حسن المياح ||
( الإسلام دين الله العالمي الشامل , الذي يخرج الناس من ظلمات الكفر والإشراك , وينتشلهم من ظلام الجهل وركام تيه الجاهلية القاتم الراكم الجاثي على صدر الإنسان , الى نور الإسلام وإشراقة القرآن . وبهذا المفهوم , وعلى أساس هذا المعنى والتوضيح , لم يكن نشر الإسلام عقيدة وتشريعآ , وأخلاقآ وسلوكآ , ونظامآ سياسيآ ومنهج قيادة حياة الإنسان ~ كما يدعي الإستكبار وأفراخه الجاهلون الإمعات المتطفلون ~ , أنه تصدير ثورة وإحتلال أوطان ....
كلا ... وألف لا ...
إنما هو ~ بكل يقين وإطمئنان ~ دعوة إيمان عقيدة توحيد , وتطبيق تشريعات القرآن , وإنتشال من وهدة الجاهلية المعتمة المطبقة , وإعلان حرية وإنفتاح عقلية الإنسان , ليرى النور الإلهي سعادة حياة , وإشراقة بحبوحة عيش إنساني رغيد بكل طمئنة وسلام ......)
والإمام الخميني طيب الله ثراه رجل مؤمن كريم , عاهد الله سبحانه وتعالى على أداء التكليف ما وسعه الأداء الأتم الأكمل الصحيح , ليبرأ ذمته , ويحقق غاية وجوده الإنساني في عالم الدنيا , ليخرج منها طاهرآ عفيفآ , عزيزآ كريمآ , خالية ساحته بقدر ما يستطيع من شوائب الظلم والأثم والعمل السيء المنبوذ .
وهكذا كان هذا الرجل المؤمن الساعي في ديدن وجوده الحياتي في العيش المؤمن الواعي الحركي السليم .
آثر ووحد وأفرد الله سبحانه وتعالى عبادة وتسبيحآ , وتهليلآ وتمجيدآ , وتكبيرآ وإستغفارآ , على ملذات نفسه وموجبات متطلبات رغائبه وجواذب مشتهياته . فكان يأنس الى ذكر الله صلاة وتسبيحآ , وصيامآ وتزكية نفس , وقراءة قرآن ودراسة الشريعة ليكون العالم المجتهد , والمرجع الملتزم النزيه الذي يخدم رسالة الإسلام من حيث ما يريده الله أن تكون الخدمة والعبادة والتقديم , والعمل والسعي والتطبيق .
جاهد النفس تربية وتهذيبآ , وعامل العقل إنفتاح وعي , وفهم أحكام , وتطبيق تشريعات الإسلام , وجالد النفس مسلك الطاعة ليكون القدوة على خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله , والنموذج الأصلح والأتقن والأطيب في التطبيق والإحتذاء , والأسوة سلوكآ حياة الأنبياء والأئمة المعصومين من آل البيت النبوي الكريم عليهم جميعآ سلام الله وزكاته ونماؤه حسنات وبركات , والذي يتوسم أخلاق وسلوك وسيرة الإنسان الكامل الذي إختصت وجودآ حقيقيآ واقعيآ في النبي والآل المعصومين عليهم السلام , ليكون شبههم صورة , ومثالهم سجية , وسنخهم طبيعة , ومن منهلهم يشرب , ومن نبعهم يستقي , ومن موائدهم يتناول طعامه المعنوي والمادي , فيكون الإبن البار , والتلميذ المخلص الوفي الصادق الذي يقتفي منهج عقيدة التوحيد الرسالية إيمانآ وإنتماءآ , وولاءآ وتضحيات .....
وهكذا هو بكل تأكيد كان ..
عاهد الله سبحانه أن يقتقي خطى الصالحين في مدارج السالكين , فأتم الله تعالى له توفيقه , وسهل له طريقه , وأعانه في ترسم خطى سلوكه , وحقق الأمنية الكبرى التي يتمناها الأنبياء الكرام الميامين والأئمة الدعاة المعصومين , التي نذر نفسه وحياته لها , وعلمه وتقواه لتأسيسها , وراحته وجهده ليبنيها , ووقته وعبادته ليشيدها دولة عدل وإستقامة على منهج عقيدة لا إله إلا الله دولة إسلامية عادلة مستقيمة قويمة , ثابتة الأركان , سميكة الجدران , مهندسة البنيات , تستوعب كل مسيرة الخلق والثقلان , وإنها دولة الإسلام , على أساس القرآن .
ولذلك فتح أسارير فليسوف العصر , وفريد علم وفقاهة الدهر , السيد المؤيد آية الله الكبرى وحجته العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر , الذي قال بكل فخر الإيمان , وعز عقيدة القرآن , وشموخ رسالة الإسلام , وكرامة خلق الله في أحسن قوام الذي هو الإنسان , أن الإمام السيد آية الله العظمى والمجتهد الأكبر روح الله الموسوي الخميني قد حقق أملي وأمل الأنبياء في إقامة دولة العدل الإلهي القائمة على أساس تشريع الإسلام , وحقق الأحلام الرسالية المؤمنة واقعآ عمليآ كمنهج حياة , ونظام حياة سياسي يقود الإنسان , ويرسيه سعادة وحبورآ وسرورآ على بر الأمن والأمان , ليهنأ العيش الإنساني الرغيد العزيز الكريم .
وتمنى ... وكان يسعى جاهدآ ومتشوقآ لنيل شرف خدمة الله في خط رسالة الإسلام السيد الشهيد محمد باقر الصدر , أن يكون خادمآ في عز دولته , وشموخ رسالة الإسلام , ووكيلآ نائبآ ~ ولا يخفى ما للسيد الصدر الموسوعة الشاملة المتعددة العلوم والفنون من وجود رسالي ومكانة علمية ومرتبة فكرية ~ عن السيد الخميني في القرية التي ينسبه اليها من قرى إيران الإسلام , ليخدم الرسالة الإسلامية الإلهية والإنسان , وليحظى برضوان من الله أكبر وأوسع وأشمل وأكمل .
وبعد أن إنقطع الإسلام دولة عدل , ونظامآ سياسيآ عمليآ مطبقآ في واقع الحياة والناس , عقيدة وتشريعآ , ونظامآ سياسيآ حاكمآ في مؤسسات وميادين دولة عدل على إستقامة أحكام ومفاهيم القرآن أربعة عشر قرنآ من الزمان ~ منذ وفاة النبي الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ~ , وها هو في نهايات القرن العشرين في عام ١٩٧٨م , أعاد الإمام الخميني وجود , وأنفذ حاكمية دولة العدل الإلهي على أساس إستقامة عقيدة التوحيد تشريعآ , وأجرى القرآن دستورآ وأحكامآ ومفاهيمآ , تجسيدآ واقعيآ على أرض إيران الإسلام , وكان همه وشغله الشاغل الذي يتوق اليه بذل مهجة في نشر ( والذي أطلق عليه مصطلح " تصدير الثورة " حقدآ ولؤمآ , وبغضآ ومحاربة , وتشنيعآ ودعاية غادرة زائفة ) الإسلام عقيدة رسالة إلهية , وتشريعآ ربانيآ سماويآ , وأحكامآ ومفاهيم القرآن .
وعلى أثرها قامت قائمة الإستكبار , وإرتفعت عقيرة الإستعمار , خبثآ وإنتقامآ , وكشر الغرب عن أنيابه المجرمة القاطعة المفترسة المتوحشة حقدآ وهذيانآ , ولم يستقر حال الصهيونية الماسونية , ولم يهدأ بال موسادها المجرم الخبيث العابث الرذيل مكائدآ وتلفيقات , وصواريخ عداء وقنابل إعتداء طائرات , على جمهورية الإسلام في إيران . وأصبح الإسلام ~ كما يتصورون ويعتقدون , ويثقفون ويدرسون ~ هو العدو اللدود , الذي ظهرت شوكته المؤلمة التي أرقت الإستكبار وسلبته عنفوانه , وأسقطت طغيانه , وأهانت فرعنته , وجعلته يعيد كل حساباته في ظلمه وإرهابه وإجرامه , وأطالت سهاد الشيطان الأكبر وجعلته يفكر في جاهليته المجرمة , وجهله الناقم العابث , وظلامه الذي أرخى سدوله المجرمة الغاصبة الناهبة المسلطة على الدول الصغيرة وشعوبها المستضعفة , وأرعب الصهيونية الكيان الغاصب في لملمة أوصاله المتهرئة الجبانة في حياكة مخططات حاخامات صهيون , لدفع خطر السيل الهادر الغاضب ~ كما هم يتصورون ويشعرون ويعرفون ~ الجارف القادم من أعماق دولة الإيمان وتربة رسالة الإسلام ........
مثل هذا الرجل الإمام السيد الخميني الشديد في الله عقيدة , والقوي الصلب بالإسلام إيمانآ وإلتزامآ , والمستقيم العادل سلوكآ , قد قلب موازين العالم رأسآ على عقب , وشغل الدول كافة تفكيرآ وحسابآ , وتعليلآ وإحتسابآ , في باكورة قدوم الألفية الثالثة من عمر الزمان بعد ميلاد النبي السيد المسيح عليه السلام , كما يؤرخ له الإستكبار والشيطان الأكبر في عرفهم الكنسي المحرف لدولة الإنسان , وبانت عورات كل الأنظمة البشرية التي وضعها الإنسان , الذي جعل من نفسه ضدآ نوعآ في التشريع والحاكمية , ومقابلآ إلهآ صنمآ في العبادة والتسليم ....
وما أحياء ذكرى هذا القائد الإمام , إلا إعلان حاكمية عقيدة لا إله إلا الله في أرض الخافقين , والمشرقين والمغربين , وليست المحصورة والمقيدة في دولة إيران ~ كما يريد الإستكبار والإستعمار والصهيونية والشيطان الأكبر أميركا اللمم ; وإنما هي رسالة شمول عقيدة , وكمال تشريع , وتمام حاكمية عالمية في كل الأوطان ....
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
وتبارك الله خالق ومالك الناس أجمعين , والحمد لله رب العالمين , كما يرتلها إية أولى بعد البسملة من سورة الفاتحة كل الناس أجمعون , والمؤمنون المصلون .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , الذي به نؤمن ونستعين .....
https://telegram.me/buratha