✍️ أحمد رضا المؤمن ||
نجح أبي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه والذي توفي قبل أشهر ، نجح نجاحاً باهراً في تربيتي وتنشئتي على حب المرجع السيد الخميني "رض" وثورته الإسلامية في إيران التي حقق بها حلم الأنبياء .
نجح أبي رحمه الله الذائب بحب السيد الخميني وثورته إلى درجة تسميتي وأنا إبنه البكر بإسم إبن السيد الخميني (أحمد) لكي يكنى بين الناس بـ(أبو أحمد) كما كان يُكنى السيد الخميني وهو أحد أسباب إعتقاله عام 1983 وتعذيبه وتكسير أصابع يده اليمنى خلال حفلة تعذيب صاخبة في مقر الحاكمية (المخابرات) ببغداد .
نجح أبي بغرس حب السيد الخميني في نفسي إلى الحد الذي أصبحت فيه إذا كشف لي الغطاء عن السيد الخميني وثورته وخطه ونهجه ما إزددت يقيناً لأني إمتلأت بصيرة بنهجه الحق ، بل وفقني الله لأؤلف كتباً وبحوثاً ومقالات عن السيد الخميني أشهرها كتابي (السيد الخميني في ذاكرة النجف الأشرف) والذي أخذ صدى واسعاً جداً بحمد الله تعالى .
نجح أبي طوال 40 أربعون عاماً من التثقيف والتعريف بالسيد الخميني ورموز الثورة وشهداءها وقادتها (مصطفى جاماران) ، (السيد بهشتي) ، (رجائي) ، (باهنر) ، (صياد شيرازي) ، (الشيخ مرتضى المطهري) ، (السيد القائد الخامنئي) ... إلخ .
وحتى الأحداث التي رافقت أيام الثورة وما قبلها وما بعدها مثل حادثة (صحراء طبس) ، (طرد السفارة الأمريكية والإسرائيلية) ، (إستقبال الشعب الإيراني الثائر للجيش بالورود) ... إلخ .
بل حتى صفات السيد الخميني رضوان الله تعالى عليه كان يصفها لي وكأني أراه رغم أن زماننا آنذاك (الثمانينيات والتسعينيات) لم يكن لدينا سوشيال ميديا ولا صحافة ولا فضائيات .. فقط القناة الأولى والثانية اللاتي لا نعرف منهما سوى التمجيد بالطاغية الجرذ .
لم يكن لديه ما يعرف منه المعلومات عن السيد الخميني وثورته سوى جهاز الراديو الذي كان يختلي معه في زاوية بعيدة من غرف البيت حذراً من أن ننقل نحن أبناءه الأطفال ما يقوم به ويستمع إليه عن السيد الخميني وإيران إلى الغرباء فينتهي أمرنا كما إنتهى أمر المئات غيرنا..
نجح في كل ذلك بأبسط الوسائل وهو الحديث عن كل ما يعرفه عن هذا السيد العظيم وثورته لنا بأسلوب الحكايات ولكن بإخلاص وصدق وموضوعية .
نجح أبي في كل ذلك ثم رحل إلى ربه وهو عاشق ذائب في حب السيد الخميني وثورته وخطه ونهجه (رغم أنه لم ينتمي لأي حزب سياسي إلى آخر يوم في حياته) .
الآن .. حان دوري ..
كيف أنقل هذا الحب والذوبان بالسيد الخميني وثورته وخطه ونهجه إلى أبنائي ؟؟؟!!
أبنائي اليوم ورغم تفاؤلي بمستقبلهم إلا أنهم كغيرهم من ملايين الأطفال والشباب لا يفارقهم الموبايل وتطبيقاته رغم كل الرقابة الصارمة التي أتبعها معهم لمنع إحتمال إنحرافهم بفعل الغزو الناعم الهائل الجذاب الذي يؤثر فيهم .. خصوصاً مع ضعف البدائل التي أحاول تعويضها لهم عن السوشيال ميديا وغيرها .
يضاف إلى كل ذلك التيار الإجتماعي المعادي المدعوم من أمريكا وإسرائيل وعبيدهم وصنائعهم في تسقيط وتشويه صورة الثورة الإسلامية .
التحديات أمامي وأمام أمثالي من الآباء كثيرة جداً وصعبة وتحتاج إلى تنظيم وتخطيط ودعم ووعي وشجاعة من أجل إستيعاب الجيل الصاعد في العراق الذي يجهل الكثير الكثير عن السيد الخميني"رض" وثورته الإسلامية العظيمة . خصوصاً مع وجود مؤسسات وشخصيات ثقافية وإعلامية وإجتماعية (إسلامية) فاشلة وبائسة وجبانة و(مرتزقة) ساهمت بشكل أو بآخر بخلق فجوة بين السيد الخميني وثورته من جهة وبين الجيل الصاعد من شباب العراق خصوصاً مواليد الألفية الثانية ولا أدري من ألقي عليه اللوم في ذلك أكثر .. الجمهورية الإسلامية التي تدعم هؤلاء (المؤسسات والشخصيات) الذين كانوا أحد أهم أسباب ردود الفعل السلبية تجاه الثورة الإسلامية ورموزها وتأثرهم بالإعلام الأمريكي المضاد . أم ألوم (بعض) رموزنا السياسية والحوزوية التي تنكرت لهذه الثورة العظيمة خصوصاً أولئك الذين نالهم خيرها وبركاتها وجعلت منهم قادة ووجهاء ورموز بالوقت الذي تآمر العالم كله ضدهم فقط لأنهم شيعة .
بالنسبة لي فإني عاهدت المرحوم أبي حين وقفت جوار قبره الشريف بأني سأكمل مسيرته وسأسعى لآخر يوم في حياتي على إكمال ما قام به من نشر رسالة الثورة والإخلاص لها ولرموزها وسأسعى بمشيئة الله تعالى لأن يكون أبنائي جميعاً خمينيون للنخاع لأن الخميني وثورته لا تختص بإيران ولا بزمان ولا بقومية ولا بديانة بل هي ثورة للمستضعفين تمهد وتوطيء لدولة العدل الإلهي الموعودة .
ولكن أنتم أيها الآباء ..
ماذا أنتم فاعلون خصوصاً مع هذا الغزو الثقافي الناعم الهائل كماً ونوعاً ؟؟!
هذه دعوة بمناسبة ذكرى رحيل السيد الخميني "رض" أن تجمعوا أبناءكم وتحدثوهم بكل ما لديكم من معارف ومعلومات عن السيد الخميني .. عن ثورته .. عن إنتصار الثورة وبركاتها .. عن أعداءها .. عن المؤامرات التي تحاك ضدها ليل نهار منذ أربعة عقود وتساقطت بفضل رعاية صاحب الزمان عليه السلام .
أما المؤسسات الثقافية والإعلامية والإجتماعية العراقية (المحسوبة على خط الثورة الإسلامية) فلا كلام لي معها لأن العتب ليس عليها بالدرجة الأساس
https://telegram.me/buratha