حسن المياح ||
لا يهمني طرح المصطلحات السياسية الملاكة إجترارآ لا واعيآ , وأنها ترداد ألفاظ بغبغة , التي إعتاد على أن يجترها السياسيون من أجل أبراز الخزين الثقافي السياسي المستظهر عن ظهر قلب درخآ , من حيث طرح مصطلحات دون وعيها , أو عدم ممارستها , ليكون التنافس والتناكف , والتقاطع والتلازم , مجرد إستعراضات بهلوانية , وسوق ألفاظ فضفاضة , لا تسمن خوض نقاش سياسي , ولا تغني من حوار جاد , لذلك تراهم يتعاركون فضائيآ , وهم المصطلحون فيما بينهم محاصصاتيآ , وأن عملهم وحراكهم وفقآ لوعيهم السياسي الذي لا تشم فيه راحة عمق وعي وممارسة ; وإنما هو مجرد سطوع سطح تراشق كلامي , وتهاتر ذو بروق رواعد تهديدات , وتلميحات نزول بلطجة إحتراب شوارع ... , لما لم يكن هناك في البين السياسي تشارك في الإنتخابات , ولم يستطع أي واحد ممن يسمون أنفسهم سياسيين أن يدرك سبب حقيقة الإنسحاب وعدم المشاركة , وحتى الطرف المنسحب لا يدري لم هو منسحب من المشاركة, لذلك هم في دوامة دوخان وغثيان في حلقة دائرية مغلقة , نقطة شروعها هي نفسها لحظة منتهاها , ولا ننسى أن الحل والربط بيد من هو رأس قائد , وزعيم راعد , لا يختلف عليه أتباعه مهما كان الموقف الذي يصر عليه ويتخذه , لما هم فيه من قبوع صنمية , وإلغاء شخصية , وتضحية بوجود إنسان كريم , وهبه الله سبحانه وتعالى العقل بوصلة رشاد , ومنهج هداية , وحكمة قيادة , وإتقان تفنن إدارة.
أين تبكير الإنتخابات المزعوم والمدعى ?
وأين التأكيد والإصرار على البكور للإنتخابات , والتعجيل بإقامتها من أجل التغيير والإصلاح ؟!
ولم كل تبدلات الرأي هذه المشاهدة في المشاركة , وتغيرات المواقف في الثبات أو الرجوع وتقرير الرأي والرسو على موقف واحد واضح صريح.
معلوم أنه لما ينكشف فسادهم وتضعف ريحهم , ولم يقوو على الدفاع عن أنفسهم , والذب والدفع عما إرتكبوه من جنايات وسيئات ومآثم ..... , فحتمآ لزمآ ... لا سلاح عندهم إلا التهاتر والتراشق , ورمي السبب واللوم على الآخر , وكيل التهم بين الكل والجميع بغية إلصاق ممارسة فعل شنيع , الذي هم الكل والشمول مشاركون فيه محاصصة ولصوصية , وفسادآ وإثرة ذات , ونهبآ وإقتراف إجرام.
وكأن الديمقراطية عندهم لا تعني , ولا يمكن فهمها إلا هي تعبير عن الإجرام الناهب , والإقتتال الكاسح , وأنها فرض الأنا عنوة وقوة , وعنفآ وتعسفآ , وإرهابآ وبلطجة..من أجل قلع أو إضعاف الآخر , حتى ينضوي جبنآ , ويستجيب طاعة , تحت نفوذ البلطجة الحاكمة , والعفرتة الناقمة , والتهديدات الإجرامية المقتحمة.
وتلك هي الدكتاتورية المتفردة التي تدعو الى الحضور السيد الحاكم بلطجة , والسيادة قهرآ مبتزآ وتهديدآ فارضآ , التي تدعو الى ريادة السلطة والإمساك بتلابيبها عنوة وعنفآ وقوة وظلمآ , وسيادة الموقف والحاكمية رعونة وتطرفآ , لمن يملك مليشيا مدربة , ممارسة مقاتلة , مجرمة قاهرة , وسلاحآ منفلتآ قويآ كثيرآ , ليضمن مستقبل ما يتنازع عليه من إنتخابات , ومن حراكات سياسية للمناصب والمواقع حاصدات , وممارسات نهب وإستئثار ذات وحزبية حاكمة ظالمة , وما الى ذلك من وسائل مجرمة عابثة معتدية , خارج نطاق العرف الديمقراطي تنافس إنتخابات , وقيادة سلطة , وإدارة حكم , وتسليم راية السلطة الحاكمة المنتخبة بيضاءآ , بدون إراقة أي قطرة دم.
وليمارس الآخر السياسي الخاسر عمل معارضة في البرلمان , لا إشتراكآ في قتال شوارع , التي تظهر وتبدي وتنم عن المستوى السياسي السطحي المتخلف وعيآ , وعن تفاهة ثقافة وسفاهة هبوط ممارسة اللاعب السياسي الذي لا يجيد النزال في حلبة وميدان الحراك السياسي دمقرطة تنافس; وإنما كل تفكيره الساذج اللاملقح جرعة تثقيف سياسي , أنه يتصرف كوحش مفترس قاتل كاسر..همه صيد الفريسة في عالم الغاب الذي لا يحتكم الى قانون , أو شريعة عاقلة منظمة , تضمن حقوق الموجودات على السواء; وإنما يرضخ الى ما هو واقع من بلطجة قتل وإحتراب , وإجرام وإنتهاب.
تلك هي العملية السياسية التي تسود الساحة العراقية الآن , وعلى أساسها تتقاتل الأحزاب والتيارات , والكتل والإءتلافات السياسية قاطبة , والسيادة تكون لمن يملك حسن صنع البلطجة , ويجيد التهاتر المتوعد اللاغي للآخر , حتى لو أضطر الى النزول في الشوارع والطرقات , والحارات والبيوتات , لأن الذي يألف ويمارس هذا الأسلوب في التنافس السياسي , ويعتمد هذا السلوك في الحراك والتسلط , ما هو إلا بلطجي تربى تربية أبناء الشوارع المنفلتين السائبين , وإحتكم الى شريعة السرسرة التي لا تذعن الى أي قيم خلقية نبيلة رفيعة , طيبة سامية.