المقالات

يفترض وجود تعاون ايراني مع طالبان


 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي ||

 

اتفقت أميركا مع طالبان لتسليم أفغانستان إليها لإقامة حكم امارة إسلامية ونفسه بايدن قال نحن لم نذهب إلى بناء دولة ونشر الديمقراطية، بل عمدت القوات المحتلة على تقيد سلطات الحكومات الافغانية وسمحت لهم في الفساد والسرقات، بحيث خسر ساسة أفغانستان جماهيرهم  بسبب جمعهم المال و الاستئثار بالمناصب، لذلك النظام الأفغاني، ينتهي بالقريب العاجل وربما قبل نهاية وربما خلال الساعات والايام القادمة، فقد خرجت معظم الجيوش الأميركية ودول التحالف لتختتم عشرين عاماً من الوجود العسكري الذي وصل إلى نحو 150 ألف جندي من جنسيات متعددة.

انسحاب القوات المحتلة ربما يمنح الأفغان فرصة للتعاون والقبول بالعيش المشترك، تحاول دول الاستعمار خلق صراع ما بين طالبان وإيران، هناك من يطرح تساؤلات فهل سيطرة طالبان على أفغانستان يشكل  خطر على إيران؟ وهل طالبان عدو طبيعي لنظام طهران؟

طالبان تتبنى الفكر البدوي الوهابي المكفر للشيعة، لكن في سنوات الاحتلال التي دامت عشرين عاما قامت إيران وروسيا والصين وباكستان في دعم طالبان وهذا واضح لكل مراقب ومتابع،توجد روابط قومية ولغوية ومذهبية بين ايران وافغانستان، الشعب الأفغاني يتكون من عدد كبير من القوميات والاثنيات، يشكل البشتون نسبة ٤٨% وتشكل الأقليات نسبة ٥٢% يشكل الشيعة نسبة ٢٠% ويسكنون في كابل والشمال الأفغاني وبعض المدن في الشرق الأفغاني، شيعة أفغانستان من ناحية المنطق والعقل هم اقلية مضاف لذلك يتبعون مرجعيات شيعية لا تؤمن في إقامة حكم شيعي ديني، لذلك يحتاج هؤلاء الشيعة مطالب بسيطة من طالبان احترام حقوق المواطنة والسماح لهم في ممارسة معتقداتهم  وحركاتهم التعبدية لا اكثر، إيران ليس من مصلحتها عدم استقرار أفغانستان بل لدى إيران طموح حقيقي في بناء علاقات تعاون اقتصادي مع أفغانستان.

بكل الأحوال لننظر للوضع العراقي بشكل الشيعة أكثر من ستين بالمائة ورغم ذلك ثبت للقاصي والداني رفض مرجعيات الشيعة بالعراق حكم شيعي أو بالقليل حكم أنفسهم، فكيف في أقلية الشيعة في افغانستان وهم لايشكلون سوى 20% من الشعب الأفغاني، تحاول دول الرجعية العربية المتمثلة في السعودية تجعل  طالبان عدواً شرساً لإيران، وتفتح جبهة حرب دامية،لكن من الافضل الى ايران كسب  طالبان لتكون دولة حليفة وقد سعت إيران  لدعمهم  لسنين ضد قوات الاحتلال الغربي  في أفغانستان. الفروقات المذهبية، طالبان السنية ضد إيران  الشيعية، ليست كافية للاستنتاج بحدوث صراع بين الدولتين  الجارتين اللتين تجمعهم رابط مشترك في عدم الانبطاح للدول الغربية، السعودية مولت القوات الغربية في قتال طالبان بينما إيران دعمت طالبان، في السنوات التي أعقبت احتلال كابل وطرد طالبان  من الحكم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001  خطة سبتمبر وضعت في  أفغانستان.

إيران تصرفت في منتهى العقل مع طالبان آوتهم ودعمتهم اضافة الى ذلك الحليفان الروسي والصيني داعم الى طالبان وهناك  طموح صيني في خط الحرير يعبر من باكستان إلى أفغانستان والى إيران وأوروبا.

اليوم العامل الاقتصادي بات يربط أديان وقوميات ومذاهب مختلفة، كنت ضمن مجموعة تقريب سني شيعي عجزنا ان نصل الى اتفاقات مكتوبة تنهي الخلافات المذهبية، قبل عدة سنوات كنت في مجلس في مكان للشيعة العراقيين في كوبنهاكن رأيت في المجلس شيخ صومالي وهابي ايضا يعرفني وصديق لي قلت لربما جاء بالخطأ بعد قليل جاء شخص سني آخر ومعه ثلاثة شيعة لديهم حملات للحج والعمرة، نظرت اليهم وطبيعتي أنا عندما أشاهد مثل هذه المواقف تكون لي كلمة، تقربت عليهم قلت لهم السلام عليكم اخواني، قلت لهم سنوات ونحن نلغي ونتكلم عن التقارب السني الشيعي ولم نصل الى أي نتيجة وانتم ماشاء الله جمعتكم حملات الحج والعمرة للكسب المادي قلت لهم يفترض يتم إنهاء الصراع المذهبي الشيعي السني من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري وهذه تجربتكم ناجحة وانا ابارك لكم تمنيت لو أن دول ومرجعيات شيعية وسنية تتبنى طرح التعاون الاقتصادي لحل الصراعات المذهبية.

اليوم رأينا اقيمت صلاة الجمعة في مدينة هيرات الشيعية رغم سيطرة طالبان على المدينة ورأينا مجلس حسيني للشيعة في ولاية هلمند رغم سيطرة طالبان، انا اليوم أيضا اتصلت مع أصدقاء لي شيعة من كابل قالوا لي هناك بوادر اتفاق مع طالبان لانهاء الصراع المذهبي والقومي معهم، ماحدث من هروب للجيش الأفغاني يشبه ما حدث عندنا في تسليم الموصل وتكريت بشكل تام أيضا البشتون الذين يمثلون نصف الجيش هم من استسلموا أمام طالبان خمسين مقاتل من طالبان يحتلون مدينة غزني التي بها خمسة آلاف ضابط وجندي افغاني.

هناك علاقات اقتصادية تجمع طالبان مع الصين وروسيا وإيران تكون الأساس لبناء علاقات لإنهاء الصراع وقبول العيش المشترك، من مصلحة الشيعة الأفغان وهم اقلية القبول في حكم طالبان مقابل حصولهم على حقوق المواطنة، ما تحقق في أفغانستان كان نصر إلى طالبان في الصمود أمام القوى العظمى هذا الصمود والنصر يفترض أن يكون حجر أساس لبناء علاقات طالبانية روسية صينية إيرانية، حسب الواقع أن هناك بوادر في وضع جديد افغاني وهزيمة منكرة للتحالف الغربي، ربما كلامي لا يتقبله المنبطحين من الكتبة الأذلاء الذين يراهنون على المحتل ليصنع لهم دول ديمقراطية وردية، حتى أحد أدوات المحتلين ينزعج عندما يقرأ مقالاتي لكوني أرفض مبدأ الانبطاح ويرى ذلك شيء عجيب كيف نعيم عاتي يعيش في دولة عربية ويرفض الانبطاح، أقول لهذا وأمثاله الكثير من أنصار اليسار الأوروبي الغربي ضد الامبريالية والاستعمار، وهناك حقيقة الأمم المتحدة هي التي اوصلتني للغرب ولم أصل للغرب بنفسي ولو العرب سمحوا لي بالعيش في بلدانهم لما طلبت من الامم المتحدة الحصول على لجوء، وجودنا بالغرب لا يعني نصبح ممسوخين متآمرين على بلداننا بل نقف مع بلداننا بالغالي والنفيس. 

 

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك