محمد الدبيسي ||
لا يخفى على الجميع طبيعة التحدي الكببر لجبهة المقاومة مع الاستكبار العالمي بقيادة راس الشر امريكا والكيان اللقيط وادواتهم في المنطقة والمديات التصعيدية التي وصل اليها هذا التحدي على مستويات مختلفة سواء منها العسكرية ام الامنية او السياسية والاعلامية وهذا الامر قد يكون طبيعيا لمعركة مصير وكرامة واحقاق الحق ونصرة المستضعفين مع هذا العدو وهذه الجبهة ولكن المنعطف الخطير اللافت للنظر الذي استجد واخذ بالتطور التدريجي هو التحدي الداخلي لجبهة المقاومة في العراق خاصة في هذه الدائرة او الجبهة نفسها التي اخذ التنافس السياسي وتقاطع المصالح منحى سلبي صار فيه التصدع واضح ومكشوف وجلي والذي سينتج خلل استراتيجي في مسبرة الجبهة ومستقبلها والامتدادات لقواعدها وعمقها الجماهيري.
وهذا ما يمكن ملاحظته في طبيعة التناغمات والرسائل التي تبعث من اطراف قوية لا زالت محسوبة عليها الى جهات داخليه مرة معروفة كيف انها ناصبة العداء مثل الكرد البارزانيبن او اقليمية وعلى راسها ام الخيانة مهلكة ال سعود ومن معها من عربان الخليج وباقي الاقطاب في العمق العربي الهزيل او الى اطراف دولية كامريكا ودول غربية اخرى.
وهذه التناغمات والرىسائل يعمل الان وقادم الايام الى انضاجها لتصل الى ضمانات بل تنازلات تكون بمثابة ورقة تعهدات لتحقيق ما تصبو وتحلم في تحقيقه قيادة معسكر الاستكبار العالمي ومشروعه في منطقتنا وخصوصا العراق وفي محافظات الوسط والجنوب بالاخص مقابل الرضا عنها وعن توجها هذه الجهة السياسية المعروفة تعمل من خلال هذا التناغم ورسائل الاطمئنان التي تبعثها لتبييض صفحتها بما علق بها من مواقف سابقة طيلة الفترة التي امتدت من 2003 او ما يستشعر بها من امتداد سبق هذا التاريخ.
وهذه الجهة اعدت العدة من سنوات مع الاسف الشديد في تثقيف مناصريها بالثقافة التي تشكك بوطنية ومواقف وجهاد جبهة المقاومة وجمهورها وابضا شيطنة وتجريم ايران وقيادتها المتمثله بالولي الفقيه وايضا الحرس الثوري وتوجهه المعادي والمواجه للتواجد الامريكي وادواته في المنطقة والعراق ، وانها اي هذه الجهة تريد ان يستشعر بها على انها (( البديل )) الانسب للمرحلة القاددمة لقيادة الحكومة ورئاستها وهي في وضعها الطبيعي وفي ظل الجو الديمقراطي والتنافس السياسي مسألة مشروعة ولا ضير اطلاقا.
ولكن الكلام عن التنازلات والتناغم الخارق والثالم والمنتقص لثوابت المقاومة ومشروعها الذي انطلقت وما زالت تنادي به وهي المرحلة والشوط الاخير من مراحل قضم السلطة والسيطرة عليها من قبلها كما صرح به سياسيون كثر وهو حقيقة ((الفخ والطعم )) اللذان يقدمان لها من قبل جبهة الاستكبار وادواته الموجودون في العملية السياسية وهو.تكتيك خبيث يتم العمل عليه لا لانهم مقتنعون بها او يحترمونها او يطمئنون لها بل لاعتبارها خطة مرحليه انية لاضعاف جبهة المقاومة وتصدعها وحتى تكون المواجهة السياسية والجماهيرية شيعية ـ شيعية وهذا ما حصلت بوادره في احداث تشرين كمقدمات لمشروع مستقبلي اكبر واخطر ومن ثم يكون بعد هذا الاضعاف التدمير والانقضاض الكامل على من ينفرد بالساحة والمعاقبة بأثر رجعي.
طبعا هذا الوضع المخطط له ساعده وسيساعده الموقف والاداء الضعيف للجانب السياسي لاغلب عناوين المقاومة التي مع الاسف قدمت الذريعة والحجة لتقوية مشاريع الاعداء عندما غرق اغلب اقطابها السياسيين في مستنقع الفساد والادارة السيئة لمن تصدى في مفاصل السلطة والمجاملات بل السكوت عن ما كان حقه الكشف والفضح بكل جرأة وشجاعة كانا مفقودين لمن يتطاول ومن يلعب ويتهاون في مقدرات البلد.
ولا ننسى الموقف المتفرج لقطاعات واسعة من جماهير المقاومة لما يجري من احداث حتى وصل لمستوى اليأس واللامبالات وكله يصب في مصلحة معسكر الشر الذي لا هواده في عمله الجاد لارضاخ واذلال العراق وشعبه والتشويش على قناعاته وميوله ، وفي اعتقادي ان الفرصة لم تفت بعد ومازال متسع من الوقت لتدارك هذه التحديات في الطريقة والاسلوب الذي يراه قادة جبهة الممانعة في العراق وردم الهفوات قبل اتساعها لانه قد نصل الى المنعطف الخطير (( لا سامح الله )) حينها لا ينفع الندم
.. خادم المقاومة والحشد
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha