اياد رضا حسين آل عوض||
الكتل السياسيه الرئيسيه الثلاث التي برزت على ساحه العمل السياسي في العراق بعد عام 2003 هي في واقع الامر لها اهداف ظاهره وقد تكون مشتركه ، يتم الاتفاق عليها ، وهي تتمحور في واقع الامر على المنافع الماديه والاعتباريه ، من خلال تقاسم الوزارات والمناصب ومواقع المسئوليه ، الا انها في نفس الوقت لها اهداف مختلفة ومتقاطعة تعمل كل كتله لتحقيقها ان كان على المدى القريب او البعيد ، ومن خلال مواقفها وسلوكها الذي يتحكم فيه العقل الباطن لشخصيات هذه المكونات ، وهذا يعني انها تأتلف وتتفق من حين الى اخر ، في توزيع المنافع والمغانم ، ولكنها تختلف وتتباين و لى النحو الاتي :-
فالاكراد ومنذ بدايه السقوط والى هذه اللحظه يعملون على تهيئه الاجواء والظروف المحليه والاقليميه والدوليه لتحقيق حلمهم في انشاء الدوله الكرديه ، وان اي موقف او سلوك او تصريح او تلميح او تبني سياسه معينه هو ينصب لتحقيق هذا الهدف وما توثيق علاقه الاقليم بالغرب والدعوه الى اقامه قواعد امريكيه في المنطقه الشماليه وحتى امتناع رؤساء الجمهوريه الاكراد على عدم المصادقه على احكام الاعدام المكتسبه الدرجه القطعيه والصادره بحق الارهابيين ، هو في محاوله للظهور امام الغرب بالالتزام بمعايير الاتحاد الاوروبي في موقفه بالنسبه لاحكام الاعدام ، كل ذلك املا في ان ياتي يوم من الايام ويصرح احد كبار المسؤولين الغربيين ( بان حكومه جلاله الملك او رئيس الجمهوريه تنظر بعين العطف لانشاء وطن قومي للاكراد في شمال العراق) ، كنواة للدوله الكرديه الكبرى .
اما بالنسبه للعرب السنه ، فيبقى هدفهم الاساسي هو ارجاع المعادلة السابقه التقليديه في الحكم والتي استمرت مئات السنين اي عودة قياده الدوله والسلطه اليهم والتي هي في الواقع تعتبر من اهم مقدساتهم وعقيدتهم الدينيه والتي لا يمكن التفريط بها او السماح لاي من المكونات الاخرى الهيمنة عليها ، ومواقفهم الرافضة للنظام الجديد الذي يصفوه (بالصفوى) ، هو شبيه لما حدث ابان حكم نظام عبد الكريم قاسم قبل اكثر من ستين سنة الذي وصفوه (بالشعوبي) ، ولنفس الدوافع والاسباب ، لهو خير دليل على ما ذهبنا اليه . اما بالنسبه للقوى الشيعيه فهي لا زالت منبهره للسلطه ومغرياتها الماديه والاعتباريه التي احدثت خللا كبيرا في توازنها.
وهي في نفس الوقت لا زالت تعيش عقدة الخوف والتردد والتملق والانبطاح ، في محاوله لارضاء الاخرين باي طريقه ووسيلة ، فهى الان ليس لها اهداف واضحه ومستقره انما متذبذبه ، مع غياب اي قياده هي بمستوى الاحداث والتحديات ، والذي يخشى منه انه بالنيجة قد يتسبب هؤلاء بكارثة غير محسوبة تقع على اتباع مدرسة ال البيت (عليهم السلام) .
وبناء على ما ذهبنا اليه فان الصراعات والتجاذبات والمناكفات ستستمر ان جرت انتخابات ام لم تجري ،او ان جاءت هذه الوزاره او ذهبت تلك ،،، اما المكاشفه والمصارحه بين هذه القوى حول حقيقة ما جرى ويجري فانه غائبة عن المشهد ، ولا احد يروق له الدخول فيها ، لان الجميع متهمين ، ولهم دور في استمرار الحاله الماساويه في العراق .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha