جاسم الموسوي ||
نتفق جميعا ان صيف العراق فاكهته قدح الماء البارد، فدرجات الحرارة العالية يستوي ويغلي كل شيء تحت اشعة شمسها، التي يبدو انها لاتحب الجلوس تحتها، وان يتحداها وهي تحب ان تكون بقرب العراق، وان عيونها حريصة على ان تراقب العراقيين، وتعرف عنهم الصغيرة والكبيرة.
وهي قادرة ان تتحكم باعصاب البشر، وكذلك بالزرع وحيوانات المعمورة، وربما من لايعرف كيف يجاريها، فهي لا ترحمه؛ ويقال والعهدة على القائل؛ ان جميع المخلوقات لها ردة فعل، وقد يكون عقل محدود.
ولا اعلم علم اليقين لكنني اعرف انك عندما تجهل التعامل مثلا مع السكين فان فعلها يعني بتر اصابعك او غير ذلك.
وعندما تشرب قدح الماء البارد تنزل درجة حرارتك وهذا خيار عقلي للبشر وهو من خيارات الوقاية من المرض او الموت بسبب حرارة الشمس في بلدنا اذن لكل فعل ردة فعل، وهذا ما اثبته العالم نيوتن في نظرية الجاذبية.
ولكي اختصر الفكرة من هذه المقدمة اشير الى حالة ان تكررت فنحن في مراحل الضياع اي ان العراقي هذه المره اذا ذهب لعلاج امراض السياسة طائفيًا او مناطقيا او عشائريا او قوميا فقد كتب على نفسه واهله قدح ماء حار يشربه في صيف لاهب والامل معقود على منطق العقل هل الذين امسكوا ادارة البلد وفي جميع المستويات ولم يقدموا اي انجاز قادرين بالسنوات القادمة ان يحقق بعضهم انجاز انا شخصيا؟!
لا اعتقد ذلك من جانب ومن جانب اخر هل يعي السياسي العراقي ان صبر المواطن قد انتهى وان المتبقي منه قد لايمنحك فرصة الاستغفال والتلاعب بمشاعره مرة خامسة فقد كانت سياساتكم عرجاء وظالمة وكنتم عونا لانفسكم وعونا مع اشعة الشمس على اجساد الفقراء.
واذا كنتم تعتقدون ان ديمومة البقاء في السلطة لا خطر عليها فقد اخذ الوهم المساحة الاكبر من عقولكم فاليتذكر الجميع ان المتربصين با أثارتها في الشارع ضدكم كثر وهم دهاة بالاعلام وفي تأليب ألشعب وعليكم أن تفكروا آن سيناريو تونس قد يتكرر فلا تغيير دون تدبير غربي واصبحت الاحزاب التونسية تشبه تصرفاتكم بل اصبحت سنة في السياسة في تقاسم الغنائم ناصحا لكم ان الايام القادمة سوف لن تكون سهلة ابدا.
وان محاولة الخروج منها قد تكون معسرة لان التعويل على الانتخابات الكلاسيكية وان العراق لم يكن يوما مستقرا وهذه الحالة الطبيعية خطيئة كبرى في التفكير اولا قبول النتائج معادلة صعبة تترتب عليها كثير من الفواعل الاقليمية والدولية ثانيا مقدمات الانسحابات من المشاركة بالانتخابات مؤشر خطير.
شكل التحالفات القادمة صعب جدا بسبب التشظي والتنافس المبني على اخذ المغانم وان القدح من الماء البارد في الصيف الحار للفقراء قد لاينفع وقبل كل شيء عليكم ان تجلسوا على الارض لكي تفكروا بطريقة تشغل عقولكم ديكورات وطخوم الصالات وديكورات القصور.
وقد لاتتمكنون من ايجاد فكرة ومشروع تضعون اولويات البلد او تتجاهلوها مثال توفير لقمة العيش بناء المصانع المشاريع العملاقة الزراعة وثورتها الزراعية الصحة اعادة صياغة فلسفة التعليم والتربية بناء المساكن كلها خطوات ولا اسهل منها في بلد البترول.
هل تعتقدون انكم ابدين هل ربح من كان يفكر قبلكم بهذا الطريقة والفرصة كما ارى ضعيفة جدا امامكم واعادة ترتيب الامور بها شيء من الهامش واعلموا ان اي سرقة من اموال الشعب مكشوفة وحتى سحب اموال الوزارات من المصارف مكشوفة.
كفاك شعارات وبعضكم يعتبر نفسه نزيه والاخر لا اسمعوها مني جميعكم متهمون وراياتكم ضعف حاملي رماحها انتم السبب في كل مايجري لولا فسادكم لما استطاعت سفارات امريكا وغيرها ان تحرك الشارع وتنفذ اجندتها من خلال استغلال نقطة ضعفكم الفساد.
هل نسيتم انكم الذين وضعتم انفسكم في خيارات صعبة بين مواجهة الاجندات المسمومة وهذا كان يتطلب حرب شوارع في الضد النوعي وغيركم يتفرج وبين التنازل عن كرسي الرئاسة لمن لايستحقها مرغمين عليها.
نعم كنتم عونا لعدوكم على جمهوركم ليتكم تتعضون ليتكم تشعرون ان الدماء التي سالت من اجل حرية المستضعفين والمواطن المتهم من اصل هندي لكي يصمد حكمكم لهذه ألدولة التي تنفسنا بها الصعداء بعد سقوط الصنم والطائفية السياسية التي حكمت العراق منذ مئات السنين واخيرا وليس اخرا ان الحياة دقائق وثواني فلاتخسرو اخرتكم بدنياكم الزائلة.
https://telegram.me/buratha