عباس عبود سالم ||
لدينا اكثر من مئة فضائية يغيب فيها الاعلام وتحضر فيها السياسة وحسابات الربح والخسارة، اذ تعتبر مصدر اثراء لمن يمتلكها، وتعيش بعض منها على امتصاص دماء المهنيين وتطويعهم لصفقاتها المشبوهة، اضافة الى كونها مصدرا ماليا جيدا للاقمار الصناعية التي تشترك فيها.
فضائيات تتكاثر من دون تقاليد عمل مهنية تحكم اداءها لاسيما الخاصة منها والتي من المفترض انها الركن الاساس للنظام الديموقراطي والعمود الاهم للاعلام المهني الناضج.
تنقسم الفضائيات العراقية الى قنوات حزبية تمثل احزابها بشكل مباشر او غير مباشر، واخرى خاصة تتبع شخصيات سياسية وحزبية وتدعي الاستقلالية، واخرى يمولها ويملكها رجال اعمال على اعتبار انها مشروع استثماري يدر ارباحا وفيرة.
اضافة الى ذلك يدخل المال السياسي في تركيب عدد من الفضائيات التي تستخدم اغلبها وسائل الابتزاز واستخدام هموم المواطنين مادة للكسب السياسي والربح المالي.
ومع مرور الوقت تحولت اغلب هذه الفضائيات الى ممارسة تقاليد هجينة وغير مألوفة في النهج الاعلامي الاحترافي، تقاليد وممارسات اقرب الى عمليات البيع والشراء منها الى نقل الحقيقة وصناعة الاعلام.
فلا قيم اخبار ثابتة تحدد اولويات اخبارها وبرامجها، ولا مدونات مهنية تحكم سلوكها، ولا اخلاقيات تحدد طغيانها على الاعلاميين الذين يخدمون فيها.
في بعض الفضائيات لاسيما التي تبث من خارج العراق يكون الاعلامي والاعلامية هم الحلقة الاضعف، وهم الضحية مقابل اجور زهيدة لاتساوي شيئا، بل البعض يعطل اجور الاعلاميين، والبعض الاخر يحرمهم من اجورهم لشهرين وثلاثة.
ولدينا العشرات من قصص الابتزاز والضغط النفسي على الاعلاميين من اجل تحقيق رغبات واهواء ونزاوت وشهوات صاحب الفضائية.
بعض هذه الفضائيات لا تلتزم باي معايير مهنية في اختيار كوادرها بل تكون السطوة للامزجة والشهوات والنزوات والمصالح الدور الاهم في قبول شخص ورفض شخص اخر، ونستثني عددا من الفضائيات الملتزمة التي اثبتت حضورها والتزامها وتقديرها للكوادر الاعلامية المخلصة.
لهذا نحن جميعا مطالبون بعقد ورش عمل، وندوات، وحلقات نقاش تفضي الى مؤتمر عام لتنظيم عمل الفضائيات العراقية الخاصة وتطهيرها من الافكار والممارسات والشخصيات الدخيلة التي استباحت اهم واقدس المهن وحولتها الى مشروع مزاجي نفعي يمارس تخريبا نفسيا ومعنويا يتوجب العمل سريعا على ايقافه.
https://telegram.me/buratha