إن المرء ليتحير اذا ما أراد أن يصف الإمام الخميني ( قدس سره ) فقد كان كبيرا بأفعاله ومواقفه ، وكانت انوار الآيات والأحاديث الشريفة تتجلى في سيرته ، وبناء عليه سأستعرض بعض القصص المصطفاة من سيرته المعطاء ، وبمايلي : 🟢 عندما عاد الإمام الخميني من باريس في بداية إنتصار الثورة ؛ هبطت الطائرة التي كانت تقله في مطار مهر آباد (طهران) وكان في استقباله حشود الجماهير وصعد إلى الطائرة أخيه الأكبر بسنديده ليستقبله ، وحاول أن يتأخر عن الإمام اثناء نزوله لأنه القائد السياسي الفعلي، لكن الإمام الخميني كان يحترمه وقال له : أنت تتقدمنا في النزول من الطائرة ولن اتقدم عليك . وفي نفس المعنى في احترام الكبير ؛ فقد حضر أحد المسؤولين ومعه والده إلى جماران حيث كان يتواجد الإمام، وكان والد ذلك المسؤول طاعن في السن وثقيل الحركة وتقدم هذا المسؤول على والده في الدخول على الإمام الخميني وجاء والده بعده فعرّفه للإمام . نظر الإمام الخميني إلى المسؤول وقال : هذا والدك ؟ قال : نعم . قال له الإمام: فلماذا سرت أمامه ودخلت عليً قبله ؟!🟢 تقول السيدة زهراء ابنة الإمام الخميني أنها لم ترَ طول حياتها ان الإمام الخميني يقول لزوجته أغلقي الباب خلفك ، وتقول : رأيت أمي مراراٌ وتكراراً تجلس إلى جانبه دون أن يأمرها بذلك وينهض الإمام بنفسه ويغلق الباب ، وتقول ايضاً : حتى انا ابنته لم يأمرني يوماً بإغلاق الباب ، وفي يوم قلت له عندما تدخل والدتي عليك فقل لها أن تغلق الباب . فقال الإمام: ليس لي الحق ان آمرها . 🟢 تقول السيدة زهراء ابنة الإمام الخميني انها ذهبت إلى الإمام من اجل عقد قران ابنتها من زوجها وحينئذ نصح الإمام حفيدته وقال ( عندما يأتي زوجك إلى البيت وتشاهدي أنه غاضب جداً، فلا تردي عليه وحتى لو تفوّه أثناء غضبه بكلام جارح أو اتهمك وسبك وافترى عليك على خلاف الواقع ، فلا تقولي له شيئا واتركيه حتى يهدأ ، وبعد أن تذهب عنه حالة العصبية قولي له أن كلامك كان افتراء ، ثم إلتفت إلى العريس وقال له انت أيضاٌ اذا دخلت على زوجتك ورأيتها في حالة عصبية فعليك ان لاتجيبها حتى تهدأ. 🟢 تقول السيدة فاطمة طباطبائي زوجة السيد احمد ابن الإمام: لقد منعنا الإمام من تولي المناصب الحساسة ؛ فمثلاً هو لم يرغب ان تصبح ابنته عضواً في البرلمان ويقول : أنا لا اقبل ان يحصل هذا الوهم عند الناس في ان ابنتي حصلت على المنصب لكونها تنسب لي ولعائلتي) ويقول أيضاً: ( نحن لم نقم بالثورة حتى نقوم بتقسيم المناصب فيما بيننا ، وحتى نطرد هذه الشائعة عن أذهان الناس علينا أن لا نذهب نحو هذه المناصب والاشياء ، وهناك آلاف الأنواع الأخرى من الأعمال يمكنكم القيام بها) . 🟢 وفقاٌ للمادة (١٤٢) من دستور الجمهورية الإسلامية؛ فإن المحكمة العليا ملزمة بمراجعة الأصول والذمم المالية لقائد الثورة الإسلامية وكبار المسؤولين ، وكان الإمام الخميني (ره) أول شخص أرسل كشفاً الى المحكمة العليا في سنة ١٩٨٠م عن اصوله المالية ، وبعد وفاته في حزيران سنة ١٩٨٩م لم يجدوا أي اضافة في ذمته المالية ،بل وجدوا أن قطعة الأرض التي ورثها عن أبيه في مدينة خمين قد قام بتوزيعها على المحتاجين في تلك المنطقة . الشيء الوحيد الذي كان يملكه الإمام الخميني هو منزل قديم في مدينة قم ، ومن ناحية عملية تحول هذا المنزل إلى متحف تاريخي يرتاده الناس للإطلاع على المكان الذي كان يقطنه مؤسس الثورة . ووجدوا وسائل اولية منزلية تتعلق بزوجته الكريمة مع سجادتين مستعملة ليست ملكاً لأحد وتم تحويلها إلى السادة المحتاجين . ولم يجدوا له حتى قرشاُ واحداُ ، أما الوجوه المالية فليس فيها حق للورثة . وعليه فقد كانت الأموال التي تركها هذا القائد الكبير عبارة عن : نظارات ، ومقراضة اظافر، ومشط ، وسبحة ، وقرآن ، وسجادة صلاة ، وعمامة ، وقباء وعباءة وكتب دينية. رحمك الله ياروح الله لقد تذكرت جدك أمير المؤمنين عليه السلام عندما كان يرتق لباسه حتى استحى من راقعها لكثرة تردده عليه . رحمك الله ياروح الله فلقد تذكرت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يسوي شسع نعله مع أنه كان اميراً على بلاد المسلمين العريضة . رحمك الله ياروح الله فلقد تذكرت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول ان دنياكم هذه لأهون عندي من عفطة عنز . السلام عليك ياروح الله يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حياً .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha