محمد العيسى ||
منذ الأيام الأولى لتأسيس الحشد ،كان هناك توجسا أمريكيا من هذا التشكيل الذي ولد على حين غرة ،عمليا سعت امريكا إلى إضعاف الحشد احيانا ،وعدم تزويده بالسلاح احيانا ،واحيانا كثيرة كان القصف المباشر بحجة الأخطاء الحربية وسيلة متقدمة للجيش الأمريكي للنيل من الحشد الشعبي ولم يقف مسلسل التٱمر على الحشد وقادته عندهذا الحد ،فكان اغتيال قادة النصر الذي شكل أبرز المعالم لحالة الاستعداء الكبيرة التي يضمرها ويمارسها المحتل الأمريكي ضد الحشد ،وعلى هذه الحالة فازمة الثقة القائمة بين فصائل الحشد وامريكا لايمكن التغاضي عنها وتهميشها ،فامريكا نظرت منذ البداية إلى أن هذا الحشد يمثل قوة عقائدية ليس من السهل هزيمته معنويا وهي بالتالي قد حددت خطواتها التكتيكية والإستراتيجية ،وفق منظور اعرف عدوك وتحين الفرصة لضربه
وفي كل مرة يخرج الحشد منتصرا ،غير مكترث بما يصنعه الشيطان الأكبر لانه اعتاد أن ينظر للأمور من زاوية تختلف عن تلك التي ينظر لها الامريكان .
قضية اختطاف الحاج قاسم مصلح هي واحدة من حلقات التٱمر الأمريكي على القوى المناهضة لسياساته في العراق،فامريكا أرادت عبر هذه العملية أضعاف دور تحالف الفتح سياسيا بعد أن عملت كثيرا على تسقيطه إعلاميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات المأجورة الاان هذا الأمر لم يمنع هذا التحالف من التقدم بحساب المتعاطفين معه ،خاصة بعد انتصار فصائل المقاومة في غزة ،وهنا بالتحديد أدرك العراقيون أن خيار المقاومة هو الخيار الشرعي الوحيد وان فصائل المقاومة هي التي لابد أن تمتلك الشرعية الحقيقة في التمثيل النيابي ،وخاصة بعد أن انكشفت خيوط لعبة تشرين وأدرك العراقيون أن تشرين هي لعبة أمريكية بامتياز ،هدفها ضرب المعسكر المقاوم لشيطنتها وسياساتها .
إذن فامريكا تحتاج إلى تأجيل الانتخابات ولاتاجيل الابحكومة طوارئ وهذا يحتاج إلى عملية استفزازية خاطفة ،يتبعها تبويق اعلامي كبير للنيل من الحشد في بعديه العسكري والسياسي.
فكان التعاطي مع هذه الأزمة من قبل جناحي الحشد بمنتهى الدقة والروعة ،
ميدانيا وجه الحشد رسالة مفادها ،ان الحشد باق ولايمكن التفكير بحله أو إسقاط رموزه وقادته .
سياسيا عمل تحالف الفتح بزعامة الحاج العامري على تهدئة الأمور والتفاوض مع الحكومة من منطق القوة والحكمة في ٱن واحد حتى لاتصل الأمور إلى ما يسعى إليه الآخرون، العملاء تارة والمتشددون تارة أخرى .
ولكن هل ينتهي مسلسل التٱمر الأمريكي على الحشد بعد هذا الفشل .؟لااحد على الاطلاق يقول ذلك فكلما دعت الحاجة ستجد امريكا حاضرة في الميدان لخلق أزمة جديدة ،فهي توجه الرأي العام العراقي الى قضية أخرى بينما هي تفعل فعلتها بهدوء ودون ضجة كما حصل من نقل عوائل داعش من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في العراق ،وعند هذه النقطة تحديدا يجب أن يفهم العراقيون أن هناك طبخة كبيرة تعد بهدوء في غرب العراق وكان الحاج قاسم مصلح اول ضحاياها
https://telegram.me/buratha