حسن المياح ||
"أرادوها عسعسة في كنس, لكنها تأبى وترفض ولا تقبل ولا تريد, إلا أن تكون هندسة في تنفس"
حياة المواطن العراقي أصبحت كرة تتلاقها ألسنة المسؤولين والنواب, والكل يسأل ليكون سائلآ ويبرر ساحته, والكل هو مسؤول يسأل لينزه تصرفاته..والمواطن العراقي يتلاعب به كرة بين السائل وهو المسؤول, وبين المسؤول وهو مسؤول والسائل, وضاعت المسؤولية ولم يتحملها لا النائب السائل والمسؤول, ولا المسؤول السائل وهو المسؤول, بإعتبار أن السائل هو المسؤول, والمسؤول هو السائل, والنائب كذلك, وأنها الحلقة المفرغة, وما يعبر عنه فلسفيآ بالدور أو التسلسل الباطل, الذي لا ينتهي الى نتيجة, ولا إستقرار له, لأنه لا بداية له, ولا منتهى .
وتلك هي دوامة التفكير التي تؤدي الى الهذيان والهلوسة, والهسهسة والعسعسة, والسفسطة والفسفسة, ولا تنتهي إلا بالوسوسة والعطسة والفسفسة كما أطلقها ونوه عنها مسؤول أمانة العاصمة بغداد, لما قال آية الفسفس التي تقرأ على المشروع حتى يصير ويكتمل ويدخل الخدمة, التي إخترعها نزولآ وحيانيآ شيطانيآ لما كان يتعبد في دهاليز أمانة العاصمة مسؤولآ وسائلآ يسأل ويتساءل, دفاعآ عن تقصيره في المسؤولية, بتلاوة آيته الشيطانية أبلسة عن الفسفسة والتفسفس المنحولة المخترعة من وحي خياله المفسفس, والتي يقارن بها آيات كتاب الكريم القرآن المجيد الحكيم..نعم هكذا يتطاولون ويفسفسون, ويتنفسون ويوسوسون, ويهسون ويعسون, ويسألون أسئلة سفسطة وتفسفسآ.
هذا كلام مجتر مكرور, معاد ملاك معلوم, لا قيمة له ولا إعتبار, وليس فيه منفعة أو ثمار . ولم يكن علاجآ لأزمة مميتة قاتلة تمس المواطن المضحي بالصميم وجوهر وجوده الإنساني في عالم الواقع والحياة .
الكل يتساءل, المواطن يتساءل ومن حقه أن يتساءل لأنه المظلوم المحروم المعتدى عليه المسلوب الحق بإجرام وقصد, والعجيب أن النائب والمسؤول كذلك يتساءل ولا حق له في التساءل, وإلا فلماذا هو نائب ومسؤول . وهل المسؤول يسأل المسؤول صنفه ومن جنس تكليفه, أو هو يسأل نفسه وذاته.
إنها تبريرات واهية, ودفوعات باطلة, تحاول إلقاء اللوم على الغير المسؤول من قبل المسؤول, وكلاهما مسؤولان ويتساءلون, ولا ندري من هو المسؤول الذي يسأل عن تقصير, والسائل والمسؤول ماهية واحدة ونفس جوهر التكليف في المسؤولية, وهم المسؤولون والنواب جميعآ مسؤولون وهم المقصرون, ولا أستبعد أن أقول قاصرون, لأنهم لم يؤدوا التكليف على ما يرام منهم وما هم مكلفون بإنجازه على أتم صورة, وعلى أفضل الكمال, وإلا فهم المسؤولون الذين يسألون ولا يسألون أو يسأل منهم أو منهم يتساءل.
والمسألة هي أنها كلها إسئلة وسؤالات, وإستفسارات وتساؤلات, وسحوبات ودفوعات, وتمريرات وتبريرات, وما هي بحلول ولا هي علاجات ; وإنما هي ظهورات وتمظهرات, وتبريرات واهية وإنزلاقات, وورطات وتورطات, تسأل عن قالعات وشالعات, وقاذفات وراميات, وأبطال ميدانها وميادينها النائب والمسؤول, وكلاهما يسألون ويتساءلون, ولا حق لهم لا في السؤال ولا في التساؤل, لأنها موجبة المسؤول وهو المقصر, بإنتفاء العلاج والحل والعمل على الإصلاح . وتلك هي المعضلة التي يريد فيها النائب والمسؤول أن يصيب الشعب العراقي, والبصري بالخصوص, بدوامة السؤال والتساؤل, والمسألة والمساءلة, حتى ينشغل بالأسئلة, ويلتهي بالسؤل والسؤال, والنائب والمسؤول في حل من المسؤولية وترحال المساءلة, لأنه مثل المواطن يسأل ويتساءل, ولا ندري من هو المسؤول والمتساءل, وأنها خطبة حيص بيص, تعشو الفكر وتضلله تفكيرآ, وتبعده عن الوصول الى النتيجة..والشعب العراقي والبصري بالخصوص في حانة الحر, ومانة الضجر والملل من السؤال ويقضي حياته في معاناة السؤال, وألم التساؤل, وقهر السائل, وعذاب وظلم المسؤول.
https://telegram.me/buratha