المقالات

ازمة المياه..تحديات الحاضر ورهانات المستقبل

1368 2021-06-02

 

قاسم الغراوي ||

                              

تتعرض منطقة الشرق الاوسط منذ عقود الى ازمة مياه بسبب سوء توزيع الحصص المائية المتجهة من دول المنبع منها دجلة والفرات ومنبعها تركيا مرورا بسوريا والعراق وكذلك نهر النيل من اثيوبيا مرورا بالسودان وجمهورية مصر العربية .

بدات الدول تفكر في استخدام وسائل ضغط على دول اخرى لتحقيق غايات ومصالح تخدمها خصوصا الدول المتجاورة او المتشاطئة او تمر عبرها انهارا مشتركة دون مراعات للقوانين والاعراف والقرارات الدولية . وغالبا مايشير النزاع الى ان اطرافه على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية ، لذا فالحلول مؤجلة دائما ولاتوجد نية لمن بيده هذه الورقة للحوار لاتفاقية تحسم هذا النزاع ، انما هناك بروتوكولات تعاون وتفاهم الا انها لاتنهي المشكلة اساسا .

في عام 2002  استلم مقاليد السلطة في تركيا اوردغان وفي عام  2003 سقط نظام صدام ، وطيلة هذه الفترة الممتدة ولحد الان وماقبلها لم تنجح الحكومة العراقية في انتزاع حقوقها المائية من نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ، ورغم المفاوضات والزيارات بين وفود البلدين  الا انها لم تفضي الى نتيجة . ونعتقد ستبقى الامور معلقة بل ستكون سيئة في المستقبل .

تركيا اسست مشروع الكاب واكثر من ست سدود شرق الاناضول وهي من ايحاء ومباركة ومساعدة امريكا والكيان الصهيوني وبمساهمة قروض من دول اوربية وخليجية .

ولم تكتفي تركيا بذلك فانشات سد اليسو لتخنق سوريا والعراق وتقلل الحصص الطبيعية لها ، وبتنا نشاهد بام اعيننا شحة المياه في النهرين مما اجبر العراق للتخلي (وهو بلد السواد) عن زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وخصوصا الرز الذي يحتاج الى كميات وفيرة من المياه ، وبات يستورد غالبية المحاصيل التي كان يصدرها في العقود السابقة .

ان استمرار مشكلة المياه يجعل من حالة الصراع او التعاون امرا قائما لان القوة فوق القانون الطبيعي وان عنصر السيادة القومية هي من تفرض وتوفر حالة الامن بمختلف انواعه ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الامن المائي يوازي الامن العسكري والوطني  والغذائي ، لهذا كان تهديد الرئيس السيسي واضحا في خطابه ومهددا بنفس الوقت لاثيوبيا لعرقلتها وصول حصة مصر من مياه النيل بفعل بناء السد في اثيوبيا ولازال التفاوض قائما دون حسم .

في العراق نحتاج الى وفد متمكن يضم خبراء وفنيين واختصاص وكسب جولة التفاوض لصالحنا  لان العراق يمتلك ورقة ضغط اقتصادية حيث يستورد العراق من تركيا ماقيمته اكثر من 16 مليار دولار سنويا .

ان موقع تركيا الجيوستراتيجي بين الشرق والغرب وارتباطه الجيو سياسي مع اطراف دولية واقليمية منح تركيا القوة في استخدام هذا الملف ، وكذلك ملف تواجد حزب العمال الكوردستاني للضغط على العراق من اجل مكاسب  بينما يفتقد العراق للحصول على مثل هذه المكاسب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك