ا
حسن المياح ||
إبن عمي الحبيب الغالي الكريم ....
وأخي العامل المجد والشغيل الصادق العازم المريد الأمين .....
لا تؤبد بأداة الجزم (لن) ذهاب هدوء البال والخاطر، وتقول " لن يهدأ لي بال وخاطر حتى.."، وتربطه بتحقيق عملك الجاد الذي تشكر عليه إن إستطعت (وأنت ليس بقادر على ذلك)، وذلك لأن الذي تنوي عليه هو فوق قدرتك وطاقتك وكل مجهود تبذله، لأن وراءه مافيات وإستفادات، وأحزاب وميليشيات، وأسلحة ودبابات، وتوعدات وتهديدات، وصراخ وعويلات، وتصريحات وتلويحات، وهمبلات وزمجرات، ولاغيات وجود وقاتلات، لما فيه من مصالح ومنافع ومحاصصات. وأنهم يتعاملون بلغة الضيعات والمالات، والحصص والخاصات، وأنت وغيرك يا من يريدون العمل من أجل إزدهار محافظة البصرة تحضرآ ومدنية، وإقتصادآ وعيش أفراد وإجتماعات، وراحة بال وهدوء خاطر، وتقدمآ نحو الأفضل والأجمل والأبهى والأمثل.
والفترة التي كنت فيها نائبآ ولا زلت ظلال مسؤولية إستغرقت أربع سنوات، ولم تستطع أن تشغل معملآ حكوميآ كبيرآ واحدآ، فكيف بك وقد تبقى من عمر مسؤوليتك نائبآ وتكليفك مسؤولية زهاء شهرين، وأنت علاوة على ذلك فيهما مشغول بالدعاية الى ترشيحك للإنتخابات وهذا من حقك، وكيف تستطيع والعفاريت والدلافين، والضباع والحيتان، والأسود والطغيان، منها من هو رافع ذيله جرس خطورة وإنذار وتحذير، ومنهم من حاد فكه وسنه القاطع البتار، ومنهم من هو فاتل عضلاته ومدجج بأحدث وأوقع وأظلم وأفتك وأقتل سلاح، وما الى ذلك من التهيئات والإستعدادات، والتحضيرات والتوعدات، والتهديدات والقاذفات، والهمبلات والتالفات، والمنشورات واليافطات، وووووو.
على الإنسان مهما كان وضعه وحاله، ونيته وطاقته، وعزمه وإرادته، أن يعرف ويتطلع ويدرس، ويعي ويفهم الظروف ويصرح وفقآ لتقديرات متطلباتها، ويعي المحيط الذي هو فيه يعمل ويجد ويشتغل، ويعلم حدوده وتقييداته، وإعتباراته وتعسفاته، وإنطلاقاته وظلماته، وأن يعرف مقداره وعلى أساسه تنطلق قدراته وتتحرك طاقاته، وأن يدرك حدود إمكانياته، وما هو فيه من إمكانات وطاقات، وعزوم وقابليات، والله لا يحمل الإنسان أكثر من طاقته وأكثر مما يتحمل، ولا يثقله أكثر مما في وسعه وما هو خازن في جعبته.
هكذا تكون الأعمال والتحركات، وعلى أساسها تتحدد النيات وعزوم الإرادات، وحتى يتقن العمل وينشأ، وينمو ويكون، وتصدق التصريحات، ولا داعي الى التجردات والهيام في الخيال والتخيلات، ولا في خوض غمار الهمبلة والبهلوانيات، والإنسان العامل المجد الصادق الطيب الأمين هو في غنى عما هو خارج نطاق تغطيته، وهو في راحة وإسترخاء ولا مسؤول عما هو فوق إمكانياته وقدراته وطاقاته، والله تعالى القادر الرؤوف الرحيم لا يكلف النفس إلا وسعها، وإلا ما أتاها.
وكفى الله المؤمنين شر القتال، وهو على ذلك لقدير.
https://telegram.me/buratha