المقالات

ازدواجية الشخصية ام تكتيك تتطلبه المهمة؟!

1208 2021-05-24

 

محمد الدبيسي ||

 

 في الدراسات الاجتماعية والنفسية يتداول المختصون في موضوعات الامراض  التي تصيب الفرد او المجتمع عموما في زمان ومكان معين مرض  ((الازدواجية)) وحقيقة هذا المرض تحصل في  ظهور اضطرابات تتعلق  بسلوكيات وتصرفات هذا الفرد وهذه المجموعة البشرية غير مستقيمة وتتعدد اسبابها كما يبنها المختصون والتي سأتناول الابرز منها التي قد تؤدي اثارها لمثل هكذا سلوكيات  مريضة  الذي يصفه احدهم (( انه الفيروس القاتل في العلاقات والتعاملات الشخصية )) وطبيعي فان الفيروسات قابلة للعدوى والانتشار ولا يمكن ان يسلم مجتمع بشري منه وفي العراق الذي خاض ظروف  وحياة معيشية صعبة وحروب طاحنة وانتشرت بسبب قلة الوعي الديني والاخلاقي وتصدي طبقة سياسية في اغلبها لايهمها الا النهب للمال وباي طريقة كانت والانفلات الامني احيانا وضعف المتابعة لبعض ولاة الامر ومظاهر تعاطي الكحول و  المحذورات.

 حيث ان تفشى هذا المرض الخطير على بنية المجتمع بل حتى على بناءه وتطويره لانه يخلق تعارضات في العلاقات داخل الدولة ومؤسساتها وافرادها  لا يمكن ان تبني وترتقي باي بلد يعاني منه ، وفي متابعتي لما كتب عنه وعن انواعه التي قد تكون اجتماعية او لغوية او سياسية، ولتجنب الاسهاب والخوض بتفاصيل لا يسمح المقام بها سأقتصر حديثي وبأيجاز.عن ((الازدواجية السياسية )) التي شكلت اليوم مرضا فتاكا انتشر فيروسه في الوسط السياسي العراقي والجهات المحورية الفاعلة  والمؤثرة سلبا على مجريات الاحداث والواقع  السياسي  فضلا عن المجتمع الذي بأذن الله وتوفيقه سأتكلم عنه بأقرب فرصة تسنح لي ، هذه الازدواجية التي برزت بأبشع صورها في المعايير المزدوجة  التي يتعاطاها اطراف التنافس السياسي فهو ما يرفضه لنفسه ومن يعتقد به او لنقل من وقع تحت وصايته وذاب في مشروعه وتخطيطه المحموم  يقبله لغيره وبالعكس ولتقريب الفكرة اكثر. 

ان ما شهدته الساحة العراقية بالتحديد محافظات  الوسط والجنوب من انطلاق مظاهرات كان اهلنا هناك  يأملون خيرا منها في حصول التغيير للواقع المأساوي الذي يعانون منه في ادارة سيئة لاغلب مفاصل الدولة خاصة ما يتعلق منها بالخدمات والكهرباء والتعيينات ، ولكن تم تحريف مسارها لمصالح واجندات وتصفية حسابات وفقدت الجماهير الفرصة الذهبية في تصحيح حقيقي لمسار وعقلية ادارة البلد وهذا ما انكشف وبان زيف المدعين وانفضحت النوايا وصارت مخابرات دول عديدة تسرح وتمرح بعقول ودماء شباب وشابات محافظات الوسط والجنوب وجنى افراد وجهات وتيارات  سياسبة ثمار ركوبها الموج وبرز توجه ما يسمى بالتشرينيين الذين قد يكون بعض منهم صادق النوايا ومخلص للعراق واهله ولكن يقودونهم من ثبت التورط والتواصل واخذ التمويل من اطراف منها بعثية صدامية تريد الشر بالعراق وايضا دول اقليمية سجلها وموقفها من العراق والعراقيبن اسود ودموي وما زال السوشيل ميديا واليوتيوب يضيقا ذرعا وتقيئا من عفونة فتاوي التحريض من قبل ما يسمون علماؤهم  بقتل العراقيين سواء مواطنون عاديون   ام قوات امنية.

 وكذلك سفارة ومخابرات راعية الا ر ه ا ب العالمي  الاولى .ا م ر ي ك وصنيعتها اللقيطة اسرائيل ، وهذا الاطراف ترفض وبشدة  الجهات السياسية من تيارات واحزاب وحركات  المتصدرة للمشهد السياسي باعتبار طبيعة الدستور والنظام يتيح لمثل هكذا تعددية ولا بأس ان تتهمها بالفساد وهذا ما لا خلاف ولا اعتراض عليه ولكن كيف لها ان تصرخ وتعربد  برفض هذه الجهات وتقوم بعدها بتشكيل احزاب ومسميات حزبية تهيأ للدخول الى الانتخابات فهل ممكن ان نرى ازدواجية صارخة فاضحة كالتي يعانون منها هؤلاء الكائنات وتدعمهم راس الشر في هذه الازدواجية  والخيار المضطرب التي قامت وعن طريق ماكنتها الاعلامية الضخمة وابواقها القذرين التي زمجرت وهرجت في تزييف الازدواجية بالتستر على كثير من التعديات والجرائم من مقتل الشهيد ابي جعفر العلياوي واخيه عصام  في ميسان ومقتل السيد البطاط وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية بل واجدوا التبريرات وعملوا وما زالوا ان يوهموا العراقيين وهيهات لهم ذلك بان هذه الكائنات هي المنقذه والمخلصة والعادلة والمنصفة وان سحاب الخير والوضع الاقتصادي ستخل عليه البركة وتنفتح جميع فرص التطور والارتقاء للبلد وستكون التعيينات مفتوحة على مصراعيها كما وعدنا عام 2003  بهكذا اكاذيب .

 وازدواجية اخرى شهدناها ولسنا حقيقة مستغربين في حصولها لان هذه الازدواجية والتناقض تتطلبها المرحلة او لنقل يستوجبها التكتيك والتخطيط المرحلي عندما شاهدنا ان باصات نقل تتوجه باشخاص  محسوبين او هم انفسهم التشارنة كما يعبرون الى الحدود الاردنية بحجة السماح لهم للدخول الى الاراضي الفلسطينية  لمساعدة المقاومين والشعب الفلسطيني في معركته المشرفة مع الكيان الصهيوني وفي رايي لا اشكال في ذلك فكل دعاء او حرف او.كلمة او مساعدة بمال او صاروخ او تجمع ومظاهرة لخدمة القضية الفلسطينية مرحب بها ومحترمة ومقدرة ويسجلها التاريخ ولكن كيف يمكن الجمع بين تاييدكم  ومساندتكم للمقاومين الفلسطينيبن وبين ان هذه المقاومة نفسها تقدم لها ايران الاسلام والولي الفقيه المال والسلاح والمشورة الفنية المتطورة وانتم تسبحون بلعن ايران وتسغفرون بالتعدي على مقام السيد الولي وتركعون بحرق قنصلياتها وتكبرون ب ايران بره بره ؟!

 ثم اليس هذا تدخلا سافرا بشؤون الغير ؟ وزج شباب العراق خارج الحدود ؟! اعلموا ان عدم الاخصلاص للعراق واهله ولفضايا الامة الاسلامية ونصرة المستضعفين ورفض للمستكبرين لا يكون نتيحته الا مزيدا من الازدواجيات والتناقض التي ستجعلكم اضحوكة للاخرين فراجعوا انفسكم لان الفرص لم تنفذ بعد والعراق واهله قلوبهم كبيرة تسع لابناءه ان عادوا الى رشدهم واخلاصهم له .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك