المقالات

العملية السياسية وثقافة الإستقالة..

1034 2021-07-14

 

فهد الجبوري ||

 

يكون من المناسب طرح موضوع ثقافة الاستقالة كمفهوم يعتبر جزءا أساسياً من العملية الديمقراطية ، وهي عملية تجري ممارستها في العديد من الأنظمة الديمقراطية المستقرة ، فعندما يجد المسؤول سواء كان وزيرا أو كان يحتل موقعا متقدما في السلم الوظيفي للدولة نفسه مقصرا وغير قادر على أداء مهامه يكون الطريق الأنسب له هو الاستقالة ، وقد يلعب الاعلام دورا مهما في تسريع تقديم الاستقالة حتى وإن لم يكن هناك سببا قويا للاستقالة .

في العراق ، مازالت ثقافة الاستقالة غائبة عن النظام السياسي ، وليس لها جذور في ثقافتنا العامة لأسباب كثيرة ، منها أن المجتمع العراقي والأحزاب السياسية عموما (الا ما ندر) لم يتعودا بعد على هذا النوع من الممارسة ، وإن حصلت بعض الاستقالات فهي نادرة (نذكر منها السيد عادل عبدالمهدي الذي قدم استقالته لمرتين مرة عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية ، والثانية عندما كان رئيسا للوزراء ، والدكتور محمد توفيق علاوي الذي قدم استقالته من منصبه كوزير في عهد حكومة المالكي) .

ولعل من أهم الأسباب التي تمنع بعض الوزراء من تقديم استقالاتهم هي أنهم لا يمتلكون حرية الاختيار والتصرف لأن من يملك هذا الحق هو الحزب أو الكتلة التي رشحته لهذا المنصب الحكومي ، وعندما تكون عدم الكفاءة والفشل هما السبب وراء تقديم الاستقالة ، فهذا يعني أن هذا الحزب هو من يتحمل المسؤولية في ترشيح شخصيات لا تمتلك الكفاءة والخبرة والنزاهة في ادارة موقع مهم من مواقع الدولة مثل الوزارات الخدمية كالكهرباء والصحة والتربية والتعليم .

ما زلنا الى حد كبير بعيدين عن هذه الثقافة وهذه الممارسة الجميلة ، ونحتاج الى وقت لترسيخ هذه الثقافه حتى تصبح ممارسة عادية كما هو الحال في البلدان الديمقراطية الأخرى.

نتمنى ان نصل الى ذلك المستوى من الفهم ويكون الوزير في العراق في المستوى الذي يجعله راغبا وقادرا على تقدم استقالته برحابة صدر وشفافية ، كما حصل مرات عديدة في بلدان تحترم نظامها الديمقراطي وتحترم إرادة شعوبها ، ونذكر هنا مثالين :

احد الوزراء في احدى الدول قدم استقالته فقط لانه تاخر ٥ دقائق عن موعد حضور جلسة برلمانية ، ووزير آخر في دولة اخرى (وكان يشغل وزارة الدفاع فيها) قدم استقالته لأن وسائل الاعلام اكتشفت بالصدفة أنه في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه كان قد اقتبس بعض الفقرات والأفكار من مصادر وكتب لكنه لم يشر لها في حاشية أطروحته ، وهذا يعد سرقة فكرية في القانون ، وقد أثار الاعلام ضجة كبيره حول ذلك خرج على أثرها هذا الوزير (المسكين) ليعلن للملأ انه لم يعد قادرا على الاستمرار في ممارسة عمله وكان قراره هو الاستقالة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك