المقالات

مستنقع أفغانستان يتحرك من جديد


  محمد حسن الساعدي ||

 

الاحداث المتسارعة التي شهدتها أفغانستان، خلال الأيام القليلة الماضية، كانت بالأساس نتاج التحركات ذات النفس الطويل، التي قامت بها حركة طالبان، للسيطرة على المدن تباعاً حتى عادت إلى حكم البلاد بعد أن خاضت نحو 20 عاما، من القتال مع القوات الأجنبية، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، والقوات الحكومية المدعومة منها..  هذا البلد الذي احتلته أمريكا، بعد معارك شرسة مع حركة طالبان، لجات فيها الاخيرة الى الجبال الافغانية، وبدات حرب عصابات مفتوحة مع القوات الامريكية.. وحكم طالبان لم يستمر كثيرا فواجه صعوبات جنة، منها أن كل حكومات العالم تقريبا، رفضت الاعتراف بنظام حكمه، باستثناء دول محدودة للغاية في مقدمتها باكستان، إلى أن تدخلت الولايات المتحدة عسكريا وأطاحت بالحركة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، بداعي أن الحركة ترعى الإرهاب وتتستر على قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، وفي مقدمتهم زعيم هذا التنظيم السابق أسامة بن لادن. هذا التحرك الذي قامت به حركة طالبان لم يكن حديثا، او انه جاء صدفة او انه يعكس قوة التنظيم في البلاد، بل هو نتاج اجتماعات مكثفة جرت في كابل وقطر، بين الحكومة الافغانية والحركة، نتج عنها التسليم الهادئ للسلطة في البلاد، وكان يفترض ان يتم ذلك منذ شهر نيسان الجاري بعد مؤتمر قطر، ولكن واشنطن اجلت تسليم السلطة، لحين بدء عمليات الانسحاب من افغانستان. الولايات المتحدة من جانبها أرادت من هذا الانسحاب، تهديد المنطقة خصوصاً قطبي الصراع الدولي(روسيا-الصين) كما انه يشير بوضوح الى نية واشنطن، إعادة التوازن في المنطقة، كما انه يحدد وبوضوح التموضع الامريكي، خصوصاً مع النفوذ المتزايد لهذين القطبين، الامر الذي يجعل الوضع في منطقة شرق آسيا مربكاً تماماً..  يضاف لما سبق السعي للتهديد المباشر لجوار أفغانستان الا وهي إيران.. والتي تعتبرها واشنطن خطراً عليها في المنطقة، لذلك سارعت طهران الى الجلوس مع حركة طالبان، والتفاوض حول سيطرتها على كابل، وضرورة حماية امن المنطقة، ومنع أي تهديد مستقبلي للاستقرار فيها، وهذا ما يعد أستباقاً للاحداث فيها، والسيطرة على الموقف من خلال جلسات الحوار، التي شهدتها طهران مع الحركة، والتي انتهت باتفاق حماية الشعب الافغاني وعدم تهديد الامن والسلم في المنطقة عموماً.. من الواضح ان ما حصل هو حدث كان يتم "طبخه" منذ فترة ليست قليلة، ومعظم الأطراف المستهدفة إتخذت إحتياطاتها للحدث وإن إدعت تفاجئها به.. والمستنقع الأفغاني الذي لم يهدأ يوما في عمقه ، لكن سطحه كان يبدوا ساكنا، واليوم كله عاد للفوران، ولايعلم بوضوح ماذا وكيف ستكون نتائجه وتأثيراته قريبا..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك