اياد رضا حسين آل عوض ||
من الظواهر التي برزت في الوسط الشيعي العراقي بعد سقوط النظام البائد، هو ما نسمعه من انتقادات لاذعة غير منضبطة توجه الى المرجعية العليا تتعلق بصلبب اختصاصها وفي مسائل ترتبط بالعلوم الفقهية والاصولية التي تتعاطها المؤسسة العلمية الدينية • ان هذه التقولات التي بات نسمعها تصدر من اوساط لا تمتلك ادنى مستوى من الوعي والثقافو الاسلامية والتي في كثير من الاحيان لا تعرف ادنى شيء عن قواعد واصول الدين او المذهب، ومنها ما يتصل بمرجعيه التقليد.
ويبدو ان المتخلفين من اهل العصبيات وذوي الولاءات المتذبذبة والغير مستقرة، هم في مقدمة هؤلاء، وهم الذين معظمهم لم يكن لهم اي اهتمام بالمسائل الدينيه الا في وقت متاخر جاء بسبب المتغير الحادث بعد سقوط النظام، فان معظم هؤلاء كانوا لا يعرفون سوي الحاكم الظالم وبطانته واعوانه ولا يهتمون الا بقيم البداوة والمشاكل والصراعات.
اما الدين والمذهب فلا يعرفون منه الا بعض الطقوس في مناسبات معينه والتي قد يكون كثير منها لا علاقه له بالدين واسماء ورموز لها قدسيتها يجري التعامل معها على اساس نفعي ومطلبي • ان من الامثله على هذا النقد والتجريح والتي تم رصدها هو ما يوجه من اعتراض ورفض لموضوع تحديد رؤيه الهلال والادعاء بان المرجعية قد شذت عن الاخرين في اثبات رؤية الهلال وانه بدا كبيرا يوم ولادته الى غير ذلك من الاقوال والتعليقات التي تصدر من العوام والجهلة.
وفي الحقيقة فان هنالك سؤالان مهمان يثاران بهذا الصدد :-
اولهما/ هل ان هؤلاء المتخلفين والجهال اقدر وادرى واعلم من المرجع الكبير في اثبات الرؤيا ومعرفة قواعد وادوات الدليل الشرعي الذي يعتمد عليه.
ثانيهما/ ان كان هذا الموقف الغير مسؤول من قبل هؤلاء في ما يتعلق برؤيه الهلال فكيف سيكون موقفهم في مسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواضيع اخرى مهمة.
لا اتذكر ومنذ الخمسينيات عندما اصبحت افهم وتحسس الوقائع والاحداث وما يجري في المجتمع انه كان احد يجرؤ على مثل هذه الانتقاد وفي مسائل تتعلق بموضوع العبادات والمعاملات وهو ليس من اهل العلم والاختصاص واذا كان يحصل مثل هذا فهو يجري من قبل علماء ومجتهدين كبار.
ان مرجع التقليد لا يمكن ان يكون بهذه المنزله والمرتبه الا بعد عشرات السنين من الدرس والبحث فقها واصولا و بعد ان تتوفر فيه جميع الشروط الذاتيه والموضوعيه التي تؤهله لان يتصدى للافتاء والتقليد.
ان الذي اشرنا اليه يؤكد مدى التخلف وعدم الوعي والجهل بالمسائل الدينيه برمتها عند هؤلاء و كيف ان تعاملهم معها يجري بشكل انتقائي ومصلحي.
وفي الحقيقه فان هذه الظاهره تعتبر واحده من اهم امراض الواقع الشيعي على الساحه العراقية.
اعتقد بان هذه الظاهره المرفوضه والسيئه لا يمكن ان تكون بمعزل عن الفوضى التي اصابت العراق والتي مكنت هذه الشرائح المتخلفة في العقود الاخيرة من الهيمنة على السلطة والواقع السياسي والاجتماعي العراقي.
وفي الواقع فان الامر لايقتصر على هذة الظاهرة وانما هنالك مفردات لظواهر اخرى لا تقل خطورة عن هذا الذي ذهبنا اليه،والتي بدأت تلحق الضرر بالمؤسسة الدينية والواقع الشيعي على العموم، من خلال مايرتكبه ويزعمه ويمارسه الجهال والاعراب.
• يروى عن الشيخ الدكتور احمد الوائلي (رحمه الله) انه جمعه لقاء في احدى ليالي الشتاء البارده مع الامامين الاستاذ السيد ابو القاسم الخوئي و الشهيد محمد باقر الصدر (اعلى الله مقامهما) وقد جرى في هذا اللقاء نقاش بين الاثنين حول احد المواضيع الفقهية والاصولية.
يقول الدكتور الوائلي وهو العلامة الكبير وعميد المنبر الحسيني انه لم يفهم شيئ من حوارهما لصعوبة ودقة وعمق موضوع النقاش الذي لا يستطيع الخوض فيه الا من وصل الى مرتبه متقدمه جدا في علمي الفقه والاصول، ويستطرد ويقول انه لم يتكلم بكلمه واحده سوى انه كان يقدم لهم فناجين القهوة.
فاين هؤلاء المتخلفون الثرثارون من هذا العلم وماهي مساحه معرفتهم وفهمهم الى هذه المواضيع التي اشرنا اليها.
نسال الله ان يكشف هذه الغمه عن هذه الامة والله غالب على امره وهو حسبنا ونعم الوكيل.
https://telegram.me/buratha