خالد القيسي ||
مصائب البلد متعددة وسبل الخلاص مفقودة وخلقت وضع نفسي صعب تجاوزه ظهرت اعراضه على جميع ناسه دون استثناء ، الكل غارق بالألم لزمان ملعون مليء بتعاسة الحروب ، المقابر الجماعية ، الانفال الكيمياوي ، وحقوق الانسان كانت مسحوقة تحت ارجل السلطة ، وزادت سوءا بقبضة الفساد بمخالبه القاسية للبعض من تلطخت نفسيتها بالوحل ، وخانت ناسها لتسود الصورة ويزداد الوضع خرابا وقسوة ، ولا ثمة شعاع ضئيل لتغيير في هذا الواقع المرالذي نحياه ، واحاط بالبلاد والعباد طوقا من الفقر والمرض والجهل ، وزاد من نار الكراهية والفرقة بين الاطراف المتصارعة على السلطة والمواقع والامتيازات ، التي لم نرى منها خير او حسنة .
ماهي سبل الخروج من هذا النفق المظلم وماهي الحلول؟ هل هي بيد من يتظاهر ، من يقتل ،من يحرق الاطارات ، من يشعل النار في المستشفيات ويسد الطرق ، أم عند اصحاب الفساد المستشري الذي القى بظلاله باحكام لعرقلة كل الطرق التي تؤدي الى الانفراج !، أم نركن الى الغيب بعد انتظار فرج مدة ثالثة أن يزيح الفاسدين ويحقق العدالة، بعد قصت أجنحة النزاهة وابعدت الايدي النظيفة ، أم بحول من يؤيد الخراب وآخر معارض وثالث واقف على التل !
من يكتشف الخلل في هذه الفئات الثلاث والكل مشارك من حيث يعلم ولا يعلم بهذا الخلل الواضح والفاضح في بنيان وجسد الامة لنظرته القاصرة الى مصلحة محدودة ، قد تكون عشائرية ، حزبية ، قومية او فئوية تخلت عن مصالح الوطن العليا في وحدته أراضيه وتقدمه في كافة المجالات ، مما ولد الضرر الكبير في سياسة الدولة التي تعاني من تدخلات خارجية مؤيدة من طابور داخلي انعكس على الاقتصاد والأمن ورفاهية الناس .
مهما قسى هذا البلد على عباده وما تعرض له محن وفتن وتنعم الطارؤن من خلالها في خيراته ونمائه سيجتمع ناسه المظلومين على الخير وتفتح لهم ابواب الرحمة الواسعة لتحقق حلم السائل والطالب في محاسبة الظالمين والفاسقين الاسراء بالمال الحرام المتجرئين على الشعب في ابسط حقوقه في نفاذ ايامهم ،وسيزول الفقر والفاقة بوصول من يجري على ايديهم القدرة على إحياء البلد بعد مماته .