حسن المياح ||
سألوا التاريخ هل تعمل ب (لو)..?!
أجاب ضاحكآ، وقال أنا لا أسجل، ولا أدون، ولا أكتب، ولا أذكر، ولا أوثق، إلا ما حدث وما كان، ولا علاقة لي بما لم يكن، ولا لو كان، أو يا ليت أن يكون، أو سيحاول أن يكون.
أنا التاريخ عطاء وتدوين، وتراث وتخزين، وما لم يكن لا يكون، لذلك أنا لا أفكر بما لا يكون،; وإنما كل همي ووظيفتي هو كان، وما علي إلا التسجيل الحرفي بما هو كائن، وحقيقة ما ك .
و (كان) هنا فعل ماض تام متحقق الوقوع; وليس هي كان الناقصة التي تحتاح الى إسم وخبر مذكورين أو مضمورين ويقدران.
ستراتيجيتي أنا هي الفعل الناجز، والعمل الكائن، والسلوك الواقع، والحدث الكائن، لا الذي سيكون, والتسويف يخرج عن عالم واقعيتي، لأني أنقل المشهود والمنظور الذي أمام العيون، ولا أحلق بعالم الميتافيزيك، لأنه عندي هو ضرب من الخيال والجنون، وأنه تجنيح تفكير في هواء وظلام، لا تكسب منه إلا الصداع والتوهيم، والتضليل والتعويم، والإحتمال والتقديم ....، وقاتل الله التضليل والتعتيم، والظلمة وقطع الماء واليبوسة والجفاف والتقنين,
وذلك هو فعل الحكام الظالمين الفاسدين، المجرمين الناهبين الأفاكين.
https://telegram.me/buratha