدى الحضور لتقل له هل تتهم المسيحية بالعنف ؟ اجابها اعتذر انا لااتهمها ابدا بل المسيحية دين محبة وسلام ولكنني ارد عليه بنفس اسلوبه الذي اتهم الاسلام فان كان الاسلام كما قال فالمسيحية اكثر ( التصفيق مرة اخرى )
هنا اود ان يلتفت القارئ الكريم لهذه المعلومات التي ذكرها ( ادم) في معرض دفاعه عن الاسلام فقد قال ان البروفسور ( روبرت بايت) من جامعة شيكاغو خبير الارهاب في امريكا فقد درس العمليات الارهابية الانتحارية من ( 1980 _ 2005) ومجموعها (315 )عملية وقد استنتج الاتي : هنالك صلة صغيرة بين الارهاب والتعاليم الاسلامية والاديان في العالم بل الهدف المشترك بين كل التفجيرات هو هدف علماني استراتيجي ..علماني استراتيجي .. علماني استراتيجي .. لاجل طرد الاستعمار الذي يصدر الديمقراطية الى بلدانهم
وانتم المتحدثون عن الاسلام بهذا الاسلوب فلو ظهر ابن لادن الان ليؤيدكم ويصفق لكم ( وعج الحضور بالتصفيق له ) ، انتم ايها المتحدثين العجيب ان شهاداتكم هي قانون وتاريخ حديث وكيمياء وليس فيكم من هو خبير بالاسلام او تاريخ الاسلام او متحدثا بالعربية او حتى خبير بالارهاب .
استشهاد اخر رائع اتمنى ان يسلط الضوء عليه الاعلام يقول ان ( توم فريدمان) كاتب وصحفي يهودي امريكي ...يهودي امريكي..يهودي امريكي .. في جريدة نيويورك تايمز اخبرني اذا كان المسلمون يقودون اوربا في اربعينيات القرن الماضي لبقي 6 مليون يهودي على قيد الحياة .
واستشهاد اخر رائع قامت به الصحفية غالوب استطلاع للمسلمين عددهم 50 الف مسلم في 35 دولة عن رايهم بخصوص هجمات سبتمبر فظهرت النتيجة 93% ضد الارهاب و 7% ايدوا التفجيرات وهؤلاء الـ 7% كانت دوافعهم سياسية وليست دينية .
اخيرا اقول هل تقوم مؤسساتنا بعمل هكذا ندوات وجمع اصحاب الاراء المتضاربة ؟ انا عرضت على قناة دينية استضافة علمانيين للنقاش معهم ليس للتغلب عليهم بل للوصول الى رؤيا مشتركة فيما بينهم لخدمة الانسان ولاننا واثقون من ديننا فان الصورة ستكون اوضح للمشاهد فرفض القائمون على القناة ذلك كيف يستضيفون علمانيين وهم في هذا الرفض اضاعوا فرصة كسب الراي الاخر ومنحوا الطرف الاخر قوة .
https://telegram.me/buratha