د.محمد العبادي ||
كتب لي أحد أقاربي يتمنى لي ان عيشة راضية في بلاد الغربة ، ويخبرني عن حالهم في بغداد وانقطاع الكهرباء لثلاثة أيام مع حر الصيف الشديد (بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر ...يا ألف ليلة يامكملة الأعراس ..يغسل وجهك القمر...) ، ثم كتب اظن لو سمحوا لرغد صدام حسين للترشح لصوت لها الشعب
وكتبت تعليقا على ما كتبه بالتالي :
اعتقد ان هناك سبب حقيقي وراء مشكلة الكهرباء ، وهناك عوامل مساعدة مكنت ذلك السبب الحقيقي من بسط سيطرته الكاملة على هذا الملف وإليكم السبب الحقيقي ثم أذكر العوامل المساعدة له :
السبب الحقيقي الأول هو ان أمريكا هي التي تقف عائقاً أمام حل مشكلة الكهرباء ، وان الشعب العراقي كان ولازال ضحية سياسات وادارات فاشلة ، وأن الناس لايعرفون إلى يوم الناس هذا ان عليهم أن يتظاهروا ضد أمريكا ويحتشدوا في تظاهراتهم
أمام سفارتها، وليس في ساحة التحرير، لانها هي السبب الرئيسي والمباشر في كل ما يحدث للعراق ومن ذلك انقطاع التيار الكهربائي.
نعم أمريكا هي السبب المباشر وراء استعصاء مشكلة الكهرباء. سأضرب لكم مثلاً عملياً ؛ في لبنان عانى هذا البلد أيضاً من مشكلة الكهرباء، وكان السبب وراء انقطاع التيار الكهربائي هو أمريكا أيضاً ، وقد ذهب الوزير الأسبق وئام وهاب والتقى السفير الصيني راجياً منه حل مشكلة الكهرباء في لبنان ؛ السفير الصيني قال له بالحرف الواحد ان بلاده قادرة على حل مشكلة الكهرباء في ستة أشهر ، وقال له السفير انتم بالخيار؛ تريدون بعقد (B.O.T ) ، أو تريدون استثمار ، او تريدون بقرض من دون فوائد أو أي شيء آخر تريدون نحن حاضرون ، لم يصدق وئام وهاب ماسمعه من السفير الصيني وكاد أن يطير من الفرح، وذهب برغبة قوية لمقابلة رئيس الجمهورية اللبنانية الرئيس ميشيل عون ، وشرح له ما دار بينه وبين السفير الصين وماوعده به .
فقال له الرئيس ميشيل عون : أعرف ذلك !!!، وأمريكا أيش نسويلها اذا هي مابدها لبنان ايصير بيه كهرباء وخدمات .!!! .
العراق أيضاً ؛ فإن أمريكا هي التي تقف وراء مشكلة الكهرباء ولا تقبل ان تتدخل شركة أو دولة أخرى في هذا الموضوع ، وقد وقف على حقيقة الحال هذه ؛ كثير من البرلمانيين والإعلاميين وشرحوا طبيعة هذا التدخل ومنهم النائب السابق وائل عبداللطيف الذي بُح صوته من النداء بجمع السياسيين خلال مقابلات تلفزيونية ويدعوهم إلى العودة إلى امتلاك الرجولة والشجاعة في الوقوف ضد أمريكا و...
ان التظاهرات كان من المفروض ان تكون ضد امريكا ، وضد الفاسدين الكبار الذين يخشونها ويسايرونها في وزارة الكهرباء ،وليس ضد كل ماهو قائم وقد أخطأوا في تحديد العدو الحقيقي للشعب والذي لازال يمارس لعبته بمهارة في التعمية التخريب .
ان أمريكا وتحديدا شركة جنرال ألكتريك هي التي تبنت موضوع الكهرباء في العراق ،وبلعت مئات الملايين من الدولارات دون أن يحصل العراق على شيء منها ( اتوديك للشط وترجعك عطشان) .
أما الشركات الأخرى التي دخلت على خط ( حل مشكلة الكهرباء في العراق ) ؛ فقد سمح لها للدخول إلى هذا القطاع لذر الرماد في العيون ولصرف الانظار عن السبب الحقيقي وهو أمريكا وتساعدها في هذا التخريب شركاتها الأمنية التي تتدخل كعامل قتل وتخريب أمام كل من يحاول حل مشكلة الكهرباء واستخدمت بقايا البعث وبعض الهمج الرعاع للتخريب والعبث في هذا القطاع الخدمي .
أما العوامل المساعدة للسبب الحقيقي فيمكن ايجازها بما يلي:
العامل الأول: ان النظام الذي جاء إلى الحكم بعد سقوط صدام لم يرث من النظام السابق سوى اقل (٤٧٠٠) آلاف ميغا واط في حين حاجة العراق الفعلية عند سقوط النظام السابق حوالي ( ٢٠ ) ألف ميغا واط !!! .
جاء النظام الجديد مع علاته وافتقاره للتجربة وتسرب إليه الفساد بعد أن ربط النظام الجديد نفسه بالنظام القديم ( لاتربط الجرباء حول صحيحة**خوفاً على تلك الصحيحة تجرب) ، وانتج حوالي ( ٢٠ ) ألف ميغا واط في حين حاجة العراق الحالية حوالي (٤٠) ألف ميغا واط مع العلم أنهم صرفوا من الأموال على ( الكهرباء) أكثر من (٦٤ ) مليار دولار ولازال موضوع الكهرباء بائساً وتنقطع عن الناس يومياً لساعات طويلة ، وتتنفس من خلال هذه المشكلة الأجندة الخارجية وتستغلها لمآربها الخبيثة .
العامل الثاني : هو جهل الشعب ؛ فقد جاء السيد عادل عبدالمهدي وعرف ان الذي يقف وراء مشكلة الكهرباء هو شركة جنرال الكتريك الامريكية ، وادار ظهره لهذه الشركة التي هي أداة لتنفيذ مؤسسات الدولة الإمبريالية الإرهابية ( أمريكا )، وعندما أدار عادل عبدالمهدي ظهره لشركة جنرال الكتريك توجه نحو الشركة الألمانية سيمنس وتعهدت هذه الشركة الألمانية بحل هذه المشكلة في ظرف قصير (حوالي سنة )،لكن أمريكا ولكونها تملك امبراطورية إعلامية كبيرة ، ولكونها تسيطر على مواقع التواصل الإجتماعي وتدير غرفها ضباط كبار في أجهزة الاستخبارات ولديهم جيوش إلكترونية كبيرة( الذباب والبعوض الإلكتروني ) فقد قرروا أن يلقنوا عادل عبدالمهدي درساً في عدم الخروج عن طاعة أمريكا، لاسيما وانه قد خالفهم واتجه نحو الصين عدوتهم الأولى، وخالفهم ايضاً في أكثر من مفردة مهمة وحساسة ؛ وعليه فقد قرروا إغتياله سياسياً وحملوه كل اوزار المراحل السابقة وسيئاتها الكبيرة ، وتحركت الجيوش الالكترونية تدعوا كل من هب ودب ،واستغفلوه بعض الجهات الساذجة والهزيلة والتي يمكن خداعها (ابچکلیته أوضحكه بلاستيكيه) ، واستغلوا كل مشكلة وسلطوا عليها الضوء، وسخنت مشاعر الناس مع حرارة الصيف ، وكان لهم ما ارادوا ( واستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير ).
السبب الثالث : ان أبناء وازلام النظام السابق هم جزء من المشكلة .
بتقديري ان عائلة صدام واقربائه لا يملكون اي مؤهلات لبناء العراق بل على العكس من ذلك لديهم غباء منقطع النظير ولديهم استعداد كبير في تخريب كل شيء وتحويله إلى رماد .
ان أزلام صدام ينفذون الآن رغبة الأجندة الأجنبية وعلى رأسها مصالح أمريكا والصهيونية في العراق ، وقد تحالفوا مع داعش ومع القتلة ومارسوا عمليات قتل واغتيالات كثيرة، بل أنهم يتمنون أن لا تقوم للعراق قائمة ويعملون على هذه الأمنية من أجل أن يثبتوا للناس أن زمنهم هو زمن الخير ، في حين أن زمنهم قد سلب كل خير أو نعمة من العراق وابتلي ابناء العراق بشيء من الخوف من خلال القمع الذي مارسوه، وبنقص الأنفس من خلال حروبهم العبثية، ونقص الثمرات من خلال الحصار والسياسات الفاشلة التي اكلت اليابس والأخضر .
ان مشكلة الكهرباء ستبقى قائمة طالما بقيت الشركات الأمريكية واظن ان على المسؤولين الذين ينادون(بإسم الشعب العظيم وراحة المواطن) عليهم أن يمتلكوا الشجاعة في مصارحة الشعب بالحقيقة وهي أن أمريكا هي من تقف خلف تخلف هذا القطاع وأن هناك من يساعدها في مساعيها عن قصد أو دون قصد ، وأن يتجهوا شرقاً نحو الصين أو غرباً نحو ألمانيا من أجل مصلحة بلدهم.
ان التظاهرات المقبلة للناس يفترض أن تكون أمام مبنى السفارة الأمريكية، وادعوا القضاء والهيئات الحقوقية والرقابية للتحقيق في موضوع الأموال الكبيرة التي تم انفاقها أو اهدارها دون تحقق هذه الخدمة للناس .
https://telegram.me/buratha