المقالات

فتاوي المرجعية بين الدليل الشرعي وبين ثرثرة العوام

1829 2021-07-30

 

اياد رضا حسين آل عوض ||

 

من الظواهر التي برزت في الوسط الشيعي العراقي بعد سقوط النظام البائد، هو ما نسمعه من انتقادات لاذعة غير منضبطة توجه الى المرجعية العليا تتعلق بصلبب اختصاصها وفي مسائل ترتبط بالعلوم الفقهية والاصولية التي تتعاطها المؤسسة العلمية الدينية  • ان هذه التقولات التي بات نسمعها تصدر من اوساط لا تمتلك ادنى مستوى من الوعي والثقافو الاسلامية والتي في كثير من الاحيان لا تعرف ادنى شيء عن قواعد واصول الدين او المذهب، ومنها ما يتصل بمرجعيه التقليد.

 ويبدو ان  المتخلفين من اهل العصبيات وذوي الولاءات المتذبذبة والغير مستقرة، هم في مقدمة هؤلاء، وهم الذين معظمهم لم يكن لهم اي اهتمام بالمسائل الدينيه الا في وقت متاخر جاء بسبب المتغير الحادث بعد سقوط النظام،  فان معظم هؤلاء كانوا لا يعرفون سوي الحاكم الظالم وبطانته واعوانه ولا يهتمون الا بقيم البداوة والمشاكل والصراعات.

 اما الدين والمذهب فلا يعرفون منه الا بعض الطقوس في مناسبات معينه والتي قد يكون كثير منها لا علاقه له بالدين واسماء ورموز لها قدسيتها يجري التعامل معها على اساس نفعي ومطلبي •  ان من الامثله على هذا النقد والتجريح والتي تم رصدها هو ما يوجه من اعتراض ورفض لموضوع تحديد رؤيه الهلال والادعاء بان المرجعية قد شذت عن الاخرين في اثبات رؤية  الهلال وانه بدا كبيرا يوم ولادته الى غير ذلك من الاقوال والتعليقات التي تصدر من العوام والجهلة.

 وفي الحقيقة فان هنالك سؤالان مهمان يثاران بهذا الصدد :- 

 اولهما/ هل ان هؤلاء المتخلفين والجهال اقدر وادرى واعلم من المرجع الكبير في اثبات الرؤيا ومعرفة قواعد وادوات الدليل الشرعي الذي يعتمد عليه.

ثانيهما/   ان كان هذا الموقف الغير مسؤول من قبل هؤلاء في ما يتعلق برؤيه الهلال فكيف سيكون موقفهم في مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواضيع اخرى مهمة.

لا اتذكر ومنذ الخمسينيات عندما اصبحت افهم وتحسس الوقائع والاحداث وما يجري في المجتمع انه كان احد يجرؤ على مثل هذه الانتقاد وفي مسائل تتعلق بموضوع العبادات والمعاملات وهو ليس من اهل العلم والاختصاص واذا كان يحصل مثل هذا فهو يجري من قبل علماء ومجتهدين كبار.

 ان مرجع التقليد لا يمكن ان يكون بهذه المنزله والمرتبه الا بعد عشرات السنين من الدرس والبحث فقها واصولا و بعد ان تتوفر فيه جميع الشروط الذاتيه والموضوعيه التي تؤهله لان يتصدى للافتاء والتقليد.

 ان الذي اشرنا اليه يؤكد مدى التخلف وعدم الوعي والجهل بالمسائل الدينيه برمتها عند هؤلاء و كيف ان تعاملهم معها يجري بشكل انتقائي ومصلحي.

  وفي الحقيقه فان هذه الظاهره تعتبر واحده من اهم امراض الواقع الشيعي على الساحه العراقية.

اعتقد بان هذه الظاهره المرفوضه والسيئه لا يمكن ان تكون بمعزل عن الفوضى التي اصابت العراق والتي مكنت هذه الشرائح المتخلفة في العقود الاخيرة من الهيمنة على السلطة والواقع السياسي والاجتماعي العراقي.

 وفي الواقع فان الامر لايقتصر على هذة الظاهرة وانما هنالك مفردات لظواهر اخرى لا تقل خطورة عن هذا الذي ذهبنا اليه،والتي بدأت تلحق الضرر بالمؤسسة الدينية والواقع الشيعي على العموم، من خلال مايرتكبه ويزعمه ويمارسه الجهال والاعراب.

•  يروى عن الشيخ الدكتور احمد الوائلي (رحمه الله) انه جمعه لقاء في احدى ليالي الشتاء البارده مع الامامين الاستاذ السيد ابو القاسم الخوئي و الشهيد محمد باقر الصدر (اعلى الله مقامهما) وقد جرى في هذا اللقاء نقاش بين الاثنين حول احد المواضيع الفقهية والاصولية.

يقول الدكتور الوائلي وهو العلامة الكبير وعميد المنبر الحسيني انه لم يفهم شيئ من حوارهما لصعوبة ودقة وعمق موضوع النقاش الذي لا يستطيع الخوض فيه الا من وصل الى مرتبه متقدمه جدا في علمي الفقه والاصول، ويستطرد ويقول انه لم يتكلم بكلمه واحده سوى  انه كان يقدم لهم فناجين القهوة.

 فاين هؤلاء المتخلفون الثرثارون من هذا العلم وماهي مساحه معرفتهم وفهمهم الى هذه المواضيع التي اشرنا اليها.

  نسال الله ان يكشف هذه الغمه عن هذه الامة  والله غالب على امره وهو حسبنا ونعم الوكيل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-07-31
في واقعنا العراقي المرير بدأ صوت الجهل والهمجيه والقبليه يرتفع شيئا فشيئا وهذا له اسبابه ومنها ١.. ضغوط قوى الاستكبار العالمي بكل انواعها وجيوشها المرئيه وغير المرئيه على العراق ٢..كرست حقبة البعث الانكلوامريكي كما عبر عنه احد قادته، العشائريه والطائفيه وتخييم الجهل وعسكرة المجتمع بكل فئاته ٣..الكبت والظلم وحكم الدكتاتوريه على مدى اربعة عقود مركزه و الانتقال فجأة الى نظام ديمقراطي ٤..بعد ٢٠٠٣ كان العراق عباره عن(خرابه) بكل مفاصله العسكريه والاقتصاديه والامنيه و.. و.. في هذا الظرف والمنعطف الخطير والحساس برزت المرجعيه على واجهة الاحداث لانقاذ ماتبقى من العراق شعبا وسيادة في ظل هذه المتغيرات الكبرى لاسيما على الصعيد الاجتماعي الذي بدا متشرذما والمرجعيه تعلم كل العلم ان اصابع الشر والاصطياد بالماء العكر ستتحمله هذه العمامه المقدسه ومع ذلك اختارت اهون الشرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك