قاسم ال ماضي ||
عَرفت البشرية مُنذُ أن وجدتَ ألتطرفُ في كُلِ شئ وقد شَهد ألتأريخ ألكثيرَ مِنَ الأحداثِ ألتي كانت جراحٌ في قلوبِ قادةَ الأُمم والمصلحينَ وفي رِوايةٍ إنَ رجلاََ من أصحابِ (الرسول صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قَتلَ رجلاََ بَعد أن لَفظَ ألشهادتين وحِينَ بَلغَ الرسول ذلك تألم ووبخَ مَن قامَ بذلك الفِعل الشَنيع فدافعَ ذلك الصحابيُ عن نفسهِ قال:- يارسول الله قالها أي الشهادة خوفاََ مِنّا فَرد عليهِ الرسول صلى الله عليه واله وسلم:-
هل شققت قلبه؟ أيّ هل أطلَعتْ على نيتهِ ورواياتٍ أُخرى كثيرةََ أكثر ألمَاََ وأذى. فَالتطرف في حُبِ علي (عليهِ السلام)ادى إلى ألشرك باللهِ حتى أمر علياََ عليهم السلام بِحرقِهم وقال قولته الشهيرة (فلما رأيتَ الأمرَ مُنكراََ أجَجتَ ناراَ ودعوتُ قنبر).
والتطرفَ خنجراََ مَزقَ إنسجام الأمة وأصبحَ أداةَ بيدِ المُتَصِيدينَ بالماءِ العَكرِ والأعداء ومع الأسف مَهما تَطورتْ ألبشرية لم تَستطع أن تَتَخلصَ مِن ذلك المرض البغيض.
وتَتَكررُ أحداثٌ في ألماضي الأليم الذي عانينا منهُ الكثيرَ بل كِدنا نكونُ في خَبرِ (كان) لولا عنايةِ ألله ودُعاءِ صاحبِ الأمر.
واليوم حين أعلن ألسيد مقتدى في تعليقٍ عن عدم المشاركة في الأنتخاباتِ البرلمانية لِأسبابٍ هو أعرفُ بها، رُبما تَكونُ تَكتيكيةَ أو إعتراضاََ عن بعض الأمور أو أيَّ شيئٍ فهو قائدٌ وله أن يختارَ ماهو مُناسبٌ لِمُريديهِ واتباعهِ بادر بعضُ اتباعهِ بحركةِ تطرف الى إحراقِ وثيقةِ الأنتخابَ الرسميةَ وهي وثيقةٌ وطنيةٌ وحكوميةٌ تَحملُ معاييرَ دوليةََ في التنظيمُ.
لم يضعوا نُصبَ أعينهُم إنَ هذا العمل رُبما لايَصُبَ في نفسِ الرافدِ الذي تَرمي اليهِ قيادتهم فضلاََ عن خسارةِ المكون الشيعي في بعض الأصوات ثُم خسارة التيار بشكلٍ مُباشرٍ بِسببَ التطرف فَكيفَ يُصوتُ هؤلاءِ من دونِ تلك الوثيقةَ وهل كان هذا العملَ يَصبُ في مَصلحةِ المكون أو الجهةِ أو التيار الذي يَنتَسِبَ له أي إن عمليةَ إتلافُ الوثيقةَ لم يَجدي أيَّ نفعٍ وكان في خَسارَتِها الضَّررُ الكبير.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha