علي الصحاف ||
الطارمية وهي المدينة العراقية التي تقع شمال بغداد، بمسافة 50 كيلو متر، وتعتبر احد اقضية حزام بغداد،
وكانت سابقا تتبع اداريا لمحافظة صلاح الدين، ويبلغ عدد سكانها حاولي ال٥٠ الف نسمة، الغالبية العظمى منهم من العرب السنة، الذين سبق لهم وان عملوا وانخرطوا ضمن الاجهزة القمعية للنظام البائد، تمتاز المدينة بكثرة البساتين والاشجار والنباتات، مشكلة بذلك بيئة خصبة للزراعة والاستثمار،
تعتبر مدينة الطارمية من المناطق المدللة للنظام البائد، والتي اوكل لها اهمية كبيرة، بسبب موقعها الذي يربط بغداد ب٣ محافظات (صلاح الدين، ديالى، الانبار)،
حيث انها العمود الفقري لحزام بغداد السني، الذي اسس له صدام حسين،
لن تسمع عن الطارمية الا في الاخبار، حيث التعرضات الارهابية والقتل والانفجارات، اغتيالات هنا، وتفجيرات هناك،
كانت مدينة الطارمية ولا زالت تشكل اكبر خطر وتهديد على امن بغداد، لانها وبسبب تضاريسها الوعرة، التي يصعب استكشافها، وكذلك عقيدة اهلها وانتمائهم لحزب البعث، جعلت منها البيئة الخصبة للارهابيين والدواعش، وبالرغم من ذلك فان هذه المدينه لم تشهد اي عمليات عسكرية حقيقية، منذ الحقبة الصدامية والى يومنا هذا، بل ان هنالك مناطق فيها لم تطأها اي قدم عسكرية مطلقا، اما المناطق الاخرى الممسوكة من قبل الجيش، اصبحت بفضل خيانة بعض الضباط المرتشين، منطقة تعايش بين الجيش والارهابيين،
بالاضافة الى استفادة اهالي هذه المنطقة من الاحواض المائية والبساتين؛ التي استثمرها داعش، وكذلك التواطأ السياسي من قبل ساسة السنة حيال تلك المدينه،
فما ان فكر الحشد بتطهيرها، ليجد نفسه امام بكاء وعويل وصراخ، في اروقه البرلمان ومنصات التواصل،
متحججين بالابرياء، متهمين الحشد بسعيه لتغيير ديمغرافية المدينة، متناسين ان التغير الديموغرافي الوحيد الذي طرأ على هذه المدينة، هوه ابان حكم صدام، عندما قام بتهجير اهالي مدينة الطارمية الشيعة وتسكين اهالي الحويجة والانبار محلهم، لتكون بذلك اكبر عملية تغيير ديموغرافي حدثت في العراق، ويجب ان لا ننسا بان مدينة الطارمية في الوقت الحالي، تعتبر الخاصرة الرخوة التي يتم عن طريقها ابتزاز العراق سياسيا، من قبل امريكا والسعودية، ولا سيما في الحملات الاخيرة التي قام بها الحشد، حيث لاقت صدى واسع من الاستنكار المدفوع الثمن، من قبل ادوات امريكا الاعلامية، فاي عملية عسكرية في الطارمية تعد بمثابة صفعة بوجه امريكا والسعودية، لان تحرير الطارمية يعني ضياع فرصة الابتزاز السياسي والدولي الذي تمارسه السعودية وامريكا على العراق والقرار السياسي فيه
ان اهمية القيام بعمليات عسكرية لتطهير الطارمية، تكمن بتخليص العراق من خطر الارهاب، وخصوصا بغداد المجاورة للطارمية، ولاسيما ان بغداد هي مركز الحكم،
فان اي خلاف سياسي ستشهده الحكومة، ستكون نتيجته تحريك بعض الخلايا النائمة في الطارمية نحو بغداد، وهذا ما بدى جليا في انفجارات الاخيرة ولا سيما انفجار ساحة الطيران وسوق مريدي والوحيلات، كما ان تطهير الطارمية من الارهابيين، سيحرر العراق من زنزانة الابتزاز الصهيوسعودي، المتمثل بالمفخخات والاحزمة، قبيل كل انتخابات او حدث سياسي او خلاف عراقي امريكي، كما ان تحرير الطارمية، سيحرر العراق ايضا من تبعات الانسحاب الامريكي، حيث ان بعد كل مطالبة تنص على اخراج المحتل، تعود الى الواجهة اعمال الارهاب والتفجيرات، َكان امريكا تقول اننا موجودون، وبأمكاننا تحريك داعش باي وقت، فداعش لم يمت،
فلهذا يجب ان تتظافر الجهود لتخليص بغداد بصورة خاصة، والعراق بصورة عامة من هذا الخطر، ولا سيما جهود الساسة الشيعة والمخلصين منهم، وكذلك الجهود الشعبية والوطنية.
https://telegram.me/buratha