المقالات

ومثلي لا يبايع مثله /1/2/3

1306 2021-08-13

 

حسن المياح ||

 

    مقولة حق مدوية إهتزت لها الجبال الرواسي وإضطربت البحار  والمحيطات بتلاطم أمواج مياهها وشقت السماء وإرتفعت وسمت وتألقت مخبرة سكانها أن الحسين بن علي عليهما السلام أعلن موقفه الرسالي المؤمن برب السماء أنه جدير بحمل الأمانة وتحمل المسؤولية وأنه خليفة الله في أرضه والهادي الى سبيله ودينه الإسلام العظيم وإمام الزمان في خط جده النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وعلى إستقامة أبيه علي المرتضى عليه السلام ونهج أخيه الحبيب الحسن المجتبى ، وأنه لا يبخل بدمه النازف الى يوم الساعة ولا بروحه الطاهرة المرفرفة بشوق وحنين لملاقاة الجليل جل وعلا والذوبان في عليين بباريء النسمة وخالق الخلق أجمعين وموجد الأكوان .

   كلمة ( مثل ) إذا أطلقت لوحدها يكون معناها محدد ومعلوم ، ولكن آه  آه إذا أضيف اليها ضمير النسب ( ياء )  كما هو الحال في مقولة الإمام الحسين عليه السلام تصبح عنوانآ ضخمآ يهز الضمير الإنساني ويعبر عن شخص سبط رسول الله الحسين عليه السلام  ، عن موقف ، عن كيان وجودي طاهر ، عن رسالة إلهية ، عن أمة يؤمل أن تكون خير الأمم ، عن كون إيماني رسالي ، عن وجود إنساني على خط الإستقامة ، وما أدراك ما هذا الوجود وهذا الخط .

      ولكن ( مثل ) إذا أضيف لها ضمير النسب للغائب ( الهاء ) في مقولة الإمام الحسين عليه السلام هذه ( ومثلي لا يبايع مثله ) التي تمثل يزيد الكفر والفجور والخنا والسقوط فإنها تعبر عن عنوان يتقزز ويشمأز منه الإنسان السوي لأنه يعبر عن سذاجة وخسة ودناءة ونذالة وهبوط وتسافل وفجور وعهر ورذيلة ما بعدها رذيلة .

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف إثبات جازم قاطع للرسالة والإيمان والدين مقابل موقف فاسد قالع لا دين له ولا إيمان ، ولا تركيب بين الإثبات والنفي لأنه تناقض صارم كصرامة شهادة(( ( لا إله إلا الله ) ...!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف رجالي جهادي بطولي شجاع رسالي مؤمن جاد يعبر عن مروءة وإلتزام ويقين وصدق وإخلاص وإعتقاد جازم بعقيدة التوحيد الإلهية ويعبر عن روح ملكها شوق إلهي وهامت في سبحها للقاء بارئها والذي أوجدها وحبيبها الذي طالما كانت ترجو لحظة اللقاء الفعلي والذوبان فيه من خلال جهدها الجهيد في كدحها الصاعد في خط الإستقامة على عقيدة التوحيد ....!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف رسالي نبوي مؤمن رافض لمنهج يزيد وكل من حذا حذوه مقابل موقف شهواني عابث هزيل لا مسؤول ...!

           ~ ٢ ~  

( ومثلي لا يبايع مثله ) آه لو تعلم يا حسين شوقي ولهفتي أن أكون حاضرآ ساعة وقوفك وأنت الجبل الأشم والطود الشامخ حين خاطبت أمير المدينة للطاغية يزيد الخنا والفجور والعهر , لأرى شفتيك المتوهجتين الثائرتين عزمآ , كيف تهدران بصوتك الحق المجلجل الناطق بقولك البطولي الشجاع الجسور ، وأرى كيف كان وجهك المتلأليء نورآ وأنت تقول قولك بغضب المؤمن الرسالي الذي وعى رسالة ربه من أمه الزهراء البتول , وأبيه علي الإيمان والتوحيد , وجده صاحب الرسالة المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله المبلغ عن الله رسالة الإسلام الخالدة ، وأرى إرتعاش جسمك الطهور شعلة إيمان , وحركة أعصابك الإيمانية الجسور , وحدة بصرك الثاقب وإنفتاح بصيرتك الواعية ، وأرى كيف منحك الله القوة والصلابة لساقيك أن تحمل هذا الثقل الفادح , ثقل الرسالة الإلهية والإستخلاف الإلهي في الأرض , وحمل أمانة الرسالة التي عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال ، وأرى حركة يدك اليمنى حين ترفعها وتخفضها بصلابة إيمانك , وصوتك يهدر ويجلجل , ومشيرة بعلامة الرفض للباطل , والإستنكاف من الإستجابة أو الخضوع  للجلادين المارقين الأوباش والحكام الخونة , من أمثال يزيد المجرم , ومن لف لفه وسار على منواله وكفره وفجوره ، وأرى كيف صبرت الفتية التي كانت تصاحبك , وهي واقفة خلف الباب شاهرة سيوفها تسمع صوت الحق المجلجل في قصر أمير الطاغية يزيد الخمير وأميره المستعبد صابرة دون أن تدحوا الباب وتقلعه كما فعل أبوك حيدرة الكرار علي عليه السلام حين إقتحم الأسوار وقلع باب خيبر الذي عجزت عن فتحه أكف أربعون وأربع ، وأرى ماذا يفعل بطل الإيمان والإسلام , الإمام المفترض الطاعة الحسين بن علي وماذا يرجو أن يكون...!

            ~ ٣ ~

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف البطولة الشجاع  , والعزم المؤمن المريد في وجه الطغاة والمنحرفين..!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف قولة حق ودفع باطل عند سلطان جائر أو أمير مستعبد وأنت في عنفوان المجد والكرامة والشجاعة المنقطعة النظير..!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف إثبات لإيمان رسالي متمثلآ بالإمام الحسين ..... , مقابل موقف كفر وإلحاد وإنحراف وفجور ومجون متمثلآ بيزيد اللاعب مع القرود الثمل السكران...!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف المؤمن الرسالي الجاد على خط النبوة في ساحة العمل الحركي في أوساط الأمة, مقابل موقف الميوعة والتخبط في أحضان الزواني والغانيات اللاهيات...!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف البطل المجاهد القابض على سيف البطولة والشجاعة والإيمان, مقابل موقف الجبان المتخاذل الفار الغاطس في أحواض الخمور والمرتمي في أحضان المومسات...!

( ومثلي لا يبايع مثله ) موقف الطهر وطهارة المولد وطيب التربية النبوية والعز والشرف والنبالة والشهامة والكرامة, مقابل موقف الرجس والدنس والزنا والرذيلة والموبقات في أحضان المسيحية الصليبية الحاقدة ( ﻷن أم يزيد ميسون , وتربى في أحضان المسيحيات ) وأحضان العاهرات والجبن والفجور والخمور...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك