أسامة ألفيلي ||
في أول مرة كنت قد سمعت باسم "القدس" وفلسطين كنت حينها في الدراسة الابتدائية والصورة التي رسخت في أذهاننا للبقعة المقدسة للإسلام والمسلمين هي قبة الصخرة والمسجد الأقصى يوماً بعد يوم ترسخت أهمية المسجد الأقصى في ذاكرتنا ، وأصبحت القدس وفلسطين لبنة أساسية في بناء الضمير والهوية العربية والإسلامية وكيف تم تهجير الفلسطينيين من بلادهم وبناء المستوطنات الإسرائيلية لإنشاء دولة "إسرائيل" المزعومة وعن الدور العربي في حرب ١٩٤٨ لاستعادة فلسطين ما بين تأييد الجماهير العربية وبين خيانة وعمالة الحكام العرب . منذ ذلك الوقت تعيش فلسطين وحيدة فتوالت الأيام وتوسعت إسرائيل على حساب المشروع العربي الذي بدأ في التراجع والانحسار بعد حرب النكبة ، وبدأ مع ذلك تعزيز القوة العسكرية للاحتلال حتى أصبحت كما نراها اليوم بفضل خيانة وعمالة الحكام العرب من أجل أن ترضى عليهم الولايات المتحدة الأمريكية وشيطانتها الصغرى حتى وصل اليوم الذي تجرأ فيه مؤخراً ترمب بإعلانه إن القدس عاصمة إسرائيل في ضل سكوت وخنوع مخيف للأنظمة العربية ليس هذا فحسب الكارثة الكبرى هي إن إسرائيل بدأت تطالب في إرثها التاريخي في الوطن العربي ما قبل الإسلام ثم نرى الوفود الإسرائيلية تزور البلدان العربية تجول وتصول فيها .
طوال أكثر من سبعون عاما إسرائيل شكلت تهديد واضح للهوية العربية فما من كارثة أو مؤامرة أو حروب فكرية وعقائدية أو طائفية في بلداننا العربية إلا وكانت إسرائيل اليد التي حركتها أكثر من سبعون عاما والعرب يسمون ثورة فلسطين ( بانتفاضة الحجرة ) ولم يتحركوا قد نسمع تصريح من هنا واستنكار من هناك فهل التصريح والاستنكار تعيد فلسطين إلى العرب ؟
١١مايو ٢٠٢١ اليوم التاريخي الذي سيبقى محفورا في ذاكرتنا اليوم الذي إعادة فيه الإيرانيون الهيبة والعز والشرف للعرب والمسلمين جميعا مع نسف كل مخططات الاحتلال حين أقدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالعلن من تحديد موقفها اتجاه القضية الفلسطينية من الناحية الأخلاقية والإسلامية بتقديم الدعم الكامل لفصائل المقاومة في فلسطين من دعم لوجستي غير محدود من مال وسلاح أرغمت فيه أنوف الاحتلال وغيرت فيه مسار المعادلة حينما نتكلم عن أربعة ألاف صاروخ أطلق على إسرائيل في غضون إحدى عشر يوم لابد إن نتكلم اليوم وفي صوت عالي إن المسار اختلف والكلمة العليا لنا وزوال إسرائيل قريب جدا وعلى الشعوب العربية إن تضع كامل ثقتها بمحور المقاومة لأنها باتت الممثل الرسمي عن المنطقة ولأنها أصبحت السبيل الوحيد في الخلاص من الحكومات الديكتاتورية الاستبدادية فعندما يصرح بايدن بأن لا سلام حقيقي في المنطقة بدون الاعتراف بإسرائيل هنا يجب إن نقف ونخرج من الصمت والاستعباد فالفرصة سانحة والقرار بأيدينا وعلينا أن نتحد ونفكر بأمن أنفسنا ومستقبل أطفالنا وأوطاننا ولا شيء أجمل من الكرامة .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha